لعله من الأخطاء الشائعة إطلاق تسمية «رجل الدين» على الشخص المعني ببيان الأحكام الشرعية ونشر الأخلاق والفضيلة، ذلك أن كل مسلم هو بطبيعة الحال رجل دين، فأمر الدعوة والتفقه في الدين واجب على كل مسلم ولكن يطلق على من هو أعلم من غيره في هذه الأمور اسم عالم دين. عموماً، المعنيون بالشأن الديني يفضلون أن يطلق عليهم اسم علماء الدين «مع مراعاة الرتب فيما بينهم حيث هناك عالم وفقيه وعلامة ومرجع، وغير هذه من ألقاب وصفات تعبر عن مكانة ومدى علم كل واحد منهم».
خليجياً يطلق على عالم الدين اسم «شيخ»، ولكن الخليجيين يستطيعون بسهولة التفريق بين الشيخ المعني بأمور الدين والشيخ الذي هو رأس القبيلة أو المنتمي إلى العائلة الحاكمة.
في البحرين كان لعلماء الدين شأن كبير ومكانة افتقدها كثيرون منهم اليوم. الأولون يخبروننا بأن أهل القرى كانوا يفرحون ويستبشرون خيراً لو أن عالم دين مر بقراهم وكانوا يتسابقون ليكسبوه ضيفاً عندهم، والحال نفسه في المدن وإن كان بدرجة أقل بسبب استيعابها لجنسيات وديانات مختلفة.
البحريني تربى على احترام عالم الدين وإعطائـــه المكانــــة والتقديــــر اللذيـــــن يستحقهما، هذه المكانة والتقدير يحصل عليهما عالم الدين من الجميع بغض النظر عن انتمائه أو انتمائهم المذهبي. أما قادة البلاد فيؤكدون دائماً على احترامهم وتقديرهم لعلماء الدين من مختلف المذاهب ومن مختلف الأديان، ويفسحون لهم في المجالس ويخاطبونهم بطريقة تعبر عن تبجيلهم لهم.
من المهام الموكلة لعلماء الدين حماية المجتمع من خطر الشقاق والاختلاف وتعزيز قيم المحبة والتآلف والتعايش والتي هي في مجموعها الأخلاق التي هي الدين وعنوانه. لكن هذه الوظيفة المهمة اختلطت في السنوات الأخيرة بأمور اعتبرها بعض علماء الدين واجباً وفلسفوها وبرروا لأنفسهم الدخول فيها، ولكنها أثرت على مكانتهم ونظرة المجتمع إليهم، فما لم ينتبه إليه هذا البعض أو بعض من هذا البعض هو أن المجتمع الذي تربى على احترام وتقدير علماء الدين لا يمكنه أن يدخل في جدال معهم أو يخاطبهم بطريقة لا تليق بهم لأنهم ينطقون باسم الدين، لكن الأمور تختلف عندما يلبس علماء الدين ثوب السياسة، فارتداء هذا الثوب هو بمثابة إعلان عن قبول النقد وقبول الاختلاف، فالنقد في أمور السياسة متاح، عكس أمور الدين، فلا أحد يستطيع أن يناقش فيما قاله الله سبحانه وتعالى وقاله الرسول عليه الصلاة والسلام.
لا أحد يختلف في أمور الدين، ولا أحد يستطيع أن ينتقد عالم الدين عندما يتحدث في أمور الشرع، لكن الصورة تختلف عندما يدخل عالم الدين عالم السياسة.
اليوم وبسبب دخول بعض علماء الدين من مختلف المذاهب في المساحة المخصصة للسياسيين؛ صار التعامل معهم على أنهم سياسيون أولاً وعلماء دين ثانياً، فصاروا عرضة للانتقاد وقبول آرائهم ورفضها، وصولاُ إلى التعرض إلى شخوصهم، فالسياسي شخصية عامة، عكس الديني المحصن بأعراف المجتمع وعاداته وتقاليده والتزاماته وثقافته الدينية.
ليس محرماُ على علماء الدين الدخول في عالم السياسة، فهذا حقهم، بل إن بعضهم يتفوق على السياسيين من غير الدينيين ويحقق نجاحات في هذا الميدان، لكننا اليوم في البحرين نمر بمرحلة حساسة يؤدي دخول علماء الدين فيها في ساحة السياسيين إلى زيادة تعقيدها، خصوصاً إن طغى فعل السياسة على فعل الدين، ولعل المناسب هو دعوة علماء الدين ليتفرغوا إلى ممارسة دورهم المتمثل في بيان أحكام الله وفي حماية المجتمع وتعزيز قيم المحبة والتآلف والتعايش.
إنها رسالة لمؤتمر الحضارات المقرر عقده في البحرين الشهر المقبل.
خليجياً يطلق على عالم الدين اسم «شيخ»، ولكن الخليجيين يستطيعون بسهولة التفريق بين الشيخ المعني بأمور الدين والشيخ الذي هو رأس القبيلة أو المنتمي إلى العائلة الحاكمة.
في البحرين كان لعلماء الدين شأن كبير ومكانة افتقدها كثيرون منهم اليوم. الأولون يخبروننا بأن أهل القرى كانوا يفرحون ويستبشرون خيراً لو أن عالم دين مر بقراهم وكانوا يتسابقون ليكسبوه ضيفاً عندهم، والحال نفسه في المدن وإن كان بدرجة أقل بسبب استيعابها لجنسيات وديانات مختلفة.
البحريني تربى على احترام عالم الدين وإعطائـــه المكانــــة والتقديــــر اللذيـــــن يستحقهما، هذه المكانة والتقدير يحصل عليهما عالم الدين من الجميع بغض النظر عن انتمائه أو انتمائهم المذهبي. أما قادة البلاد فيؤكدون دائماً على احترامهم وتقديرهم لعلماء الدين من مختلف المذاهب ومن مختلف الأديان، ويفسحون لهم في المجالس ويخاطبونهم بطريقة تعبر عن تبجيلهم لهم.
من المهام الموكلة لعلماء الدين حماية المجتمع من خطر الشقاق والاختلاف وتعزيز قيم المحبة والتآلف والتعايش والتي هي في مجموعها الأخلاق التي هي الدين وعنوانه. لكن هذه الوظيفة المهمة اختلطت في السنوات الأخيرة بأمور اعتبرها بعض علماء الدين واجباً وفلسفوها وبرروا لأنفسهم الدخول فيها، ولكنها أثرت على مكانتهم ونظرة المجتمع إليهم، فما لم ينتبه إليه هذا البعض أو بعض من هذا البعض هو أن المجتمع الذي تربى على احترام وتقدير علماء الدين لا يمكنه أن يدخل في جدال معهم أو يخاطبهم بطريقة لا تليق بهم لأنهم ينطقون باسم الدين، لكن الأمور تختلف عندما يلبس علماء الدين ثوب السياسة، فارتداء هذا الثوب هو بمثابة إعلان عن قبول النقد وقبول الاختلاف، فالنقد في أمور السياسة متاح، عكس أمور الدين، فلا أحد يستطيع أن يناقش فيما قاله الله سبحانه وتعالى وقاله الرسول عليه الصلاة والسلام.
لا أحد يختلف في أمور الدين، ولا أحد يستطيع أن ينتقد عالم الدين عندما يتحدث في أمور الشرع، لكن الصورة تختلف عندما يدخل عالم الدين عالم السياسة.
اليوم وبسبب دخول بعض علماء الدين من مختلف المذاهب في المساحة المخصصة للسياسيين؛ صار التعامل معهم على أنهم سياسيون أولاً وعلماء دين ثانياً، فصاروا عرضة للانتقاد وقبول آرائهم ورفضها، وصولاُ إلى التعرض إلى شخوصهم، فالسياسي شخصية عامة، عكس الديني المحصن بأعراف المجتمع وعاداته وتقاليده والتزاماته وثقافته الدينية.
ليس محرماُ على علماء الدين الدخول في عالم السياسة، فهذا حقهم، بل إن بعضهم يتفوق على السياسيين من غير الدينيين ويحقق نجاحات في هذا الميدان، لكننا اليوم في البحرين نمر بمرحلة حساسة يؤدي دخول علماء الدين فيها في ساحة السياسيين إلى زيادة تعقيدها، خصوصاً إن طغى فعل السياسة على فعل الدين، ولعل المناسب هو دعوة علماء الدين ليتفرغوا إلى ممارسة دورهم المتمثل في بيان أحكام الله وفي حماية المجتمع وتعزيز قيم المحبة والتآلف والتعايش.
إنها رسالة لمؤتمر الحضارات المقرر عقده في البحرين الشهر المقبل.