لا غرو أن فتح علاقات قوية مع روسيا يمثل رسالة قوية «أن المملكة مستعدة وقادرة على بناء تحالفات جديدة» تتواكب مع معطيات العصر والتغيرات الجيوسياسية وتنسجم مع الفرز الجديد على رقعة الشطرنج الدولية.
في يونيو من العام الماضي قام وفد من مجلس النواب بزيارة إلى روسيا، يمهد لبناء علاقات أقوى وأكثر متانة، وذلك بعد أن وجدت المملكة أن ظهرها كان مكشوفاً ممن كانت تعتبرهم حلفاء استراتيجيين، بعد علاقات امتدت أمداً طويلاً.
ولا عجب، أنك إذا كنت تمشي في شوارع موسكو فلن تجد أي مطعم من المطاعم الأمريكية المشهورة حول العالم، فهناك ما يشبه المقاطعة الروسية لتلك المطاعم العابرة للقارات، ما عدا مطعم واحد وهو ماكدونالد التي خرجت المظاهرات الروسية منادية بمقاطعته بعد قرار الأخير وقف أعماله في القرم.
وتأتي زيارة سمو ولي العهد إلى روسيا، بعد سلسلة من الزيارات الكبرى التي قام بها جلالة الملك إلى عمالقة الشرق، الصين والهند وباكستان واليابان وكازخستان، في إطار تعميق العلاقات البحرينية والخليجية مع محاور القوى الشرقية، وكسر سنوات عديدة من «الاحتكار» في الحلف الغربي المتمثل في أوروبا وأمريكا.
لاسيما أن الاتجاه إلى الشرق، وإن كان لا يعني مقاطعة الغرب، إلا أنه يمثل منعطفاً جديداً من العلاقات، فلا أحد يستطيع الجزم أن العلاقات الخليجية الأمريكية لم تعد كالسابق، ولا يمكن لها أن تعود أيضاً.
بالتأكيد أن مد العلاقات مع الشرق، لا يعني كسر العلاقات مع الغرب، ولكن الانفتاح على الشرق أصبح ضرورة، وبناء المصالح أصبح أمراً ملحاً في ظل عدم الثقة التي نشأت في بداية العقد الحالي مع الحلف الغربي، حينما لم يكن من الممكن أن يستمر التحالف الأمريكي الإيراني مستتراً أكثر من ذلك.
وإذا تمعنا فسنجد أن أغلب تلك الدول الشرقية أعضاء قدماء في النادي النووي، ولها باع طويل في الإنتاج الحربي، كما ولها ثقلها على الساحة السياسية والاقتصادية، وإن إهمال بناء العلاقات معها لسنوات طويلة، هو الذي جرأ التحالف الغربي على دول الخليج وخاصة المملكتين.
يجري ذلك، تزامناً مع أكبر رسالة عسكرية توجهها المملكة العربية السعودية إلى العالم، أن الخليج جاهز لصد أي عدوان عسكري، ورسالة أن المملكة -من أكبر الدول في القوة شرائية للسلاح في العالم مع دولة الإمارات- مستعدة أن تجري صفقات أخرى مع حلفاء جدد، وأن التقارب النووي الأمريكي الإيراني لن يكون على حساب دول مجلس التعاون الخليجي.
كما إن زيارة أوباما الأخيرة للمملكة العربية السعودية بعد أن تغيرت دفة التحالفات، لم تكن لـ«تعزيز العلاقات»، بل كان أوباما يريد أن يؤكد أننا «مازلنا أصدقاء».. رغم كل الضربات التي وجهت إلى الخليج تحت الحزام.
يجري ذلك وسط حرب دولية بالإنابة لاتزال مشتعلة في سوريا من الممكن أن تتسع رقعتها في أي لحظة، ولايزال شررها يتطاير في البلدان المجاورة خاصة مع تدبير أمريكي لإطالة أمد الدمار الإنساني فيها.. الأمر الذي حدا بالمملكة العربية السعودية أن تتخذ موقفاً ذاتياً لا تعتمد فيه على قوى دولية معينة، بل تضع نفسها في موقف صنع القرار الذي لا يعتمد اتخاذه على أحد آخر ولو كانوا حلفاءنا القدماء.
في يونيو من العام الماضي قام وفد من مجلس النواب بزيارة إلى روسيا، يمهد لبناء علاقات أقوى وأكثر متانة، وذلك بعد أن وجدت المملكة أن ظهرها كان مكشوفاً ممن كانت تعتبرهم حلفاء استراتيجيين، بعد علاقات امتدت أمداً طويلاً.
ولا عجب، أنك إذا كنت تمشي في شوارع موسكو فلن تجد أي مطعم من المطاعم الأمريكية المشهورة حول العالم، فهناك ما يشبه المقاطعة الروسية لتلك المطاعم العابرة للقارات، ما عدا مطعم واحد وهو ماكدونالد التي خرجت المظاهرات الروسية منادية بمقاطعته بعد قرار الأخير وقف أعماله في القرم.
وتأتي زيارة سمو ولي العهد إلى روسيا، بعد سلسلة من الزيارات الكبرى التي قام بها جلالة الملك إلى عمالقة الشرق، الصين والهند وباكستان واليابان وكازخستان، في إطار تعميق العلاقات البحرينية والخليجية مع محاور القوى الشرقية، وكسر سنوات عديدة من «الاحتكار» في الحلف الغربي المتمثل في أوروبا وأمريكا.
لاسيما أن الاتجاه إلى الشرق، وإن كان لا يعني مقاطعة الغرب، إلا أنه يمثل منعطفاً جديداً من العلاقات، فلا أحد يستطيع الجزم أن العلاقات الخليجية الأمريكية لم تعد كالسابق، ولا يمكن لها أن تعود أيضاً.
بالتأكيد أن مد العلاقات مع الشرق، لا يعني كسر العلاقات مع الغرب، ولكن الانفتاح على الشرق أصبح ضرورة، وبناء المصالح أصبح أمراً ملحاً في ظل عدم الثقة التي نشأت في بداية العقد الحالي مع الحلف الغربي، حينما لم يكن من الممكن أن يستمر التحالف الأمريكي الإيراني مستتراً أكثر من ذلك.
وإذا تمعنا فسنجد أن أغلب تلك الدول الشرقية أعضاء قدماء في النادي النووي، ولها باع طويل في الإنتاج الحربي، كما ولها ثقلها على الساحة السياسية والاقتصادية، وإن إهمال بناء العلاقات معها لسنوات طويلة، هو الذي جرأ التحالف الغربي على دول الخليج وخاصة المملكتين.
يجري ذلك، تزامناً مع أكبر رسالة عسكرية توجهها المملكة العربية السعودية إلى العالم، أن الخليج جاهز لصد أي عدوان عسكري، ورسالة أن المملكة -من أكبر الدول في القوة شرائية للسلاح في العالم مع دولة الإمارات- مستعدة أن تجري صفقات أخرى مع حلفاء جدد، وأن التقارب النووي الأمريكي الإيراني لن يكون على حساب دول مجلس التعاون الخليجي.
كما إن زيارة أوباما الأخيرة للمملكة العربية السعودية بعد أن تغيرت دفة التحالفات، لم تكن لـ«تعزيز العلاقات»، بل كان أوباما يريد أن يؤكد أننا «مازلنا أصدقاء».. رغم كل الضربات التي وجهت إلى الخليج تحت الحزام.
يجري ذلك وسط حرب دولية بالإنابة لاتزال مشتعلة في سوريا من الممكن أن تتسع رقعتها في أي لحظة، ولايزال شررها يتطاير في البلدان المجاورة خاصة مع تدبير أمريكي لإطالة أمد الدمار الإنساني فيها.. الأمر الذي حدا بالمملكة العربية السعودية أن تتخذ موقفاً ذاتياً لا تعتمد فيه على قوى دولية معينة، بل تضع نفسها في موقف صنع القرار الذي لا يعتمد اتخاذه على أحد آخر ولو كانوا حلفاءنا القدماء.