تشرفت بزيارة مملكة البحرين لإنجاز بعض الأعمال التي تتعلق بقناة عودة الفضائية.. في زيارتي تلك شاهدت ما يستحق أن أشاركه مع أبناء شعبنا الفلسطيني والقراء الكرام.
لست باحثاً لأتحدث عن تاريخ البحرين الضارب في القدم، علماً بأن آثار الاستقرار على شواطئ البحرين تعود إلى ما قبل 7000 عام.
ولا داعي لذكر أهمية موقع البحرين الجغرافي؛ فلقد ذُكرت البحرين في العديد من الكتب والوثائق ولدى العديد من المؤرخين.
ما سنتحدث عنه هو حاضر البحرين، حيث إنني زرت عاصمتها، المنامة، الآمنة والجميلة، فشاهدت في تلك الزيارة اهتمام الدولة وشاهدت النظافة المميزة للمدينة، ولحظتُ التطور الكبير في قطاع الخدمات والبنية التحتية.
بلد جميل وآمن وحياة مستقرة؛ هذا مختصر ما رأيته.
وكل تلك الإنجازات ما كانت لتكون لولا أن كان خلفها شعب مخلص لوطنه، وقيادة حكيمة تضع المملكة على طريق النجاح والتقدم والسمو بين الدول.
لقد عانت البحرين في السنوات الأخيرة من ضغوطات سياسية وإعلامية كبيرة، كل تلك الضغوطات كانت وللأسف مرتبطة بأطماع إقليمية، وللأسف بعض هذه الأطماع نابع من خلفية طائفية، ولكن حكمة القيادة وتفاعل الشعب معها جعلت البحرين تواجه تلك الضغوطات والمخططات بكل قوة، بل نجحت البحرين بإفشال تلك المخططات.
إن الضغوط السياسية والحملة الإعلامية التي تتعرض لها البحرين مرتبطه بالعديد من الأسباب؛ منها ما هو مرتبط بموقع البحرين الجغرافي ومساحتها وتركيبتها السكانية، ويبدو بأن أصحاب الأجندات المشبوهة من أعداء البحرين نسوا بأن موقع البحرين لدى كل عربي عموماً، وخليجي خصوصاً، أكبر من الجغرافيا والمساحة.
ونسي هؤلاء بأن البحرين ذات علاقات مميزة مع كل دول العالم.
نسي هؤلاء بأن التشدد والطائفية مشروع مقيت سيزول حتماً من عقول وقلوب كل مخلص لوطنه.
أما بالنسبة لنا كفلسطينيين؛ فعلى الجميع أن يعلم بأن المواطن الفلسطيني له احترام خاص في مملكة البحرين، وأن التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية حاضر في كل تفاصيل المجتمع البحريني وفي كل مفاصل الدولة، وهذا الموقف ليس غريباً عن الشعب البحريني الشقيق أو عن القيادة البحرينية وعلى رأسها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
لقد تشرفت بزيارة سفارة فلسطين لدى مملكة البحرين والتقيت سعادة السفير طه عبدالقادر، وشاهدت بعيني طبيعة العلاقات التي تجمع بين سفارتنا وبين الدولة ومستوى العلاقة المميز، ولحظت مدى ترحيب سياسيي المملكة ورجالاتها بكل ما هو مرتبط بفلسطين وقضيتها، إن ما شاهدته من مستوى مميز للعلاقات لهو التعبير الحقيقي عن الأخوة التي تجمع البحرين وفلسطين.
هذه الأخوة يجب أن تتجذر وتستمر وتتعزز، ويجب أن تكون هناك زيارات متبادله دوماً، ويجب أن يكون هناك تعاون دائم، وخاصة في المجال الإعلامي، ويجب أن يكون هناك دعم ومشاركة في كل المناسبات الوطنية المشتركة.
إن سياسة مملكة البحرين تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ونابعة دوماً من التزام أخوي ثابت تجاه حقوق فلسطين وشعبها، إنني بكل فخر أقول لكل من يقف معنا شكراً.. وهنا من الواجب شكر مملكة البحرين، ملكاً وحكومة وشعباً، على دعمها الدائم وموقفها الرائع والداعم لنا.