يشعر الإعلامي البحريني أنه يدور في حلقة مفرغة عنوانها «زمن الغرائب» وأنه يعيش في بيئة تجسد بلد العجائب؛ بالمناسبة هل تذكرون قصة «أليس في بلاد العجائب؟».
الإعلامي البحريني يعيش معضلة «أليس»، فهو يرى الغرائب والعجائب في بيئته، كان يحلق في عالم جميل مليء بالأحلام، ليكتشف أن دوره في الواقع متقزم كثيراً عن الحجم الطبيعي، ويواجه مخلوقات المحسوبية وأعداء النجاح ليحلم بخارطة طريق تنهي هذا الكابوس وتحرره من استخدامه فقط كأداة صراع بين الفرق المتناحرة في الدولة ليؤدي دوره الطبيعي.
الإعلامي البحريني يشعر أن العالم من حوله يتطور ويتقدم وهو يراوح مكانه منذ سنين ويناضل لأجل حقوق ليس معنياً بالمطالبة بها، بل من المفترض أن تأتي من جهات وجدت لأجل توفيرها له من باب أنها جهات إدارية، كإدارة الموارد البشرية مثلاً، التي عليها أن تضمن حقوقه وتتكفل بالسعي والمطالبة بها، فيما هو يفكر في واجباته الوظيفية فقط.
الإعلامي البحريني يجد نفسه أمام معادلة صعبة وغريبة، ففي الوقت الذي يجد نفسه يجاهد لأجل عدم التعدي على حقوقه والحرب التي تواجهه هي حرب إصلاح البيئة الإعلامية والنهوض بها مقابل من يقوم بحشوها بدخلاء جيشوا من باب التحزبات والواسطة، ليكتشف أن العالم الإعلامي الخارجي مختلف تماماً عما يعايشه، وكأنه جاء من كوكب آخر أو من القرون الوسطى ويتخلف عنهم بسنوات ضوئية، وهو يجد أحاديث الإعلاميين وهمومهم خارجاً عن أحدث الدراسات الإعلامية والتطور الحاصل في تقنيات الإعلام والمنافسة والأفكار الجديدة، فيما هو محروم حتى من التنفس في هذا الجو الإعلامي المتطور، ويخيل إليه أن هؤلاء الإعلاميين يسبحون في محيطات إعلامية لا انتهاء لها فيما عليه أن يسبح في «بركة الأطفال» التي يصل ماؤها إلى نصف قدميه، لا يستطيع الغوص أو السباحة فيها.
الإعلامي البحريني يعيش أعجوبة الفكر المتقزم أمام إعلام محلي يخاطب نفسه ومشغول بإيجاد خارطة طريق تضمن له السير بسلامة وأمن دون أن يدوس عن طريق الخطأ على ألغام التهميش والإقصاء.
الإعلامي البحريني يعاني من صراع المحسوبية والضياع الإداري الذي ترك بوابة الإعلام مشرعة لكل من هب ودب، فبات بإمكان أي مسؤول أن يأتي بعشيرته وأهله وجماعته ويضعهم في مناصب متقدمة وقيادية فقط، لأنه يريد أن يسير بين الناس ويقول إن لديه بالعائلة «إعلاميين»، حتى وإن كانوا كالديكور لم يمارسوا الإعلام، وكأن هذه المهنة مهنة وجاهة وتشريف لا تكليف وفيها مسؤولية كبيرة وتحتاج العمل الدؤوب ليصل الشخص إلى منصب قيادي، ضعوا أنفسكم أمام مسلسل الظلم الإعلامي هذا، إعلامي متمرس يعمل سنوات ويوضع عليه موظف متخرج حديثاً من تخصص آخر.
إعلامنا البحريني مليء بأعجوبة الإعلامي الذي يحرق نفسه ويبذل كل طاقته ليصل إلى منصب يليق بخبرته، وفي النهاية يشعر بالمذلة وهو يرى عصا التهميش والالتزام بسياسة «السكوت من ذهب»، أما معاناته مع سياسة «من فوق» التي توجد أناساً دخلاء على وظيفته لا يعرف من أين جاؤوا ويوضعون عليه، وهو المهني المتخصص الدارس، سؤال؛ هل رأيتم مؤسسة تقوم بأخذ سكرتير يحمل مؤهل الدرجة الثانوية من إدارة ثانية لا علاقة لها بالإعلام ويوضع على إعلاميين يحضرون الماجستير وهم منذ سنين في المهنة، ويكون العذر عند الاعتراض والسؤال «والله الأوامر يات من فوق ان نحطه وهو عنده ظهر»، هكذا بكل جرأة، المشكلة ليست إلى هذا الحد، فالموظف إذا تظلم لا يوجد أصلاً هيكل إعلامي أو إداري في المؤسسات من الممكن أن ينصفه استناداً على قانون داخلي يضمن حقه الذي ظلم بسبب سياسة «من فوق».
المعضلة الأخرى؛ على الإعلامي أن يقوم إلى جانب مهماته بمهمات «موظف من فوق»، لأنه يشكل واجهة ديكورية فقط، ولا يفهم في تفاصيل العمل الإعلامي لتتحول مهمة الإعلامي إلى مهمة لتلميعه وإبرازه وإظهاره والجلوس معه كما يجلس المدرس مع الطفل لإفهامه والشرح له وإقناعه بالموافقة على آلية سير العمل، «لو سياسة المجاملات والمحسوبية في الإعلام تنتهي ما وجدنا أحداً ما يتجرأ ويمثل الدولة خارجاً بمظهر ضعيف ويحرجها»، وإن كان الجمهور البحريني غافلاً ولا يمتلك الوعي؛ فجماهير الرأي الخارجية ليست غبية وتفهم أن الشخص الذي يتكلم أمامها ليس بإعلامي حقيقي ولا يمتلك مقومات الإعلامي.
الأمر الآخر العجيب أن هناك فرضيات باتت تجسد قناعة عند الإعلاميين العاملين في القطاع الإعلامي «طول ما انت دارس ومتخصص في الإعلام وتفهم في شغلك ما يبونك».
إحدى المذيعات تقول: «أعمل منذ سنين وأستغرب ممن يخرجونهم على الشاشة لمجرد الخروج وبالواسطة، أشعر أنني أعمل في نفق مظلم، والسؤال الذي يحيرني؛ هل أنجرف مع هذه الموجة أم آخذ لي دور المشاهدة أمام أعداء النجاح المزيفين والمجاملات».
- طالبة في الإعلام اتجهت إلى أحد المسؤولين وأخبرته عن رغبتها بأن تنال التدريب الذي يؤهلها للخروج على الشاشة، فقال لها «اخلعي حجابك ومن بكره تطلعين على الشاشة».
- إعلاميات محجبات ظهرن على الشاشة في فترة ما، لكن السؤال؛ هل هناك منهن إعلامية متخصصة يجعلونها تخرج؟ أمعقول مع كثرة الدفعات الجامعية لا توجد مذيعة واحدة «بنت الديرة» دارسة تخصص إعلام بالعباءة والحجاب؟ تلك علامة استفهام نطرحها ونتحدى أن يأتى لنا بمثال عن إعلامية درست وتخصصت في الإعلام وعملت فيه ومنحت حقها في الظهور لتمثل «بنات الديرة»، وهذا الكلام دليل يكشف خوف المسؤولين من الإعلامي المتخصص واحتسابه كمصدر تهديد لهم.
الأعجوبة الأخرى التي تمثل ظاهرة في الإعلام البحريني، مهما كان الشخص الموهوب لا يمكن أن تقارنه بالشخص الذي يدرس، بمعنى أن يكون هناك طبيب بارع، لكن لا يمكن أن تقحمه في غرفة العمليات ليؤدي عمليات معقدة للناس وهو لا يملك شهادة متخصصة، أليس كذلك؟ المشهد الإعلامي البحريني اليوم نجد فيه نصف الإعلاميين المتخصصين بالإعلام إما لا يوظفون أو يضطرون للنزوح إلى مهن أخرى بعيدة عن تلك التي تستلزم عمليات جراحية إعلامية لقضايا المجتمع، فيما من يمارس العمليات لا يملك شهادة؟ ألا يحسب هذا نوعاً من الفساد الإعلامي أمام العالم الخارجي؟
- الأعجوبة الإضافية أكبر دليل أنه لا توجد لدينا استراتيجية إعلامية يسير عليها البلد، إننا لا نملك بالأصل مركز دراسات إعلامياً متخصصاً يقوم بتحليل الساحة ودراستها ومن ثم إيجاد البرامج الإعلامية سواء العلاجية أو الوقائية.
- في البيت الإعلامي البحريني سأل أحد المسؤولين إعلامية لماذا لم تقدمي عندنا عندما تخرجتِ من الجامعة؟ فاندهشت من سؤاله وقالت «والله قدمتها أكثر من مرة في مكان تقديم طلبات التوظيف عند بوابة الوزارة»، طبعاً واضح من سؤاله أن الأوراق تركن وتهمل ولا أحد يطالعها والآلية التي تتم كالآتي؛ من يستطيع الوصول لأي مسؤول يكلمه بشكل شخصي وعندما يوافق يطلب أوراقه.
- في الدول المتطورة عندما يدخل الإعلامي على مسؤول بالدولة تجد المسؤول يخاف ويخشاه، أما في البحرين فكأنه متسول للأخبار والمسؤول يتصدق عليه بتصريح أو يعتذر، الإعلامي هناك يقوم بعمليات بناء شاهقة والإعلامي هنا وظيفته كتابة أخبار من نوع «صرح وشكر واستنكر»، والأخيرة تستخدم كثيراً بالمناسبة.
- لا يمكن أن تجري عملية جراحية دقيقة دون أن تفهم وتدرس الحالة المرضية أمامك، كذلك قضايا المجتمع والوطن يكون الإعلامي المتخصص والمؤهل هو طبيبها، فمتى يستوعب كبار المسؤولين أهمية ذلك واحترام الطاقات الإعلامية التي درست «وتعبت على نفسها» ولا توجد فرصة لها أمام مزاحمة وفوضى النازحين من التخصصات الأخرى دون آلية تنظم حتى طريقة نزوحهم وتقيدهم بمعايير معينة؟ متى يعمل ضمير هؤلاء ويقدم مصلحة الوطن على مصلحة توظيف عائلاتهم وأنسابهم؟
- لعل مقولة «باب النجار مخلع» هي العبارة الأصدق في وصف حال الإعلامي البحريني، فهو يدافع عن قضايا الوطن ويناضل من أجلها ولا يجد من يناضل لأجل قضيته وإنصافه.
الإعلامي البحريني يعيش معضلة «أليس»، فهو يرى الغرائب والعجائب في بيئته، كان يحلق في عالم جميل مليء بالأحلام، ليكتشف أن دوره في الواقع متقزم كثيراً عن الحجم الطبيعي، ويواجه مخلوقات المحسوبية وأعداء النجاح ليحلم بخارطة طريق تنهي هذا الكابوس وتحرره من استخدامه فقط كأداة صراع بين الفرق المتناحرة في الدولة ليؤدي دوره الطبيعي.
الإعلامي البحريني يشعر أن العالم من حوله يتطور ويتقدم وهو يراوح مكانه منذ سنين ويناضل لأجل حقوق ليس معنياً بالمطالبة بها، بل من المفترض أن تأتي من جهات وجدت لأجل توفيرها له من باب أنها جهات إدارية، كإدارة الموارد البشرية مثلاً، التي عليها أن تضمن حقوقه وتتكفل بالسعي والمطالبة بها، فيما هو يفكر في واجباته الوظيفية فقط.
الإعلامي البحريني يجد نفسه أمام معادلة صعبة وغريبة، ففي الوقت الذي يجد نفسه يجاهد لأجل عدم التعدي على حقوقه والحرب التي تواجهه هي حرب إصلاح البيئة الإعلامية والنهوض بها مقابل من يقوم بحشوها بدخلاء جيشوا من باب التحزبات والواسطة، ليكتشف أن العالم الإعلامي الخارجي مختلف تماماً عما يعايشه، وكأنه جاء من كوكب آخر أو من القرون الوسطى ويتخلف عنهم بسنوات ضوئية، وهو يجد أحاديث الإعلاميين وهمومهم خارجاً عن أحدث الدراسات الإعلامية والتطور الحاصل في تقنيات الإعلام والمنافسة والأفكار الجديدة، فيما هو محروم حتى من التنفس في هذا الجو الإعلامي المتطور، ويخيل إليه أن هؤلاء الإعلاميين يسبحون في محيطات إعلامية لا انتهاء لها فيما عليه أن يسبح في «بركة الأطفال» التي يصل ماؤها إلى نصف قدميه، لا يستطيع الغوص أو السباحة فيها.
الإعلامي البحريني يعيش أعجوبة الفكر المتقزم أمام إعلام محلي يخاطب نفسه ومشغول بإيجاد خارطة طريق تضمن له السير بسلامة وأمن دون أن يدوس عن طريق الخطأ على ألغام التهميش والإقصاء.
الإعلامي البحريني يعاني من صراع المحسوبية والضياع الإداري الذي ترك بوابة الإعلام مشرعة لكل من هب ودب، فبات بإمكان أي مسؤول أن يأتي بعشيرته وأهله وجماعته ويضعهم في مناصب متقدمة وقيادية فقط، لأنه يريد أن يسير بين الناس ويقول إن لديه بالعائلة «إعلاميين»، حتى وإن كانوا كالديكور لم يمارسوا الإعلام، وكأن هذه المهنة مهنة وجاهة وتشريف لا تكليف وفيها مسؤولية كبيرة وتحتاج العمل الدؤوب ليصل الشخص إلى منصب قيادي، ضعوا أنفسكم أمام مسلسل الظلم الإعلامي هذا، إعلامي متمرس يعمل سنوات ويوضع عليه موظف متخرج حديثاً من تخصص آخر.
إعلامنا البحريني مليء بأعجوبة الإعلامي الذي يحرق نفسه ويبذل كل طاقته ليصل إلى منصب يليق بخبرته، وفي النهاية يشعر بالمذلة وهو يرى عصا التهميش والالتزام بسياسة «السكوت من ذهب»، أما معاناته مع سياسة «من فوق» التي توجد أناساً دخلاء على وظيفته لا يعرف من أين جاؤوا ويوضعون عليه، وهو المهني المتخصص الدارس، سؤال؛ هل رأيتم مؤسسة تقوم بأخذ سكرتير يحمل مؤهل الدرجة الثانوية من إدارة ثانية لا علاقة لها بالإعلام ويوضع على إعلاميين يحضرون الماجستير وهم منذ سنين في المهنة، ويكون العذر عند الاعتراض والسؤال «والله الأوامر يات من فوق ان نحطه وهو عنده ظهر»، هكذا بكل جرأة، المشكلة ليست إلى هذا الحد، فالموظف إذا تظلم لا يوجد أصلاً هيكل إعلامي أو إداري في المؤسسات من الممكن أن ينصفه استناداً على قانون داخلي يضمن حقه الذي ظلم بسبب سياسة «من فوق».
المعضلة الأخرى؛ على الإعلامي أن يقوم إلى جانب مهماته بمهمات «موظف من فوق»، لأنه يشكل واجهة ديكورية فقط، ولا يفهم في تفاصيل العمل الإعلامي لتتحول مهمة الإعلامي إلى مهمة لتلميعه وإبرازه وإظهاره والجلوس معه كما يجلس المدرس مع الطفل لإفهامه والشرح له وإقناعه بالموافقة على آلية سير العمل، «لو سياسة المجاملات والمحسوبية في الإعلام تنتهي ما وجدنا أحداً ما يتجرأ ويمثل الدولة خارجاً بمظهر ضعيف ويحرجها»، وإن كان الجمهور البحريني غافلاً ولا يمتلك الوعي؛ فجماهير الرأي الخارجية ليست غبية وتفهم أن الشخص الذي يتكلم أمامها ليس بإعلامي حقيقي ولا يمتلك مقومات الإعلامي.
الأمر الآخر العجيب أن هناك فرضيات باتت تجسد قناعة عند الإعلاميين العاملين في القطاع الإعلامي «طول ما انت دارس ومتخصص في الإعلام وتفهم في شغلك ما يبونك».
إحدى المذيعات تقول: «أعمل منذ سنين وأستغرب ممن يخرجونهم على الشاشة لمجرد الخروج وبالواسطة، أشعر أنني أعمل في نفق مظلم، والسؤال الذي يحيرني؛ هل أنجرف مع هذه الموجة أم آخذ لي دور المشاهدة أمام أعداء النجاح المزيفين والمجاملات».
- طالبة في الإعلام اتجهت إلى أحد المسؤولين وأخبرته عن رغبتها بأن تنال التدريب الذي يؤهلها للخروج على الشاشة، فقال لها «اخلعي حجابك ومن بكره تطلعين على الشاشة».
- إعلاميات محجبات ظهرن على الشاشة في فترة ما، لكن السؤال؛ هل هناك منهن إعلامية متخصصة يجعلونها تخرج؟ أمعقول مع كثرة الدفعات الجامعية لا توجد مذيعة واحدة «بنت الديرة» دارسة تخصص إعلام بالعباءة والحجاب؟ تلك علامة استفهام نطرحها ونتحدى أن يأتى لنا بمثال عن إعلامية درست وتخصصت في الإعلام وعملت فيه ومنحت حقها في الظهور لتمثل «بنات الديرة»، وهذا الكلام دليل يكشف خوف المسؤولين من الإعلامي المتخصص واحتسابه كمصدر تهديد لهم.
الأعجوبة الأخرى التي تمثل ظاهرة في الإعلام البحريني، مهما كان الشخص الموهوب لا يمكن أن تقارنه بالشخص الذي يدرس، بمعنى أن يكون هناك طبيب بارع، لكن لا يمكن أن تقحمه في غرفة العمليات ليؤدي عمليات معقدة للناس وهو لا يملك شهادة متخصصة، أليس كذلك؟ المشهد الإعلامي البحريني اليوم نجد فيه نصف الإعلاميين المتخصصين بالإعلام إما لا يوظفون أو يضطرون للنزوح إلى مهن أخرى بعيدة عن تلك التي تستلزم عمليات جراحية إعلامية لقضايا المجتمع، فيما من يمارس العمليات لا يملك شهادة؟ ألا يحسب هذا نوعاً من الفساد الإعلامي أمام العالم الخارجي؟
- الأعجوبة الإضافية أكبر دليل أنه لا توجد لدينا استراتيجية إعلامية يسير عليها البلد، إننا لا نملك بالأصل مركز دراسات إعلامياً متخصصاً يقوم بتحليل الساحة ودراستها ومن ثم إيجاد البرامج الإعلامية سواء العلاجية أو الوقائية.
- في البيت الإعلامي البحريني سأل أحد المسؤولين إعلامية لماذا لم تقدمي عندنا عندما تخرجتِ من الجامعة؟ فاندهشت من سؤاله وقالت «والله قدمتها أكثر من مرة في مكان تقديم طلبات التوظيف عند بوابة الوزارة»، طبعاً واضح من سؤاله أن الأوراق تركن وتهمل ولا أحد يطالعها والآلية التي تتم كالآتي؛ من يستطيع الوصول لأي مسؤول يكلمه بشكل شخصي وعندما يوافق يطلب أوراقه.
- في الدول المتطورة عندما يدخل الإعلامي على مسؤول بالدولة تجد المسؤول يخاف ويخشاه، أما في البحرين فكأنه متسول للأخبار والمسؤول يتصدق عليه بتصريح أو يعتذر، الإعلامي هناك يقوم بعمليات بناء شاهقة والإعلامي هنا وظيفته كتابة أخبار من نوع «صرح وشكر واستنكر»، والأخيرة تستخدم كثيراً بالمناسبة.
- لا يمكن أن تجري عملية جراحية دقيقة دون أن تفهم وتدرس الحالة المرضية أمامك، كذلك قضايا المجتمع والوطن يكون الإعلامي المتخصص والمؤهل هو طبيبها، فمتى يستوعب كبار المسؤولين أهمية ذلك واحترام الطاقات الإعلامية التي درست «وتعبت على نفسها» ولا توجد فرصة لها أمام مزاحمة وفوضى النازحين من التخصصات الأخرى دون آلية تنظم حتى طريقة نزوحهم وتقيدهم بمعايير معينة؟ متى يعمل ضمير هؤلاء ويقدم مصلحة الوطن على مصلحة توظيف عائلاتهم وأنسابهم؟
- لعل مقولة «باب النجار مخلع» هي العبارة الأصدق في وصف حال الإعلامي البحريني، فهو يدافع عن قضايا الوطن ويناضل من أجلها ولا يجد من يناضل لأجل قضيته وإنصافه.