في مقدورنا أن نرد الصاع صاعين، وفي مقدورنا أن ندافع عن البحرين بكل قوة وبأس، فنحن شعب جبل على مواجهة الصعاب، ولن تستطيع أن تنال منا الرؤوس فكيف بالأذناب؟ وما هذه المجالس والمنظمات والتقارير التي تفرغت وصبت جامها على البحرين إلا أذناب تمهد لاحتلالنا بنفس الطريقة التي احتلت بها العراق، بتقارير كاذبة ومعارضة خائنة، والبحرين اليوم تمر بنفس المراحل، وإذا لم تتخذ الدولة موقفاً حازماً وواضحاً وتترك عنها سياسة الملاطفة، فإنها ستمضي على طريق العراق، وإننا هنا ولهذه اللحظة سنكتفي بالرد على هذه الهجمة الإعلامية والحقوقية على البحرين.
هنا لن نقول بل الأمم المتحدة تقول وسنبدأ ببريطانيا: «بسبب قوانين بريطانيا السرية لمكافحة الإرهاب وتشريعاتها التي تحد من حرية التعبير، واستخدام بعض مناطق خاضعة لها في المحيط الهندي لنقل واستجواب مشتبهين بالإرهاب لمصلحة الاستخبارات الأمريكية دون أسس قانونية، حيث أخليت إحدى جزر المحيط الهندي من سكانها قبيل تأجيرها للجيش الأمريكي».
كما ذكرت صحيفة «ذي غاريان» البريطانية 11 يناير 2013، أن لندن ستنفق حوالي 24.2 دولار لتدريب قوة شبه عسكرية إثيوبية متهمة بارتكاب انتهاكات حقوقية خطيرة، بينها عمليات اغتصاب، حيث استشهدت الصحيفة بوثيقة من وزارة التنمية الدولية البريطانية تكشف عن خطط هذا التدريب في منطقة أوغادين التي تقطنها عرقية صومالية، وأن هذه الوحدة تستهدف ضم جماعات متمردة مناهضة للحكومة في أديس أبابا، في الوقت الذي يموت فيه أطفال بريطانيا جوعاً، حيث ذكرت منظمة «أنقذوا الأطفال» البريطانية عن قلقها من ارتفاع عدد الأطفال الفقراء في بريطانيا الذي بلغ 3.5 مليون طفل في 2013، وقد يصل إلى 5 ملايين في 2020، هذا الشيء قليل، وهناك الشيء الكثير الذي لا تتسع الصفحات لعده وسرده.
أما بالنسبة لأمريكا؛ فقد أصدر ديوان مجلس الحكومة في الصين في فبراير 2014 تقريراً عن انتهاكات حقوق الإنسان في أمريكا، منها انتهاك خصوصية الأفراد «مشروع بريزم» الخاص بعمليات الرصد والتنصت طويلة المدى، كما نفذت عقوبة التعذيب باتباع نظام الحبس الانفرادي، حيث بلغ عدد السجناء منهم ثمانين ألف شخص، احتجز بعضهم لأكثر من 40 عاماً، كما ارتفع معدل البطالة إلى 21% وازدياد نسبة المشردين إلى 16%.
كما أشار التقرير إلى استخدام الولايات المتحدة للطائرات بدون طيار لشن غارات على مختلف دول العالم، حيث شنت 376 في عام 2013 في باكستان قتل فيها 926 مدنياً، أما ما يذكره الشعب الأمريكي الذي تعج سجونه، منهم حوالي 2600 حدث يقضون عقوبة السجن المؤبد دون إتاحة الإفراج المشروط، وأفادت التقارير بتعرضهم للعنف البدني والإيذاء الجنسي على يد النزلاء ومسؤولي السجون.
وحتى عام 2010 كانت أمريكا الأولى عالمياً من حيث عدد المساجين الذي بلغ 1.6 مليون، كما يعمل مئات الآلاف من الأطفال في المزارع الأمريكية، وقد تعرض منهم لإصابات مهنية قاتلة، طبعاً المكان لا يكفي للسرد بل المشاهدات اليومية لجرائم أمريكا في العالم لا تحتاج إلى تذكير، كما إن التقارير عن انتهاكات الحقوق للسود في أمريكا غنية وشاهد على العنصرية ضد البشرية، كما ذكر أن الولايات المتحدة لم تصدق أو تنضم إلى المعاهدات الدولية، ومنها معاهدة العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومعاهدة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وحقوق الطفل وحقوق المعوقين وغيرها من الاتفاقات الأساسية الأممية.
أما بالنسبة للأرجنتين التي صوتت مؤخراً ضد البحرين فسنذكر شيئاً عنها؛ فقد ذكر تقرير صادر عن مركز الدراسات والتكوين التابع لنقابة «اتحاد عمال الأرجنتين» أن عدد من يعانون الفقر في الأرجنتين يبلغ 7ملايين و681 شخصاً، وعلى الأرجنتين أن تداوي جراح شعبها قبل أن تدس أنفها في دولة خليجية لا تمت إليها لا بصلة جغرافية ولا تاريخية.
نقول هنا للدولة، لقد جربت سياسة الملاطفة مع هذه الدول والرد على هذه المنظمات، ولكن وطوال هذه السنوات لم تجدِ هذه السياسة نفعاً، بل زادت في الضرر حين تمادت هذه الدول ومنظماتها وتنتقل من مرحلة طلب الزيارات إلى مرحلة إقامة مكاتب دائمة لها في البحرين بدعوى مراقبة حقوق الإنسان.
هذا جزء يسير من انتهاكات حقوق الإنسان لدولتين، لأن الجزء الكبير يحتاج لتقارير ينفد منها الحبر والورق، إذ يجب على هاتين الدولتين وغيرهما من الدول التي تتدخل في شؤون البحرين أن تصلح حكمها وأن تعتني بشعوبها، أما وصايتهم على البحرين فهي مرفوضة رفضاً قاطعاً، لأن شعب البحرين لا يحب أن تكون دولته ترضخ لابتزازات ولا أن ترحب باستشارات ولا تريد تقنيات منظمات أجنبية ودول غربية تتفنن في قتل المسلمين بشتى أنواع الأسلحة، ثم تأتي إلينا لتمثل دور العابد والواعظ.