كنت على يقين تام بأن وزارة التربية والتعليم لن تكلف نفسها عناء الرد على مقالي السابق، والذي يحمل عنوان «فضيحة تسريب امتحانات الدين»، على الرغم من وجوب ردها التحية، لكنها في كل مرة تتجاهل الرد على الصحافيين وبطريقة تبعث على الأسى والضحك.
لا يهم كل هذا؛ فالكثير من الردود المؤيدة لما كتبته وصلتني عبر بريدي الإلكتروني، فتفاعل الناس مع الصحافة خير من تجاهل الوزارة، وإذا كانت التربية تعتقد أن بتجاهلها في كل مرة نطرح فيها قضايا تعليمية وتربوية للمناقشة بطريقة علمية وموضوعية لأجل بناء وطن يخلو من الفساد سينجيها من المساءلة، فهي واهمة، فالجمهور البحريني أصبح رقماً صعباً في كل المعادلات الحياتية اليومية، وهو أكبر من أن تصمت عنه وزارة أو وزير.
أحد التربويين السابقين الذين كانوا يعملون في وزارة التربية والتعليم من عائلة الذوادي الكرام، اختصر صمت وزارة التربية والتعليم فقام بالرد عليها بصورة منطقية اختصرت كل ما يمكن أن يقال، وهو من أجمل الردود التي وصلتني، بدل أن يصلني رد التربية!!
يقول الذوادي في معرض رده على ما جاء في المقال: «قلنا مراراً وتكراراً أن أخطاء وزارة التربية والتعليم ترجع لسوء التخطيط والإدارة والتنظيم والتقييم، وجميعها في النهاية سيتحملها فرسان الميدان طبعاً، لن يتوقف مسلسل الإخفاقات عند مصرع طفل أو تسريب امتحان أو اغتصاب تلميذ أو فشل مناهج أو برامج أو مشاريع (تخب عليهم)، أو تستر على قضايا أخلاقية وسلوكية، أو إخفاء فضائح أو إهانة مدير أو معلم أو التنصل من مسؤوليات ووعود، بل تعدى ذلك إلى الإضرار بالعملية التعليمية التي أساسها المتعلم (الطالب) بعد حالة الإحباط المزمن للمعلم، وذلك نتيجة إلزامه بالمشاركة في لجان وفرق عمل واجتماعات وإعداد سجلات واستمارات وأوراق وملازم وبحوث ومتابعات لتلك المشاريع، بهدف تجميل الصورة وضرب الجوخ (على قولتك)، كل ذلك على حساب العمل التربوي والتعليمي، مما أوصل المعلم إلى حالة من فقدان التوازن، فلم يعد قادراً على التوفيق بين مهامه الأساسية وبين مهام أخرى لا ناقة له فيها ولا جمل.
إنها مرحلة الشيخوخة والترهل التي تمر بها الوزارة حين ينعدم التوازن والتركيز ويصبح الهدف الأهم إرضاء المسؤولين بمشاريع وبرامج وهمية، فتكثر حينها الأخطاء والإخفاقات وتأتي المصائب من كل حدب صوب، أما الإصرار على السرية التامة والتستر على الأخطاء فهي ثقافة مستهلكة لن تسود، لأن الأيام القادمة ستكشف المزيد منها، وما خفي كان أعظم».
حين لا تكترث التربية بالرد المقنع على الصحافة، يكون من المؤكد والمؤمل أن يأتيها الرد سريعاً من طرف المختصين والجمهور، وأن ما ذكرناه من رسالة المختص التربوي على وزارة التربية والتعليم، هو بعض ما جاء في الرد وليس كل ما فيه، أما بقيته فإننا ملتزمون بعدم نشره هنا، وسندعه للأيام.
إن زمن الصمت على الأخطاء ولى دون رجعة، ومن يعتقد غير ذلك فإننا نقول له «صح النوم»، وما أكثر هذا الصنف الذي يعيش داخل وزارة التربية والتعليم.