من أكثر الأمور تعقيداً وفهماً طبيعة التحالف الأمريكي - البحريني، وهو تحالف يأتي في سياق ما يسمى بـ(التحالف الخليجي - الأمريكي). الرأي العام البحريني والخليجي احتار كثيراً في فهم طبيعة التحالف، فهل هنا بالفعل تحالف؟ وكيف يكون هناك تحالف وواشنطن تعمل ضد دول مجلس التعاون الخليجي بشكل علني سواءً من خلال دعم جماعات راديكالية، أو السعي نحو تقارب تاريخي مع طهران؟!
العلاقات التاريخية بين البلدين طويلة، وبها الكثير من المصالح المشتركة، ولكن دخول الأجندة السياسية هي التي باتت تشكل عائقاً خطيراً أمام مستقبل هذا التحالف، ولنتذكر قليلاً ما حدث خلال الفترة الممتدة من 1990-1992، حينها ظهر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب كبطل في المنطقة، وفجأة تحولت واشنطن إلى دولة محبوبة، وتحظى باحترام كبير من النخب الحاكمة والحكومات وكذلك الشعوب الخليجية التي رأت في الموقف والدور الأمريكي مسألة استراتيجية ورئيسة في تاريخ الخليج العربي، ودفعت لأن تتبوأ واشنطن دوراً أكبر بكثير في أمن الخليج بعد مساهمتها الكبيرة في حرب تحرير الكويت آنذاك.
الأجواء المثالية لتطوير العلاقات الخليجية - الأمريكية كانت واضحة آنذاك، والأجواء نفسها ساهمت في أن تتبلور الاتفاقيات الدفاعية المشتركة مع واشنطن لمعظم دول مجلس التعاون الخليجي، وبموجبها نالت القوات الأمريكية تسهيلات لم تكن تحلم بها في يوم ما، وأبرز أمثلتها تلك التي حصلت عليها قواتها البحرية والجوية على أراضي البحرين.
ولكن بسبب دخول الأجندة الراديكالية في السياسة الخارجية الأمريكية تحولت واشنطن من دولة محبوبة بعد حرب الخليج الثانية إلى دولة مكروهة بعد أحداث الربيع العربي بسبب سياسات الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، وهي سياسة فاشلة.
إذا كانت واشنطن تعول كثيراً على تهديداتها للمسؤولين في البحرين ودول مجلس التعاون بالانسحاب من المنطقة، أو بتقليل دورها، أو حتى بمزيد من التقارب مع طهران، فإنها واهمة بخشية دول المنطقة من ذلك، وتهديداتها مضحكة ومثيرة للسخرية لأن واشنطن لا تستطيع الانسحاب من المنطقة، وينبغي أن تدرك أنها ستخسر الكثير إذا قررت مواجهة حلفائها الخليجيين.
في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، والديون الضخمة المتراكمة، فإنه من الاستحالة بمكان أن تتجاهل واشنطن دول مجلس التعاون الخليجي التي تملك احتياطات نقدية ضخمة من شأن الإدارة الأمريكية الاستفادة منها في معالجة أزماتها الاقتصاديــة. ويكفي الإشارة إلى حجــم الودائع الخليجية التي تقدر بمئات المليـــارات مـن الدولارات فـــي البنـــوك الأمريكية، وهي سلاح ذو حدين، يمكن للولايـــات المتحـــدة الاستفـــادة منها اقتصاديـــاً، ويمكنهـا أن تتضرر اقتصادياً إذا قررت دول الخليج سحب هذه الودائع فجأة. إضافةً إلى ذلك، فإن العالم مازال معتمداً على منطقة الخليج العربي كمصدر أساس للطاقة العالمية، ولا يمكن تجاوز هذه الحقيقة على المديين القصير أو المتوسط.
حتى نكون أكثر دقة في انتقادنا للسياسة الأمريكية تجاه الخليج العربي، فإن مشكلة دول مجلس التعاون ومنها البحرين طبعاً تتمثل في السياسة الخارجية لفريق أوباما فقط لاعتمادها أجندة راديكالية، وهي ليست مشكلة إذا كان الحديث مع الشعب الأمريكي أو المؤسسة العسكرية الأمريكية رغم كل التباينات القائمة.
{{ article.visit_count }}
العلاقات التاريخية بين البلدين طويلة، وبها الكثير من المصالح المشتركة، ولكن دخول الأجندة السياسية هي التي باتت تشكل عائقاً خطيراً أمام مستقبل هذا التحالف، ولنتذكر قليلاً ما حدث خلال الفترة الممتدة من 1990-1992، حينها ظهر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب كبطل في المنطقة، وفجأة تحولت واشنطن إلى دولة محبوبة، وتحظى باحترام كبير من النخب الحاكمة والحكومات وكذلك الشعوب الخليجية التي رأت في الموقف والدور الأمريكي مسألة استراتيجية ورئيسة في تاريخ الخليج العربي، ودفعت لأن تتبوأ واشنطن دوراً أكبر بكثير في أمن الخليج بعد مساهمتها الكبيرة في حرب تحرير الكويت آنذاك.
الأجواء المثالية لتطوير العلاقات الخليجية - الأمريكية كانت واضحة آنذاك، والأجواء نفسها ساهمت في أن تتبلور الاتفاقيات الدفاعية المشتركة مع واشنطن لمعظم دول مجلس التعاون الخليجي، وبموجبها نالت القوات الأمريكية تسهيلات لم تكن تحلم بها في يوم ما، وأبرز أمثلتها تلك التي حصلت عليها قواتها البحرية والجوية على أراضي البحرين.
ولكن بسبب دخول الأجندة الراديكالية في السياسة الخارجية الأمريكية تحولت واشنطن من دولة محبوبة بعد حرب الخليج الثانية إلى دولة مكروهة بعد أحداث الربيع العربي بسبب سياسات الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، وهي سياسة فاشلة.
إذا كانت واشنطن تعول كثيراً على تهديداتها للمسؤولين في البحرين ودول مجلس التعاون بالانسحاب من المنطقة، أو بتقليل دورها، أو حتى بمزيد من التقارب مع طهران، فإنها واهمة بخشية دول المنطقة من ذلك، وتهديداتها مضحكة ومثيرة للسخرية لأن واشنطن لا تستطيع الانسحاب من المنطقة، وينبغي أن تدرك أنها ستخسر الكثير إذا قررت مواجهة حلفائها الخليجيين.
في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، والديون الضخمة المتراكمة، فإنه من الاستحالة بمكان أن تتجاهل واشنطن دول مجلس التعاون الخليجي التي تملك احتياطات نقدية ضخمة من شأن الإدارة الأمريكية الاستفادة منها في معالجة أزماتها الاقتصاديــة. ويكفي الإشارة إلى حجــم الودائع الخليجية التي تقدر بمئات المليـــارات مـن الدولارات فـــي البنـــوك الأمريكية، وهي سلاح ذو حدين، يمكن للولايـــات المتحـــدة الاستفـــادة منها اقتصاديـــاً، ويمكنهـا أن تتضرر اقتصادياً إذا قررت دول الخليج سحب هذه الودائع فجأة. إضافةً إلى ذلك، فإن العالم مازال معتمداً على منطقة الخليج العربي كمصدر أساس للطاقة العالمية، ولا يمكن تجاوز هذه الحقيقة على المديين القصير أو المتوسط.
حتى نكون أكثر دقة في انتقادنا للسياسة الأمريكية تجاه الخليج العربي، فإن مشكلة دول مجلس التعاون ومنها البحرين طبعاً تتمثل في السياسة الخارجية لفريق أوباما فقط لاعتمادها أجندة راديكالية، وهي ليست مشكلة إذا كان الحديث مع الشعب الأمريكي أو المؤسسة العسكرية الأمريكية رغم كل التباينات القائمة.