لــم تهــدأ حتــى الآن الأسئلـــة الخاصـــة بمستقبل منطقة الخليج العربي والشرق الأوســط بعــد موجــة الثـورات العربيــة، ودخولها لمرحلة استقرار الفوضى، وهو ما دفع الكثير من الباحثين العرب والأجانب إلى تخصيص جانب كبير من اهتماماتهم لبحث مستقبل المنطقة والسيناريوهات المحتملة خلال الفترة المقبلة.
رئيــس الوزراء الفرنسي السابق المغربــي المولد دومينيك دوفيلبان قدم رؤية لمستقبل الشرق الأوسط خلال مشاركته فـــي المؤتمـــر الاستراتيجـــي الخليجــي، وتضمنت ثلاث سيناريوهات محتملة، الأول يقوم على تزايد حدة الصراع بين الجماعات المتطرفة والراديكالية في المنطقة، وهو ما يزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. والسيناريو الثاني يعتمد على بلقنة الدول العربية، وأكد اتجاه ليبيا نحو هذا المصير في ظل الصراعات السياسية والقبلية العاصفة. أما السيناريو الثالث، فهو التحول الديمقراطي طويل المدى رغم صعوبة هذا المسار.
لم تختلف سيناريوهات دوفيلبان كثيراً عن السيناريوهات التي يقدمها الخبراء بشكل مستمر، وكذلك مراكز الأبحاث الغربية. ولكن اللافت أن معظم التصورات الغربية التي تبنى تجاه المنطقة من قبل الباحثين والسياسيين الأجانب تتجاهل الدور الأجنبي والتدخلات التي تواجههــا دول الشرق الأوسط باعتبارها طرفاً من أطراف الصراع الدائر حالياً.
ولا نعنى هنا التدخلات التي يمكن أن تكون من أطراف إقليمية مثل إيران أو إسرائيل أو غيرها من القوى الإقليمية، ولكننا نتحدث عن تدخلات القوى العظمى والكبرى، وهي بلاشك تدخلات واضحة ومعروفة أجندتها.
لو اختلفنا كثيراً في التحليلات، فإننا لن نختلف عن أطروحات دوفيلبان لمصير دول الشرق الأوسط، ومن بينها دول الخليج العربي التي يبدو أن مسؤوليتها ستكون كبيرة خلال الأعوام المقبلة لقيادة الدول العربية، وانتشالها من الصراعات المدمرة والانقسامات التي تعاني منها. فأطروحاته يمكن مشاهدتها ميدانياً، وهي تتبدل كل يوم بسرعة، فيوم يمكن القول إن سيناريو الصراعات الداخلية هو المرشح الأكبر، واليوم التالي يمكن التأكيد بأن الدول العربية مقبلة على انقسامات وزيادة عدد بشكل تاريخي، وبعدها يقال سخرية أن التحول الديمقراطي في الطريق.
جميع هذه السيناريوهات لا تقدم حلولاً، وإنما تقدم تصورات لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال أقل من عقدين مقبلين، ولكن معطيات الواقع تؤكد الحاجة إلى قيادة عربية مع انتهاء أدوار القيادات العربية التقليدية التي دائماً ما كانت تتراوح بين القاهرة ودمشق وبغداد، فهذه العواصم تراجع دورها، ولابد من أن تتحمل مجموعة من الدول العربيــة مسؤوليــة الإســراع فــي إعـادة الاستقرار السياسي والأمني قبل أن تتدهور الأوضاع في المنطقة أكثر فأكثر، وتنتقل موجة استقرار الفوضى لدول مجلس التعاون الخليجي التي لا يبدو أن هناك قوى أخرى مرشحة لأن تقوم بالدور القيادي على مستوى النظام الإقليمي العربي.
{{ article.visit_count }}
رئيــس الوزراء الفرنسي السابق المغربــي المولد دومينيك دوفيلبان قدم رؤية لمستقبل الشرق الأوسط خلال مشاركته فـــي المؤتمـــر الاستراتيجـــي الخليجــي، وتضمنت ثلاث سيناريوهات محتملة، الأول يقوم على تزايد حدة الصراع بين الجماعات المتطرفة والراديكالية في المنطقة، وهو ما يزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. والسيناريو الثاني يعتمد على بلقنة الدول العربية، وأكد اتجاه ليبيا نحو هذا المصير في ظل الصراعات السياسية والقبلية العاصفة. أما السيناريو الثالث، فهو التحول الديمقراطي طويل المدى رغم صعوبة هذا المسار.
لم تختلف سيناريوهات دوفيلبان كثيراً عن السيناريوهات التي يقدمها الخبراء بشكل مستمر، وكذلك مراكز الأبحاث الغربية. ولكن اللافت أن معظم التصورات الغربية التي تبنى تجاه المنطقة من قبل الباحثين والسياسيين الأجانب تتجاهل الدور الأجنبي والتدخلات التي تواجههــا دول الشرق الأوسط باعتبارها طرفاً من أطراف الصراع الدائر حالياً.
ولا نعنى هنا التدخلات التي يمكن أن تكون من أطراف إقليمية مثل إيران أو إسرائيل أو غيرها من القوى الإقليمية، ولكننا نتحدث عن تدخلات القوى العظمى والكبرى، وهي بلاشك تدخلات واضحة ومعروفة أجندتها.
لو اختلفنا كثيراً في التحليلات، فإننا لن نختلف عن أطروحات دوفيلبان لمصير دول الشرق الأوسط، ومن بينها دول الخليج العربي التي يبدو أن مسؤوليتها ستكون كبيرة خلال الأعوام المقبلة لقيادة الدول العربية، وانتشالها من الصراعات المدمرة والانقسامات التي تعاني منها. فأطروحاته يمكن مشاهدتها ميدانياً، وهي تتبدل كل يوم بسرعة، فيوم يمكن القول إن سيناريو الصراعات الداخلية هو المرشح الأكبر، واليوم التالي يمكن التأكيد بأن الدول العربية مقبلة على انقسامات وزيادة عدد بشكل تاريخي، وبعدها يقال سخرية أن التحول الديمقراطي في الطريق.
جميع هذه السيناريوهات لا تقدم حلولاً، وإنما تقدم تصورات لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال أقل من عقدين مقبلين، ولكن معطيات الواقع تؤكد الحاجة إلى قيادة عربية مع انتهاء أدوار القيادات العربية التقليدية التي دائماً ما كانت تتراوح بين القاهرة ودمشق وبغداد، فهذه العواصم تراجع دورها، ولابد من أن تتحمل مجموعة من الدول العربيــة مسؤوليــة الإســراع فــي إعـادة الاستقرار السياسي والأمني قبل أن تتدهور الأوضاع في المنطقة أكثر فأكثر، وتنتقل موجة استقرار الفوضى لدول مجلس التعاون الخليجي التي لا يبدو أن هناك قوى أخرى مرشحة لأن تقوم بالدور القيادي على مستوى النظام الإقليمي العربي.