أكاد أجزم؛ أن كل منشغل أصيل بقضايا الخليج العربي قد تمنى أن يكون ما في النفوس أكثر وضوحاً مما في النصوص التي سطرت بيان الأمانة العامة لمجلس التعاون حيال المصالحة الخليجية في 17 أبريل 2014م؛ فقد كانت حروف ذلك البيان «برقية تعزية» بدل أن تكون «بطاقة زفاف»، لذلك لم تشعر المصالحة وهي مرتدية قطع من ذلك البيان بالترحيب خارج الباب، ولم ينهض أحد لتحيتها عندما دخلت؛ بل لم يرد البعض عليها السلام.
لقد قفز انهيار المصالحة الخليجية في أزمة السفراء كعنوان يروج له أصحاب مصالح خارج الخليج لا تخدمهم الوحدة الخليجية، وذلك أمر يمكن فهمه؛ لكن مالا يمكن فهمه هو ترويج الخليجيين أنفسهم لموضوع انهيار المصالحة الخليجية ونشره باستخدام ذرائعي فج، لا يمت بصلة للمكون الأهم في ثقافة التصالح الخليجية وهو سعة البال. حتى أن أكثر من سؤال يبرز لنا عن جدوى إلقاء قطعة خشب في نار نود إطفاءها!
وسؤال آخر عن من يدير أمور المصالحة الخليجية في أزمة السفراء؛ فهل نحتاج -ونحن كشعب خليجي قد أصبحنا في مزاج أقل تسامحاً مع مجلس التعاون- أن نعيد ما قاله الشاعر الجاهلي الأفوه الأودي:
تُهدى الأمور لأهــــل الــــرأي إن صلـــــحت
وإن تولـــــــــتْ فبــــالأشـــرار تنــقـــــــاد
لا يصلــــحُ النــــاسُ فوضــى لا سراة لهـــم
ولا ســــــراة إذا جُهــــالهــــم ســــــادوا
لقد كان سحب سفراء الثلاثي الخليجي -السعودية والإمارات ومعهما البحرين- من قطر مشهداً غير معتاد أو مسبوق بهذه الحدة في الخليج العربي. فكيف تجرأ مجلس التعاون على القفز بين أسلوب «الإدارة بالغموض»، الذي حذرنا منه مراراً وتكراراً، إلى أسلوب «التسريب المتعمد» لمجريات أمور نعلم بحدوثها لكنها ضمن الحميد المسكوت عنه في الأعراف الخليجية لمصلحة العمل الخليجي المشترك!
لقد بدأت أزمة السفراء الخليجية بداية تشبه معظم قرارات مجلس التعاون العتيد، فكانت مرتبكة ومربكة للجميع، ثم أتى بيان المصالحة موجزاً في زمن يتطلب الإسهاب، والآن يتحدثون عن انهيار المصالحة الخليجية في زمن يتطلب الإنجاز بهدوء. وها نحن نحصد التوابع الزلزالية للخيبة التي توجسنا منها خيفة في بيان المصالحة، فقد بدأ في تأثيث طائرة عودة السفراء شك يشبه ما نشعر به مع كل خطوة من خطوات المجلس. وجل ما نخشاه أن تصبح إجراءات عودة السفراء بنداً مؤجلاً في جدول أعمال القمم، فتدخل عودتهم سيناريو ترحيل البنود أسوة بالبنود العالقة التي ترحل من قمة إلى أخرى. ولن يستبعد تلك المخاوف إلا من لديه خصومة مع البديهيات، ألسنا نعيش حالياً نسخة مزورة سيئة من مجلس التعاون، بعد أن غادرت العلاقات الخليجية / الخليجية محطة براءة وتلقائية المغفور لهم بإذن الله «شيباننا» التي غمرت أجواء اللحظة التأسيسية لقيام المجلس عام 1981م؟
لقد قفز انهيار المصالحة الخليجية في أزمة السفراء كعنوان يروج له أصحاب مصالح خارج الخليج لا تخدمهم الوحدة الخليجية، وذلك أمر يمكن فهمه؛ لكن مالا يمكن فهمه هو ترويج الخليجيين أنفسهم لموضوع انهيار المصالحة الخليجية ونشره باستخدام ذرائعي فج، لا يمت بصلة للمكون الأهم في ثقافة التصالح الخليجية وهو سعة البال. حتى أن أكثر من سؤال يبرز لنا عن جدوى إلقاء قطعة خشب في نار نود إطفاءها!
وسؤال آخر عن من يدير أمور المصالحة الخليجية في أزمة السفراء؛ فهل نحتاج -ونحن كشعب خليجي قد أصبحنا في مزاج أقل تسامحاً مع مجلس التعاون- أن نعيد ما قاله الشاعر الجاهلي الأفوه الأودي:
تُهدى الأمور لأهــــل الــــرأي إن صلـــــحت
وإن تولـــــــــتْ فبــــالأشـــرار تنــقـــــــاد
لا يصلــــحُ النــــاسُ فوضــى لا سراة لهـــم
ولا ســــــراة إذا جُهــــالهــــم ســــــادوا
لقد كان سحب سفراء الثلاثي الخليجي -السعودية والإمارات ومعهما البحرين- من قطر مشهداً غير معتاد أو مسبوق بهذه الحدة في الخليج العربي. فكيف تجرأ مجلس التعاون على القفز بين أسلوب «الإدارة بالغموض»، الذي حذرنا منه مراراً وتكراراً، إلى أسلوب «التسريب المتعمد» لمجريات أمور نعلم بحدوثها لكنها ضمن الحميد المسكوت عنه في الأعراف الخليجية لمصلحة العمل الخليجي المشترك!
لقد بدأت أزمة السفراء الخليجية بداية تشبه معظم قرارات مجلس التعاون العتيد، فكانت مرتبكة ومربكة للجميع، ثم أتى بيان المصالحة موجزاً في زمن يتطلب الإسهاب، والآن يتحدثون عن انهيار المصالحة الخليجية في زمن يتطلب الإنجاز بهدوء. وها نحن نحصد التوابع الزلزالية للخيبة التي توجسنا منها خيفة في بيان المصالحة، فقد بدأ في تأثيث طائرة عودة السفراء شك يشبه ما نشعر به مع كل خطوة من خطوات المجلس. وجل ما نخشاه أن تصبح إجراءات عودة السفراء بنداً مؤجلاً في جدول أعمال القمم، فتدخل عودتهم سيناريو ترحيل البنود أسوة بالبنود العالقة التي ترحل من قمة إلى أخرى. ولن يستبعد تلك المخاوف إلا من لديه خصومة مع البديهيات، ألسنا نعيش حالياً نسخة مزورة سيئة من مجلس التعاون، بعد أن غادرت العلاقات الخليجية / الخليجية محطة براءة وتلقائية المغفور لهم بإذن الله «شيباننا» التي غمرت أجواء اللحظة التأسيسية لقيام المجلس عام 1981م؟