إذا كانت هناك مقولة تردد في الشارع اليوم بعد كل انكسارات وخيبات وهزائم الجمعية الانقلابية التي رفعت السقف، ولا تعرف كيف ترضي شارعها، وهي تريد أن تهبط به، فإن المقولة تقول إن هذه الجمعية تختلق الشائعات وتروجها وتنشرها بنظام «التصبيرة» حتى لا ينقلب عليها شارعها.
البعض يقول إن خروج خليل مرزوق كان «بصفقة»، بينما هناك من يقول إن ما حصل له حصل لمن قبله من الذين صدرت عليهم أحكام، بمعنى أنهم خرجوا فترة وعادوا ثانية إلى السجن بعد تأكيد الأحكام عليهم.
وبالتالي فإن التأثير النفسي- لمن كان بالسجن ويخرج ظناً منه أنه إفراج عنه، من ثم يصدر حكم ويعود للسجن- يكون أكبر من أن يبقى طوال فترة المداولة في السجن.
لكني استذكرت تغريدات المرزوق التي وجهها إلى الولي الفقيه، وقال فيها بما معناه «أتينا لتحمينا، لا لنحميك.. إلخ»، والتي أسبغ فيها صفات الواحد الأحد على مخلوق، يقول إنه يحمي وينجي إلخ.. لكن أين كان عنك من ينجيك ويحميك حين دخلت السجن..؟
إذا كنا سنسميها شائعات أو جس نبض للشارع «لا أعرف»؛ لكن إن كانت هناك صفقة ما تقضي بخروج الإرهابيين من السجن والمحكومين بجرائم تحتاج إلى تطبيق العدالة، وإن كانت هناك صفقة تقضي بتسليم 6 وزارات للوفاق، فإن هذه كارثة حقيقية بحق البحرين، 6 وزارات، مع كل الوزارات المسلمة الآن، يعني بمثابة احتلال إيراني للبحرين.
قد تحدث أمور ما، ونعرف أن سقف الانقلابيين وصل للحضيض، وأنهم في أسوأ حالاتهم، فلماذا إعطاؤهم هدايا سوف تدمر مستقبل البحرين؟
إن كان هناك مشروع تفاهمات ما (كل شيء يحدث في هذا البلد) فإن أية تسوية وصفقة تتم دون القضاء على الإرهاب هي بمثابة صفقة تجمد الوضع الحالي، لكنها تحرق مستقبل البحرين.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبقي الدولة على الذراع الإرهابي للجمعية الانقلابية ومن ثم نقول إن التسوية تمت وعادت الأمور كما كانت، فمع أي خلاف أو اختلاف، أو أي اهتزاز إقليمي سيخرج ذلك الذراع للمطالبة بأكثر مما طالبوا به في 2011.
إتمام الصفقة بوجود الإرهاب والإرهابيين والممولين والمشرعين له وكل بؤر الإرهاب في مناطق كثيرة بالبحرين، إنما هو إبقاء آلة التدمير في يد من يريد الغدر بالبحرين ويخطط لذلك منذ سنوات طوال ليستخدمها وقت ما يريد في المستقبل، وهذه طامة كبرى.
لم نستفد من درس التسعينات وبداية الألفية، حين تمت تفاهمات وصفقات، لكن الإرهاب لم يقضَ عليه، والنتيجة أن هذا الإرهاب كبر وتطور وتمدد وانتشر حتى ضرب في 2011.
حتى وإن كان ما يردد هو شائعات، فمن واجبنا أن نقول إن أية صفقة تتم مع الإبقاء على الإرهاب إنما هي تأجيل إلى مرحلة أخرى من الانقلابات والصدامات، وهذا مضر بالبحرين ومكلف، خصوصاً على اقتصاد البحرين وأمن البلد.
كنا نتمنى أن تقول لنا الدولة بعد إقرار التوصيات إنها طبقت كل التوصيات، بينما لم نرَ أموراً وردت في التوصيات وقد تحققت، فلا نعلم إلى متى ننتظر؟
هل سنكرر الأخطاء وتتم الصفقات وجروح الوطن مفتوحة؟
ونقول إن العلاج سيأتي يوماً ما، بينما العلاج لا يأتي، وتأتي جروح جديدة!!
خارطة القوى العالمية تتغير بشكل لافت، وربما بشكل متسارع، خصوصاً إذا ما حدثت أزمة مالية قادمة في أمريكا بحلول يناير وفبراير، وهذا يظهر أن أكبر قوة عالمية قد تصاب بانتكاسة مالية واقتصادية لا تعرف تبعاتها، فمن كان يعول في البحرين على الأمريكان والسفير الأمريكي وإيران، نقول له ابقَ معولاً عليهم حتى يأتيك النبأ الفصل.
الأمير تركي الفيصل قال تصريحاَ مهماً وقوياً، وجهه بشكل مزدوج إلى جهتين، أمريكا وإيران، حين قال: «السعودية لن تترك البحرين لإيران»، ونحن نعتقد أن أمريكا اليوم أكثر حاجة لأموال السعودية من أي وقت مضى.
الشاهد أننا حين نبقي الإرهاب متوارياً ونعقد صفقة مع أيادي الإرهاب الخفية، فإننا سوف نرتكب جريمة كبرى في حق البحرين ومستقبلها ومستقبل الأجيال؛ أولاً يتم القضاء على الإرهاب نهائياً، ومن بعدها يمكن النظر إلى أية تفاهمات، وقطعاً من بعد دحر الإرهاب ستهبط كل الأسقف..!
** رذاذ
اثنان من النواب المخضرمين خرجا مؤخراً ينتقدان أداء المجلس، وإن المجلس لا يستطيع أن يستجوب وزيراً واحداً.. هذه أربع سنوات من عمر الوطن رحلت في «الفاضي» مجلس كسيح، وقوانين مكدسة، والتنمية تتعطل..!
** شمطوط قال أمس: «إن على وزير الصحة الجديد العمل وفق الاستراتيجية».. يا جماعة انتوا عينتوا وزير صحة جديد وحنا ما ندري؟
والله شمطوط «منت بسهل» عندك أخبار قوية..!».
** وزير العمل قال أمس: «عدم التوقيع على الاتفاقية الثلاثية لا يعني قبول الشكوى ضد البحرين، ولا توجد أية آثار مترتبة على ذلك».
يا سعادة الوزير؛ إذا كان هذا كلامك؛ فلماذا كنت من الذين يصرون بقوة ويضغطون على الحكومة أن توقع على الاتفاقية؟
ولماذا كان إصرارك على التوقيع على الاتفاقية؟
ما شاء الله تبارك الرحمن لدينا وزراء كثر يعملون لمصلحة البحرين..!