لأن المسألة فيها ألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا ومعهم دول لها وزنها الإقليمي والاقتصادي والسياسي، فإن البيت الأبيض أُرغم على الاعتراف عبر وكالة استخباراته الـ«سي آي أيه» بأنه «تنصـت» علـــى اتصالات 35 رئيس حول العالم.
فضيحة باراك أوباما وإدارته بجلاجل، ولو كانت هذه المسألة طاغية على السطح قبل شهور لما نجح هذا الرئيس «المتذبذب» في البقاء لمدة أطول في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.
تتجسس على زملائك من رؤساء العالم يا سيد أوباما؟! عيب والله عيب، لكن طبعاً القائمة تخلو من الإسرائيليين أليس كذلك؟! لأنها لو كانت كذلك لقامت القيامة!
لكن أن تصل المسألة بوكالة الأمن القومي للاعتراف بالتجسس فهي مسألة تستدعـــي التوقـــف هنـــا، إذ الولايات المتحدة في نهاية المطاف ليست دولة ساذجة، حتى وإن كان من يديرها يمكن أن ينحدر لمستوى عميق في السذاجة، لكن في النهاية «السيستم» بأكمله لا يمكنه أن يقع ضحية تصرف غبي أو سياسة «مريبة» يمكن أن تنفضح وتسبب كوارث.
بيد أن الاعتراف متعلق بالأطراف الأخرى التي تقف من واشنطن موقف الضد في هذه القضية، أقطاب أوروبا ودول عملاقة في آسيا، ولعل القائمــة لم تكشف جميعها على الملأ، لكن كشف المزيد من الأسماء قد يحول الموضوع إلى أشبه ما يكون بالحرب الدبلوماسية الشاملة ضد سياسات البيت الأبيض.
هناك من الكتاب الأوروبيين من حلل بأن الغضبة الأوروبية إزاء ما فعلته واشنطن ليست سوى «شو إعلامي» إذ في النهاية لا يمكن لأي طرف أن يضحي بعلاقاته مع الآخر، لكن هناك من يرى بأنه حتى «الشو الإعلامي» هذا يتضمن رسائل واضحة ومباشرة للإدارة الأمريكية بأن هذا العبث الاستخباراتي لابد وأن يتوقف من المصدر نفسه، إذ ألمانيا وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا لن تنتظر «ضوءاً أخضر» من واشنطن حتى تتحرك لضبط العملاء والجواسيس على أرضها أو محاكمتهم، هذه مسألة مفروغ منها تماماً، لكن الرسالة بأن «الإرسال» يجب أن يتوقف من «المصدر»، أي بالعربي يا باراك يا أوباما أغلق «لعبة التجسس» بالضغط على الزر من عندك.
الآن، لنرَ الموضوع بأسلوب المقاربة مع التعاطي العربي في شأن هذه المسائل، الأوروبيون والدول الأخرى أجبروا واشنطن على «بلع لسانها» والإدلاء بتصريحات كلها في سياق «التبرير» و«التشكيك» بينما الحقيقة مثبتة بالدلائل، في المقابل لو كانت هذه الفضائح طفت على السطح في بلادنا العربية كيف يمكن أن يكون التعامل مع «الجاسوسة» واشنطن؟!
أجزم بأن دولاً على رأسها السعودية سيكون لها موسم حاسم ولا غبار عليه مثلما فعلت ألمانيا وفرنسا، لكنني أشك بأن هناك من سيحاول أن يحمي الأمريكان ويغطي عليهم أكثر من الأمريكان أنفسهم، رغم أنهم يستهدفون أمنهم وأسرار بلدانهم، وللأسف الأمريكان يعرفون هذا تماماً، فالمنطقة الخليجية والعربية «خبز أيديهم»، وهناك من المسؤولين في هذه البلدان من هو «منتج» أمريكي بامتياز.
بعد الاعتراف بالتجسس على 35 زعيماً في العالم، هل يمكن للاستخبارات الأمريكية أن تخبر الخليجيين والعرب بمن تم التجسس عليه منهم، أم أن الاعتراف والاعتذار مقصور على الأوروبيين والقوى المؤثرة في الشرق الآسيوي والجنوب اللاتيني؟!
اتجاه معاكس..
عندما تتساهل يطمع أياً كان فيك، عندما «تعديها» مرة ومرتين وثلاثاً تصبـــح «معبـــراً» لا جمـــارك فيــه، عندما تتعامل بضعف مرات ومرات لا يمكنك معاودة التعامل بقوة ولو لمرة واحدة، ولو فعلت لن تكون إلا بارتكاب أخطاء كارثية مبنية على الانفعال جراء الغضب المكبوت!
فضيحة باراك أوباما وإدارته بجلاجل، ولو كانت هذه المسألة طاغية على السطح قبل شهور لما نجح هذا الرئيس «المتذبذب» في البقاء لمدة أطول في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.
تتجسس على زملائك من رؤساء العالم يا سيد أوباما؟! عيب والله عيب، لكن طبعاً القائمة تخلو من الإسرائيليين أليس كذلك؟! لأنها لو كانت كذلك لقامت القيامة!
لكن أن تصل المسألة بوكالة الأمن القومي للاعتراف بالتجسس فهي مسألة تستدعـــي التوقـــف هنـــا، إذ الولايات المتحدة في نهاية المطاف ليست دولة ساذجة، حتى وإن كان من يديرها يمكن أن ينحدر لمستوى عميق في السذاجة، لكن في النهاية «السيستم» بأكمله لا يمكنه أن يقع ضحية تصرف غبي أو سياسة «مريبة» يمكن أن تنفضح وتسبب كوارث.
بيد أن الاعتراف متعلق بالأطراف الأخرى التي تقف من واشنطن موقف الضد في هذه القضية، أقطاب أوروبا ودول عملاقة في آسيا، ولعل القائمــة لم تكشف جميعها على الملأ، لكن كشف المزيد من الأسماء قد يحول الموضوع إلى أشبه ما يكون بالحرب الدبلوماسية الشاملة ضد سياسات البيت الأبيض.
هناك من الكتاب الأوروبيين من حلل بأن الغضبة الأوروبية إزاء ما فعلته واشنطن ليست سوى «شو إعلامي» إذ في النهاية لا يمكن لأي طرف أن يضحي بعلاقاته مع الآخر، لكن هناك من يرى بأنه حتى «الشو الإعلامي» هذا يتضمن رسائل واضحة ومباشرة للإدارة الأمريكية بأن هذا العبث الاستخباراتي لابد وأن يتوقف من المصدر نفسه، إذ ألمانيا وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا لن تنتظر «ضوءاً أخضر» من واشنطن حتى تتحرك لضبط العملاء والجواسيس على أرضها أو محاكمتهم، هذه مسألة مفروغ منها تماماً، لكن الرسالة بأن «الإرسال» يجب أن يتوقف من «المصدر»، أي بالعربي يا باراك يا أوباما أغلق «لعبة التجسس» بالضغط على الزر من عندك.
الآن، لنرَ الموضوع بأسلوب المقاربة مع التعاطي العربي في شأن هذه المسائل، الأوروبيون والدول الأخرى أجبروا واشنطن على «بلع لسانها» والإدلاء بتصريحات كلها في سياق «التبرير» و«التشكيك» بينما الحقيقة مثبتة بالدلائل، في المقابل لو كانت هذه الفضائح طفت على السطح في بلادنا العربية كيف يمكن أن يكون التعامل مع «الجاسوسة» واشنطن؟!
أجزم بأن دولاً على رأسها السعودية سيكون لها موسم حاسم ولا غبار عليه مثلما فعلت ألمانيا وفرنسا، لكنني أشك بأن هناك من سيحاول أن يحمي الأمريكان ويغطي عليهم أكثر من الأمريكان أنفسهم، رغم أنهم يستهدفون أمنهم وأسرار بلدانهم، وللأسف الأمريكان يعرفون هذا تماماً، فالمنطقة الخليجية والعربية «خبز أيديهم»، وهناك من المسؤولين في هذه البلدان من هو «منتج» أمريكي بامتياز.
بعد الاعتراف بالتجسس على 35 زعيماً في العالم، هل يمكن للاستخبارات الأمريكية أن تخبر الخليجيين والعرب بمن تم التجسس عليه منهم، أم أن الاعتراف والاعتذار مقصور على الأوروبيين والقوى المؤثرة في الشرق الآسيوي والجنوب اللاتيني؟!
اتجاه معاكس..
عندما تتساهل يطمع أياً كان فيك، عندما «تعديها» مرة ومرتين وثلاثاً تصبـــح «معبـــراً» لا جمـــارك فيــه، عندما تتعامل بضعف مرات ومرات لا يمكنك معاودة التعامل بقوة ولو لمرة واحدة، ولو فعلت لن تكون إلا بارتكاب أخطاء كارثية مبنية على الانفعال جراء الغضب المكبوت!