ملاحقة الفصائل السنية المتشددة الإرهابية التي تغرر بالشباب وتزج بهم في مواقع الصراعات كما كان في أفغانستان وكوسوفو وسراييفو سابقاً وكما يحدث الآن في سوريا والعراق للجماعات المسماة نصرة وداعش وقاعدة وغيرهم ملاحقة مطلوبـــة، ونشــد علــى يـد وزارة الداخلية فـــي إجراءاتها المتشددة حيالهم.
إنما في الوقت ذاته يجب أن تتزامن تلك الملاحقة للشباب من الفئة الأخرى وللمحرضين من الشيعة المتشددين الذين يزجون بالشباب الشيعي في جيــوش للمهدي وعصائب للحق وسرايا أشتــر والنجباء وغيرهم من المليشيات الإرهابية.
كما إن دعاة تجنيد شباب الشيعة معروفة أسماؤهم ومن أين يطلقون دعواتهم لتجنيد شباب الشيعة للقتال في سوريا أو العراق أو في البحرين، والدولة إن كانت جادة في مكافحة الإرهاب بغض النظر عن كون تلك الفصائل الملاحقة، فلنرى جديتها في ملاحقة محرضي الإرهاب من كل الفئات والذين نعرفهم بالاسم ملاحقة قانونية داخل وخارج البحرين وأينما وجدوا حتى وإن حملوا جنسيات أخرى وأصبحوا مواطنين بريطانيين على سبيل المثال، ولا تكتفي بملاحقة من تصنفهم أمريكا فقط على أنهم جماعات إرهابية.
دعونا نرى الجدية في ملاحقة رؤوس الإرهاب ومكائن تفريخه في بريطانيا على سبيل المثال لا تقف (الملاحقة) عند مجرد توجيه بعض الملاحظات لوزيرة الخارجية البريطانية التي زارت البلد مؤخراً، بل تمتد إلى عمل جاد بتسجيل شكوى رسمية وبتوكيل محامين وبرفع قضايا تلاحق تصريحات دعاة حمل السلاح ودعاة الحرب الدينية على البحرين أينما كانت داخل وخارج بريطانيا واستغلال قانون الجنسية البريطاني الجديد وتفعيل قانون الإرهاب في البحرين على المحرضين، فكله إرهاب.
وكذلك ملاحقة الإرهابيين العراقيين لا تقف عند سلام وابتسامة مع وزير الخارجية العراقي على هامش مؤتمر القمة العربية وتذكيره بالسفن التي خرجت من العراق محملة بالسلاح والمتفجرات ومتوجهة للبحرين، بل هناك إجراءات حازمة تبدأ بتقديم مذكرات احتجاج ولا تنتهي عند تقديم طلبات ملاحقة قانونية والاستعانة بالإنتربول واستخدام أوراق الضغط الاقتصادية والتعاون الخليجي التام بهذا الصدد على كل دولة تؤوي دعاة الإرهاب وجماعاته.
أمريكا حين تعرضت للإرهاب جعلت من الحرب على الإرهاب مسؤولية دولية، فأين تحركنا نحن على المستوى الدولي؟!
هناك الكثير مما يمكن عمله لمطاردة الإرهاب والإرهابيين من الجماعات الدينية المتشددة، وستجد الدولة الدعم من المجتمع البحريني والدولي إن هي أحسنت تقديم قضيتها، إنما ذلك يتم فقط حين يرى المجتمع البحريني جديتها متساوية مع كل فصائل الإرهاب على حد سواء بلا تمييز، فلا نرى تشدداً تجاه ما تصنفهم أمريكا كإرهابيين، ونرى تسيباً وتراخياً وعدم بذل الجهد الكافي تجاه من تراهم أمريكا (ناشطين) أو (إصلاحيين)!!
فإن كنا سنسحب الجنسية عن الدواعش، فلتسحب عن الحوالش، وإن كنا سنوقف الدعاة السنة ونحاسبهم الذين يرسلون الشباب لأتون الصراعات الخارجية ليقتلوا ويقاتلوا الآخرين، فلنحاسب الدعاة الذين يزجون بالشباب الشيعة فيسحقون ويقاتلون ويفجرون الآخرين.
ألم يعلن قادة التيار الشيرازي من بريطانيا (الجهاد) ويدعون لحمل السلاح ضد البحرينيين بتاريخ 5 مارس؟ ألم تحدث حوادث إرهابية وانفجرت قنابل وسيارات مفخخة من بعدها، فماذا فعلت البحرين لملاحقة من يمول ويدعم ويدافع عن هذا الإرهاب داخل وخارج البحرين؟
ألم يقتل 8 بحرينيين من الحوالش الشيعة في سوريا دفاعاً عــن أحد المراقد تابعون لحركة «النجباء» وقد صرح بذلك هاشم النجيب قائد جماعة النجباء، فمن هم هؤلاء الثمانية؟ ومن أرسلهم إلى هناك؟ وكم عدد الذين مازالوا هناك؟ وهل تعرفهم وزارة الداخلية حتى حين تسقط الجنسية أو تعاقب بأي شكل من الأشكال من انضم إلى داعش أو النصرة أو القاعدة تعاقب أيضاً من ينضم إلى جيش الإمام ولواء أبو الفضل العباس وفيلق بدر وعصائب أهل الحق وسرايا الأشتر و14 فبراير والحوثيين إلى جانب حزب الله.
الإرهاب لا جنسية له ولا دين له ولا مذهب له، ومكافحته يجب أن تتساوى بين الإرهابيين بلا تمييز بين إرهابي وآخر.