لماذا لا يكون العرب كالصينيين؟ فالإنسان الصيني يعمل ويكافح ويناضل في سبيل العيش الكريم. كل الصينيين يشتغلون ويعملون في المدارس والمصانع والسوق وفي بقية الحرف الأخرى، وهناك من يعمل عتالاً وزبالاً ومراسلاً، بل لا يرون ضيراً في العمل بأي وظيفة يمكن أن تبني لهم وطناً.
لا يوجد في الصين عاطلون حقيقيون عن العمل، وعلى الرغم من أن تعداد هذه «الدولة القارة»، يشكل أكثر من خُمس سكان المعمورة، إلا أن عدد العاطلين لا يشكلون نسباً ضخمة، ومن لا يجد عملاً في الصين، فإنه يقوم باختراع عمل له، وفي كل المجالات المتاحة، أما أنه يظل عالة حقيقية على المجتمع والدولة، فلا وألف لا.
الصينيون كالنحل، حيث لا توجد نحلة كسولة، كما ليس هنالك بين النحل من لا يعمل، فالكل يعمل من أجل البقاء وقبل ذلك من أجل البناء، أما العرب فإنهم لا يحبون العمل، وإذا عملوا صاروا كسالى، أما بقية موادهم الاستهلاكية فإن الصينيين اليوم يقومون بتصنيعها نيابة عنهم!
رجال ومصانع ومحال تجارية وورش تعمل على مدار الساعة في كل أرجاء الصين، كل ذلك من أجل كسر إرادة الغرب بتركيعهم وإذلالهم، لكنهم أدركوا جيداً أن تقدم الصين لا يأتي عبر المراهنات وصالات القمار والتسكع على أبواب الغرب، ولا يأتي عبر النوم والكسل والخمول أو عبر شعوب لا تجيد سوى لبس الثمين من اللباس وركوب الفاخر من السيارات.
أصبحت الصين دولة عظمى بفضل أبنائها، أما السوق لديها فإنها تهدد أكبر أسواق العالم قاطبة، وهنالك مؤشرات أن أمريكا والغرب سيحاربون الصين من خلال السوق لأنها سحبت كل زبائنهم، حتى يقال إن هنالك الكثير من المنتجات الصينية بدأت تغزو البيت الأبيض وبيت الرئيس الأمريكي.
هذا هو التحدي الحقيقي، وهذه هي الدولة التي يهابها اليوم كل العالم. دولة بنيت على الفعل لا على الكلام، وقامت على المسؤولية، وعلى عرق العاملين وعلى كفاح النساء والأطفال. دولة قامت بسواعد أبنائها فقط، ونشأت على فلسفة «الاعتماد على الذات»، ومن هنا فالصين اليوم لا تحتاج لأحد إذا لم يكن الكل يحتاجها أصلاً.
دولة عريقة وقديمة بقدم هذا الإنسان، دولة لها من التاريخ ومن البناء الحضاري ما يخرس ألسن كل شعراء العرب الذين يثرثرون عبر التاريخ بأمجادهم الوهمية ويتغنون بها عند كل هزيمة معاصرة. الصين بدأت ترعب الغرب من خلال جهادها ضد الاستهلاك وضد التبعية وضد كل أشكال الحاجة إلى الأجنبي، فإذا أراد العرب الكثير من الكرامة والكثير من الهيبة فليكونوا صينيين، ولا خيار لهم سوى اقتفاء أثر دولة الصين العظمى، وانتهاج نهج الإنسان العصامي في «بكين».. بكين السحر والجمال والتطور والحضارة.
- الصين..
قال نابليون بونابرت: «الصين مارد جبار إذا استيقظ هز العالم». وقال الفيلسوف فولتير عن الشعب الصيني: «إنه مملكة الأرض، والأقدم والأوسع والأكثر سكاناً والأحسن تنظيماً في العالم».
{{ article.visit_count }}
لا يوجد في الصين عاطلون حقيقيون عن العمل، وعلى الرغم من أن تعداد هذه «الدولة القارة»، يشكل أكثر من خُمس سكان المعمورة، إلا أن عدد العاطلين لا يشكلون نسباً ضخمة، ومن لا يجد عملاً في الصين، فإنه يقوم باختراع عمل له، وفي كل المجالات المتاحة، أما أنه يظل عالة حقيقية على المجتمع والدولة، فلا وألف لا.
الصينيون كالنحل، حيث لا توجد نحلة كسولة، كما ليس هنالك بين النحل من لا يعمل، فالكل يعمل من أجل البقاء وقبل ذلك من أجل البناء، أما العرب فإنهم لا يحبون العمل، وإذا عملوا صاروا كسالى، أما بقية موادهم الاستهلاكية فإن الصينيين اليوم يقومون بتصنيعها نيابة عنهم!
رجال ومصانع ومحال تجارية وورش تعمل على مدار الساعة في كل أرجاء الصين، كل ذلك من أجل كسر إرادة الغرب بتركيعهم وإذلالهم، لكنهم أدركوا جيداً أن تقدم الصين لا يأتي عبر المراهنات وصالات القمار والتسكع على أبواب الغرب، ولا يأتي عبر النوم والكسل والخمول أو عبر شعوب لا تجيد سوى لبس الثمين من اللباس وركوب الفاخر من السيارات.
أصبحت الصين دولة عظمى بفضل أبنائها، أما السوق لديها فإنها تهدد أكبر أسواق العالم قاطبة، وهنالك مؤشرات أن أمريكا والغرب سيحاربون الصين من خلال السوق لأنها سحبت كل زبائنهم، حتى يقال إن هنالك الكثير من المنتجات الصينية بدأت تغزو البيت الأبيض وبيت الرئيس الأمريكي.
هذا هو التحدي الحقيقي، وهذه هي الدولة التي يهابها اليوم كل العالم. دولة بنيت على الفعل لا على الكلام، وقامت على المسؤولية، وعلى عرق العاملين وعلى كفاح النساء والأطفال. دولة قامت بسواعد أبنائها فقط، ونشأت على فلسفة «الاعتماد على الذات»، ومن هنا فالصين اليوم لا تحتاج لأحد إذا لم يكن الكل يحتاجها أصلاً.
دولة عريقة وقديمة بقدم هذا الإنسان، دولة لها من التاريخ ومن البناء الحضاري ما يخرس ألسن كل شعراء العرب الذين يثرثرون عبر التاريخ بأمجادهم الوهمية ويتغنون بها عند كل هزيمة معاصرة. الصين بدأت ترعب الغرب من خلال جهادها ضد الاستهلاك وضد التبعية وضد كل أشكال الحاجة إلى الأجنبي، فإذا أراد العرب الكثير من الكرامة والكثير من الهيبة فليكونوا صينيين، ولا خيار لهم سوى اقتفاء أثر دولة الصين العظمى، وانتهاج نهج الإنسان العصامي في «بكين».. بكين السحر والجمال والتطور والحضارة.
- الصين..
قال نابليون بونابرت: «الصين مارد جبار إذا استيقظ هز العالم». وقال الفيلسوف فولتير عن الشعب الصيني: «إنه مملكة الأرض، والأقدم والأوسع والأكثر سكاناً والأحسن تنظيماً في العالم».