يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: «التاريخ زمان ومكان وناس، أما الزمان الذي مضى فلا يعود، وأما الناس الذين ماتوا فلا يرجعون، ولم يبق إلا المكان، فأمكنة الآثار هي أوعية التاريخ».
أسميتها «أيام الذكريات» لأن أيامها الجميلة تمثل بالنسبة لي «طوراً جميلاً من البناء والعطاء»، أيامها تمثل لكل ذرات مشاعري «دوحة مفعمة بالحب»، أيامها تمثل لي ذلك النهج التربوي الحصين الذي أنتج تجربة حياتية فريدة في محطة جميلة من حياتي، لقد كان لأنموذج «أيام الذكريات» الصدى الجميل في حياة كل من عانق أيامها وعايش لحظاتها، وسعد بلقيا أحبابه، وزرعت في كيانه أنبل الصفات، وتشربت نفسه أعطر الحكم، وانصقلت شخصيته بأرقى خصائص الأخلاق، فاختلط بالكبير والصغير، وإن لم يكن قد أعطى بصورة كبيرة، فإنه بلاشك قد سمع وتعلم وتربى على مائدة الخير، فتعلقت أحاسيسه بالهدف الأسمى الجميل الذي عاش من أجله ولايزال، فوضع «الفردوس الأعلى» غاية مراده، وفطم نفسه عن الشهوات والمغريات، وكلما زل أو حاد عن طريقه، جاءته أصداء نفسه المربية، وجاءه أحبابه ومحبوه، لينتشلوه من تلك الأوحال المظلمة، وتلك الزلة المريبة، ليعود من جديد يجوب طرقات الحكمة والعطاء، ليزرع الخير، ويقتبس نور الحكمة، ويجمل لسانه بأعطر الكلمات للآخرين، بحروف تضيء ألفاظها كالمصابيح، وعاش حياة مليئة بالحب، كلها ذكريات تقرع آذانه وتوجه طريقه كلما فتر أو احترق بنار المغريات، لأنه على يقين، بأن حب الله الأبدي، وحب «الأصحاب» أبطال الذكريات، هو الذي سينفعه في يوم لا ينفع فيه الندم، فهم من سيستظل معهم تحت ظل عرش الرحمن، وبعمله معهم، وبتربيته، وبتضحيته، وبسخائه، وبنبل أخلاقه، سيكون لها الوزن الكبير في موازينه.
لعل البعض يعتب علينا الاستغراق أحياناً في «أيام الذكريات» أو إعادة الحديث عن تلك المحبة الجميلة الرائعة التي كانت تغطي أيامها، ولكني أقرع أبوابها دائماً لأنها تمثل لي لحظات باسمات، ومحطات تعلمت فيها الكثير على عتبات النجاح والتميز، ولبست فيها ثوب السعادة والصفاء، حتى وإن ابتعدت خطوات الوفاء والمحبة بعد مرور السنوات، لكني على يقين بأن «أيام الذكريات» تظل بالنسبة لنا تمثل واحة متجددة للحياة، كلما تزلزلت حياتنا بفواجع الدهر.
إن لهيب الذكريات يعطيك فرصة إعادة الحسابات من جديد، وفي تجميع تلك النفوس الفريدة التي عايشتها في «ميدان التواصل» بلا استثناء، فلك مع كل شخصية قصة مغايرة، واحذر بأن تقصر يوماً في حق من اكتحلت عينك بمداده وتوجيهاته وقربه.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهما، «ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه». وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي». وقال عليه الصلاة والسلام: قال الله تعالى: «وجبت محبتي للمتحابين في..». كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن «رجلاً زار أخاً له في قرية فأرسل الله على طريقه ملكاً فقال له: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في الله. فقال له الملك: فهل لك عليه من نعمة تربها له «أي تردها»؟ فقال: لا، إلا أني أحبه في الله. فأوحى الله إلى الملك أن يقول له: أحبك الله».
فشكراً لك أستاذي المربي الحكيم، فقد تعلمت منك رقي الفكرة، وطيب العشرة، وهدوء الحوار، وفن الإقناع، وعالمية العطاء، وأن نتوثب سريعاً للخير حتى وإن تعددت الأخطاء. شكراً لك فأنت في القلب ذكرى جميلة، أتذكرها كلما مشيت في الركب، وشكراً لكم أحبابي الصغار، يا من أتحتم لي فرصة الإبداع والعطاء في عوالم التربية المتجددة، فتعلمت أن أتواصل مع أولياء أموركم، ممن يتمتعون بخبرات حياتية متعددة، رائعة ذكرياتي معكم في الصف المدرسي، في الساحة، في الرحلات المدرسية، في ابتسامة تتغلغل إلى قلوبنا قبل شفاهنا.
وشكراً لكم زملائي في ميدان الخير، تعلمت منهم وزرعت معهم الخير، نفضنا غبار الكسل، لنعطي ونتعلم ونربي، بنينا كل نجاح «بمحبة راسخة» تجمعنا بابتسامة وفكاهة ودعابة تنسي الآلام، كنا على يقين، بأن الفريق المتحاب المتآلف المتجانس، هو الذي ينجح في عمله، وإن الكبار، هم صمام الأمان في التربية، لأنهم مارسوها في بيوتهم بعيداً عن أطر النظريات الصاخبة، فهم سيكونون أداة فاعلة لتعديل السلوك.
وشكراً لكم إخواني الصغار أبطال الذكريات، فمحطتكم عامرة بالخير، عامرة بالمواقف الجميلة التي لا تنسى، كانت بالفعل فرصة مواتية للتعلم المتبادل، تجارب رائدة وثرية، أعطتنا خبرات فريدة في التعامل مع النفوس، واليوم تتجدد معهم الذكريات، في محطات حياتية أخرى، مهما أبعدتهم أحوال العيش بعد مرور السنوات، فستظل ذكراهم عالقة في جدران القلوب، وسيخفق القلب حباً في ذكراهم في مسير الحياة، شوقاً لأن نكون معهم ومع زملاء المسير في الفردوس، على سرر متقابلين، اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.
{{ article.visit_count }}
أسميتها «أيام الذكريات» لأن أيامها الجميلة تمثل بالنسبة لي «طوراً جميلاً من البناء والعطاء»، أيامها تمثل لكل ذرات مشاعري «دوحة مفعمة بالحب»، أيامها تمثل لي ذلك النهج التربوي الحصين الذي أنتج تجربة حياتية فريدة في محطة جميلة من حياتي، لقد كان لأنموذج «أيام الذكريات» الصدى الجميل في حياة كل من عانق أيامها وعايش لحظاتها، وسعد بلقيا أحبابه، وزرعت في كيانه أنبل الصفات، وتشربت نفسه أعطر الحكم، وانصقلت شخصيته بأرقى خصائص الأخلاق، فاختلط بالكبير والصغير، وإن لم يكن قد أعطى بصورة كبيرة، فإنه بلاشك قد سمع وتعلم وتربى على مائدة الخير، فتعلقت أحاسيسه بالهدف الأسمى الجميل الذي عاش من أجله ولايزال، فوضع «الفردوس الأعلى» غاية مراده، وفطم نفسه عن الشهوات والمغريات، وكلما زل أو حاد عن طريقه، جاءته أصداء نفسه المربية، وجاءه أحبابه ومحبوه، لينتشلوه من تلك الأوحال المظلمة، وتلك الزلة المريبة، ليعود من جديد يجوب طرقات الحكمة والعطاء، ليزرع الخير، ويقتبس نور الحكمة، ويجمل لسانه بأعطر الكلمات للآخرين، بحروف تضيء ألفاظها كالمصابيح، وعاش حياة مليئة بالحب، كلها ذكريات تقرع آذانه وتوجه طريقه كلما فتر أو احترق بنار المغريات، لأنه على يقين، بأن حب الله الأبدي، وحب «الأصحاب» أبطال الذكريات، هو الذي سينفعه في يوم لا ينفع فيه الندم، فهم من سيستظل معهم تحت ظل عرش الرحمن، وبعمله معهم، وبتربيته، وبتضحيته، وبسخائه، وبنبل أخلاقه، سيكون لها الوزن الكبير في موازينه.
لعل البعض يعتب علينا الاستغراق أحياناً في «أيام الذكريات» أو إعادة الحديث عن تلك المحبة الجميلة الرائعة التي كانت تغطي أيامها، ولكني أقرع أبوابها دائماً لأنها تمثل لي لحظات باسمات، ومحطات تعلمت فيها الكثير على عتبات النجاح والتميز، ولبست فيها ثوب السعادة والصفاء، حتى وإن ابتعدت خطوات الوفاء والمحبة بعد مرور السنوات، لكني على يقين بأن «أيام الذكريات» تظل بالنسبة لنا تمثل واحة متجددة للحياة، كلما تزلزلت حياتنا بفواجع الدهر.
إن لهيب الذكريات يعطيك فرصة إعادة الحسابات من جديد، وفي تجميع تلك النفوس الفريدة التي عايشتها في «ميدان التواصل» بلا استثناء، فلك مع كل شخصية قصة مغايرة، واحذر بأن تقصر يوماً في حق من اكتحلت عينك بمداده وتوجيهاته وقربه.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهما، «ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه». وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي». وقال عليه الصلاة والسلام: قال الله تعالى: «وجبت محبتي للمتحابين في..». كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن «رجلاً زار أخاً له في قرية فأرسل الله على طريقه ملكاً فقال له: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في الله. فقال له الملك: فهل لك عليه من نعمة تربها له «أي تردها»؟ فقال: لا، إلا أني أحبه في الله. فأوحى الله إلى الملك أن يقول له: أحبك الله».
فشكراً لك أستاذي المربي الحكيم، فقد تعلمت منك رقي الفكرة، وطيب العشرة، وهدوء الحوار، وفن الإقناع، وعالمية العطاء، وأن نتوثب سريعاً للخير حتى وإن تعددت الأخطاء. شكراً لك فأنت في القلب ذكرى جميلة، أتذكرها كلما مشيت في الركب، وشكراً لكم أحبابي الصغار، يا من أتحتم لي فرصة الإبداع والعطاء في عوالم التربية المتجددة، فتعلمت أن أتواصل مع أولياء أموركم، ممن يتمتعون بخبرات حياتية متعددة، رائعة ذكرياتي معكم في الصف المدرسي، في الساحة، في الرحلات المدرسية، في ابتسامة تتغلغل إلى قلوبنا قبل شفاهنا.
وشكراً لكم زملائي في ميدان الخير، تعلمت منهم وزرعت معهم الخير، نفضنا غبار الكسل، لنعطي ونتعلم ونربي، بنينا كل نجاح «بمحبة راسخة» تجمعنا بابتسامة وفكاهة ودعابة تنسي الآلام، كنا على يقين، بأن الفريق المتحاب المتآلف المتجانس، هو الذي ينجح في عمله، وإن الكبار، هم صمام الأمان في التربية، لأنهم مارسوها في بيوتهم بعيداً عن أطر النظريات الصاخبة، فهم سيكونون أداة فاعلة لتعديل السلوك.
وشكراً لكم إخواني الصغار أبطال الذكريات، فمحطتكم عامرة بالخير، عامرة بالمواقف الجميلة التي لا تنسى، كانت بالفعل فرصة مواتية للتعلم المتبادل، تجارب رائدة وثرية، أعطتنا خبرات فريدة في التعامل مع النفوس، واليوم تتجدد معهم الذكريات، في محطات حياتية أخرى، مهما أبعدتهم أحوال العيش بعد مرور السنوات، فستظل ذكراهم عالقة في جدران القلوب، وسيخفق القلب حباً في ذكراهم في مسير الحياة، شوقاً لأن نكون معهم ومع زملاء المسير في الفردوس، على سرر متقابلين، اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.