لو بحثنا من بين وزراء مملكة البحرين، أيهم أكثر قرباً من المستفيدين من خدمات وزارته والأكثر تعاطياً معهم، فلن نلقى أسرع من أن نقول إنه وزير التربية والتعليم، الذي رفع شعار الطالب أولاً وجعله نبراساً لكل خطاه الوزارية. وبرهن شعاره بالأفعال واحدة تلو الأخرى، ولعل إحداها، تواصله المباشر مع الطلاب في تواضع لافت خلال افتتاح سعادته لمركز الإعلام الطلابي الكائن بالبسيتين. ذلك المركز الذي يعد واحدة من مبادرات سعادته العديدة من أجل الارتقاء بمستوى الطلبة على كل الأصعدة، وبما أولاه من اهتمام بالغ بالطلبة الموهوبين في كافة المجالات، لاسيما الطلبة الموهوبين في المجال الإعلامي الذي أفرد لرعايتهم مركزاً خاصاً.
إن مركز الإعلام الطلابي ما هو إلا نتاج ومضة نور التقطها فكر سعادته من قلب الأزمة السياسية التي مرت بها مملكة البحرين، تلك المرحلة الفارقة في تاريخها، ومن صميم الواقع العملي الذي يتطلب المهارات الإعلامية في أغلب، ما لم يكن جميع، نواحي الحياة على اختلافها، لاسيما المهنية منها. وقد استشعر سعادته بهذا أهمية الإعلام، وكيف أصبح من الواجب تأسيس جيل إعلامي واعد، لاعتباره الإعلام عصب التنمية البشرية من خلال دوره التواصلي مع الجمهور، ونظراً لما أصبح عليه؛ سلاحاً أشد فتكاً بالأنظمة والدول من الأسلحة البيولوجية والكيميائية والمفاعلات النووية العسكرية إذا ما أُسيء استخدامه.
إن الدعم الكبير الذي حظي به مركز الإعلام الطلابي من قبل وزير التربية الدكتور ماجد بن علي النعيمي، منذ أن كان فكرة حتى اللحظة، كان بمثابة الفرصة الذهبية للنهوض به بثبات وعلى عجل في آن؛ لاستدراك المرحلة ومواكبة الأحداث المستجدة أولاً بأول، وليؤسس لرصيد وطني من الطلبة المتميزين إعلامياً والمؤهلين للنهوض بالعملية الإعلامية وتقديم الصورة المشرقة لوطنهم.
الطلبة يتوقع من المركز أن يجعلهم على مستوى ملائم من الجاهزية لضخهم في الميدان الإعلامي متى تطلب الأمر، رغم سنهم المبكرة، وهو ما يختصر عليهم الدرب بما يمنحهم عمراً مهنياً أطول بمستوى أعلى من الكفاءة، وبما يمنح مملكة البحرين ما تستحقه من خيرة أبنائها ومواردها البشرية الثرية.
يقود ما سبق لتسليط الضوء أكثر على أهمية الإعلام بمفهومه العام، بعيداً عن الجانب الطلابي وما شاكله، الإعلام في مجتمعاتنا الخليجية وخصوصاً البحرين، ودوره الفاعل على كافة الأصعدة، بما يملكه من أدوات تأثير وتوجيه للرأي العام، وبما يسلط عليه الضوء من قضايا لا تلقى طريقها إلى الحل إلاّ بعد طرحها إعلامياً بعد أن تكاسلت وتراخت وغفلت كثير من أجهزة الدولة عن إيجاد الحلول لها.
إن التغيرات العالمية الراهنة التي نشهدها جميعاً، بما فيها من تسييس العالم، قادت لظهور ما يعرف بالثقافة الكونية والوعي الكوني الذين أصبح لزاماً على الناس جميعاً التعرض لهما بشكل أو بآخر، وأفضل من يمكن أن يقدمهما بسلبياتهما وإيجابياتهما هو الإعلام بما وصل إليه من تطورات هائلة ومازال، ومن هنا يجدر التنبه إلى أن الوعي الكوني له بالغ الأثر في إنجاح التنمية المجتمعية وكذلك التنمية السياسية بما تشكله من فكر جماهيري، سواء على مستوى المجتمع الذي ينتمي له الجمهور المتعرض للوسيلة الإعلامية، أو على مستوى المجتمع الدولي. كما علينا أن نتنبه أيضاً، إلى أن لكل نظام سياسي أيديولوجيته العلنية والضمنية والمتشكلة بالسلوك السياسي للنظام أو الثقافة التي يبثها عبر إعلامه بما يخدم أيديولوجيته، فالإعلام يقوم في كثير من الأحيان على صناعة الصورة، سلبية أو إيجابية، بما يخدم أيديولوجية القائمين بالاتصال في الوسيلة الإعلامية والمتوافقة في أغلب الأحيان مع سياستها التحريرية كذلك.
إن أكبر ما تكمن فيه أهمية الإعلام وخطورته، امتداده للأيديولوجيات والقيم واختراقه في بعض الأحيان لبعض الثوابت الدينية، الأمر الذي يحتم على صناع الإعلام ومستخدميه الحرص الشديد والتنبه لجميع المعطيات، وهو ما يدعو المجتمعات العربية والخليجية على وجه التحديد، وخصوصاً البحرين بعد أزمتها السياسية، لضرورة تأسيس كوادر إعلامية شابة قادرة على التعامل مع المتغيرات العالمية التي تفرضها الساحة السياسية وذلك عبر التأسيس لوعي سياسي حقيقي. فالحرب التي تتعرض لها البحرين كانت ومازالت، إعلامية بالمقام الأول، ولن تتخلص البحرين من أنياب الإعلام الغربي التي مزقت لحمتها الوطنية إلا بكوادر وطنية إعلامية واعية سياسية قادرة على إدارة الأزمات والتعامل معها بعناية ومهنية فائقة، لمواجهة طوفان تأليب الرأي الدولي المتكرر سواء في البحرين أو في المنطقة الإقليمية بشكل عام.
وختاماً، أقتبس من كتاب «إنتاج وإعادة إنتاج الوعي» للدكتور علي ناصر كنانة، ما نصه؛ «إذا ما أردنا أن نقاربَ حرباً، أسلحتها لغوية وعرباتها المجنزرة إعلامية، لابد من استكناه المستور وفحص آليات صناعة الحرب، ما يقود إلى منظومةٍ معقدة على قدرٍ عالٍ من التشابك والتساقي، تكشفُ في النهاية عن أن أصل الاشتغال يجري في منطقة الوعي الجماعي، إنتاجاً وإعادة إنتاج، من خلال عدد كبير من عناصر الاستمالة والتضليل» لكي نفهم الكيفية التي يتم من خلالها تسويق أي فكرة أو هدف، بما فيها أزمة البحرين السياسية -التي صنعها الغرب المتكالب- لغوياً وبالتالي إعلامياً.
إن مركز الإعلام الطلابي ما هو إلا نتاج ومضة نور التقطها فكر سعادته من قلب الأزمة السياسية التي مرت بها مملكة البحرين، تلك المرحلة الفارقة في تاريخها، ومن صميم الواقع العملي الذي يتطلب المهارات الإعلامية في أغلب، ما لم يكن جميع، نواحي الحياة على اختلافها، لاسيما المهنية منها. وقد استشعر سعادته بهذا أهمية الإعلام، وكيف أصبح من الواجب تأسيس جيل إعلامي واعد، لاعتباره الإعلام عصب التنمية البشرية من خلال دوره التواصلي مع الجمهور، ونظراً لما أصبح عليه؛ سلاحاً أشد فتكاً بالأنظمة والدول من الأسلحة البيولوجية والكيميائية والمفاعلات النووية العسكرية إذا ما أُسيء استخدامه.
إن الدعم الكبير الذي حظي به مركز الإعلام الطلابي من قبل وزير التربية الدكتور ماجد بن علي النعيمي، منذ أن كان فكرة حتى اللحظة، كان بمثابة الفرصة الذهبية للنهوض به بثبات وعلى عجل في آن؛ لاستدراك المرحلة ومواكبة الأحداث المستجدة أولاً بأول، وليؤسس لرصيد وطني من الطلبة المتميزين إعلامياً والمؤهلين للنهوض بالعملية الإعلامية وتقديم الصورة المشرقة لوطنهم.
الطلبة يتوقع من المركز أن يجعلهم على مستوى ملائم من الجاهزية لضخهم في الميدان الإعلامي متى تطلب الأمر، رغم سنهم المبكرة، وهو ما يختصر عليهم الدرب بما يمنحهم عمراً مهنياً أطول بمستوى أعلى من الكفاءة، وبما يمنح مملكة البحرين ما تستحقه من خيرة أبنائها ومواردها البشرية الثرية.
يقود ما سبق لتسليط الضوء أكثر على أهمية الإعلام بمفهومه العام، بعيداً عن الجانب الطلابي وما شاكله، الإعلام في مجتمعاتنا الخليجية وخصوصاً البحرين، ودوره الفاعل على كافة الأصعدة، بما يملكه من أدوات تأثير وتوجيه للرأي العام، وبما يسلط عليه الضوء من قضايا لا تلقى طريقها إلى الحل إلاّ بعد طرحها إعلامياً بعد أن تكاسلت وتراخت وغفلت كثير من أجهزة الدولة عن إيجاد الحلول لها.
إن التغيرات العالمية الراهنة التي نشهدها جميعاً، بما فيها من تسييس العالم، قادت لظهور ما يعرف بالثقافة الكونية والوعي الكوني الذين أصبح لزاماً على الناس جميعاً التعرض لهما بشكل أو بآخر، وأفضل من يمكن أن يقدمهما بسلبياتهما وإيجابياتهما هو الإعلام بما وصل إليه من تطورات هائلة ومازال، ومن هنا يجدر التنبه إلى أن الوعي الكوني له بالغ الأثر في إنجاح التنمية المجتمعية وكذلك التنمية السياسية بما تشكله من فكر جماهيري، سواء على مستوى المجتمع الذي ينتمي له الجمهور المتعرض للوسيلة الإعلامية، أو على مستوى المجتمع الدولي. كما علينا أن نتنبه أيضاً، إلى أن لكل نظام سياسي أيديولوجيته العلنية والضمنية والمتشكلة بالسلوك السياسي للنظام أو الثقافة التي يبثها عبر إعلامه بما يخدم أيديولوجيته، فالإعلام يقوم في كثير من الأحيان على صناعة الصورة، سلبية أو إيجابية، بما يخدم أيديولوجية القائمين بالاتصال في الوسيلة الإعلامية والمتوافقة في أغلب الأحيان مع سياستها التحريرية كذلك.
إن أكبر ما تكمن فيه أهمية الإعلام وخطورته، امتداده للأيديولوجيات والقيم واختراقه في بعض الأحيان لبعض الثوابت الدينية، الأمر الذي يحتم على صناع الإعلام ومستخدميه الحرص الشديد والتنبه لجميع المعطيات، وهو ما يدعو المجتمعات العربية والخليجية على وجه التحديد، وخصوصاً البحرين بعد أزمتها السياسية، لضرورة تأسيس كوادر إعلامية شابة قادرة على التعامل مع المتغيرات العالمية التي تفرضها الساحة السياسية وذلك عبر التأسيس لوعي سياسي حقيقي. فالحرب التي تتعرض لها البحرين كانت ومازالت، إعلامية بالمقام الأول، ولن تتخلص البحرين من أنياب الإعلام الغربي التي مزقت لحمتها الوطنية إلا بكوادر وطنية إعلامية واعية سياسية قادرة على إدارة الأزمات والتعامل معها بعناية ومهنية فائقة، لمواجهة طوفان تأليب الرأي الدولي المتكرر سواء في البحرين أو في المنطقة الإقليمية بشكل عام.
وختاماً، أقتبس من كتاب «إنتاج وإعادة إنتاج الوعي» للدكتور علي ناصر كنانة، ما نصه؛ «إذا ما أردنا أن نقاربَ حرباً، أسلحتها لغوية وعرباتها المجنزرة إعلامية، لابد من استكناه المستور وفحص آليات صناعة الحرب، ما يقود إلى منظومةٍ معقدة على قدرٍ عالٍ من التشابك والتساقي، تكشفُ في النهاية عن أن أصل الاشتغال يجري في منطقة الوعي الجماعي، إنتاجاً وإعادة إنتاج، من خلال عدد كبير من عناصر الاستمالة والتضليل» لكي نفهم الكيفية التي يتم من خلالها تسويق أي فكرة أو هدف، بما فيها أزمة البحرين السياسية -التي صنعها الغرب المتكالب- لغوياً وبالتالي إعلامياً.