قبل إحدى عشرة سنة وبعد غزو العراق، رحل النظام العراقي برئيسه ورجاله مخلفاً وراءه جدلاً واسعاً في أوساط المتحاورين عنه، وفي كل حوار تأتي المقارنة بينه وبين النظام الحالي لتكون عامل الحسم.
عندما يذكر النظام العراقي السابق ينقسم الناس في العالم العربي إلى قسمين؛ أحدهما محب مؤيد يرى في النظام السابق نظاماً وطنياً وفر الأمن والأمان لشعبه وكان حصناً وسداً منيعاً أمام الأطماع الفارسية في العالم العربي، ولولا المؤامرات لتمكن من تغيير العراق نحو الأفضل، ويبدأ بسرد أدلته من الواقع، والآخر مبغض رافض يرى فيه نظاماً ديكتاتورياً عدائياً قمع الناس وحجر على حرياتهم وأوغل في دمائهم ودمر اقتصادهم وبدد ثرواتهم بحروب خاسرة وعاد بالعراق سنوات إلى الوراء، وما وصل العراق إلى ما وصل إليه اليوم إلا بسبب سياساته، ويسوق لذلك أدلته من الواقع أيضاً.
وكعادة العرب في الحوار يتعصب كل فريق لرأيه وتعلو الأصوات فتغيب الموضوعية عن الحوار، والمشكلة أن كل متحدث ينظر للقضية بعين واحدة ومن زاوية واحدة، فمن يؤيده جملة وتفصيلاً ينطبق عليه صدر البيت القائل: وعين الرضا عن كل عيب كليلة، أما من يرفضه جملة وتفصيلاً فينطبق عليه عجز البيت: ولكن عين السخط تبدي المساويا، والحق أن النظام السابق كغيره من الأنظمة العربية له سيئاته وحسناته -بغض النظر عن النسبة بينهما- وقد أثرت في شعبه ومحيطه سلباً وإيجاباً.
حسم الحوارات الجدلية هذه يأتي دائماً بعدما يقارن أحد الأطراف بين النظام السابق للعراق والنظام الحالي، ولكون ما حل بالعراق بعد احتلاله على يد النظام الحالي أمر فاق الخيال فالمقارنة تجعل من جمهورية العراق في زمن النظام السابق، الجمهورية الفاضلة لأفلاطون، من ينشد الموضوعية عليه أن لا يقارن بين النظامين فالمقارنة تكون بين المتكافئين، ولا تكافؤ بين نظام وصل إلى السلطة بانقلابات وثورات من الداخل، وآخر جاء به المحتل من الخارج، بين نظام عاش في زمن الاستقلال وآخر في زمن الاحتلال، فإن كان لابد من المقارنة فليقارن النظام السابق بنظام سبقه أو بغيره من الأنظمة العربية، دعوا عنكم كل هذا الكلام الفلسفي المنمق فما أريد قوله أوجزته تلك العجوز من الجنوب العراقي بعبارة أبلغ عندما سألها أحد المراسلين الصحافيين عن رأيها في النظام السابق، فأجابته بأنه نظام جوعهم وشردهم وقتل أبنائهم وحط من شأنهم، ثم سألها عن رأيها في النظام الحالي فأجابت ببساطة وبلهجة شعبية: «يمه النظام الحالي بيّض وجه النظام السابق».
بالتأكيد النظام العراقي السابق محظوظ لأن من خلفه عاث في العراق قتلاً وتشريداً وإذلالاً، لدرجة جعلت منه مثالاً في العدل والإنصاف.
عندما يذكر النظام العراقي السابق ينقسم الناس في العالم العربي إلى قسمين؛ أحدهما محب مؤيد يرى في النظام السابق نظاماً وطنياً وفر الأمن والأمان لشعبه وكان حصناً وسداً منيعاً أمام الأطماع الفارسية في العالم العربي، ولولا المؤامرات لتمكن من تغيير العراق نحو الأفضل، ويبدأ بسرد أدلته من الواقع، والآخر مبغض رافض يرى فيه نظاماً ديكتاتورياً عدائياً قمع الناس وحجر على حرياتهم وأوغل في دمائهم ودمر اقتصادهم وبدد ثرواتهم بحروب خاسرة وعاد بالعراق سنوات إلى الوراء، وما وصل العراق إلى ما وصل إليه اليوم إلا بسبب سياساته، ويسوق لذلك أدلته من الواقع أيضاً.
وكعادة العرب في الحوار يتعصب كل فريق لرأيه وتعلو الأصوات فتغيب الموضوعية عن الحوار، والمشكلة أن كل متحدث ينظر للقضية بعين واحدة ومن زاوية واحدة، فمن يؤيده جملة وتفصيلاً ينطبق عليه صدر البيت القائل: وعين الرضا عن كل عيب كليلة، أما من يرفضه جملة وتفصيلاً فينطبق عليه عجز البيت: ولكن عين السخط تبدي المساويا، والحق أن النظام السابق كغيره من الأنظمة العربية له سيئاته وحسناته -بغض النظر عن النسبة بينهما- وقد أثرت في شعبه ومحيطه سلباً وإيجاباً.
حسم الحوارات الجدلية هذه يأتي دائماً بعدما يقارن أحد الأطراف بين النظام السابق للعراق والنظام الحالي، ولكون ما حل بالعراق بعد احتلاله على يد النظام الحالي أمر فاق الخيال فالمقارنة تجعل من جمهورية العراق في زمن النظام السابق، الجمهورية الفاضلة لأفلاطون، من ينشد الموضوعية عليه أن لا يقارن بين النظامين فالمقارنة تكون بين المتكافئين، ولا تكافؤ بين نظام وصل إلى السلطة بانقلابات وثورات من الداخل، وآخر جاء به المحتل من الخارج، بين نظام عاش في زمن الاستقلال وآخر في زمن الاحتلال، فإن كان لابد من المقارنة فليقارن النظام السابق بنظام سبقه أو بغيره من الأنظمة العربية، دعوا عنكم كل هذا الكلام الفلسفي المنمق فما أريد قوله أوجزته تلك العجوز من الجنوب العراقي بعبارة أبلغ عندما سألها أحد المراسلين الصحافيين عن رأيها في النظام السابق، فأجابته بأنه نظام جوعهم وشردهم وقتل أبنائهم وحط من شأنهم، ثم سألها عن رأيها في النظام الحالي فأجابت ببساطة وبلهجة شعبية: «يمه النظام الحالي بيّض وجه النظام السابق».
بالتأكيد النظام العراقي السابق محظوظ لأن من خلفه عاث في العراق قتلاً وتشريداً وإذلالاً، لدرجة جعلت منه مثالاً في العدل والإنصاف.