الندوة التي أقامها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع جمعية الصحافيين البحرينية الأسبوع الماضي في أبوظبي تحت عنوان «التعاون الإعلامي الإماراتي البحريني في ظل التحديات الراهنة في المنطقة العربية» وحضرها نحو ثلاثين إعلامياً وكاتباً من مختلف وسائل الإعلام في دول مجلس التعاون، هذه الندوة جاءت لتضع نقاطاً أهملت طويلاً على الحروف ولتكون مثالاً لتفعيل التعاون بين دول المجلس.
الندوة التي تناولت أهمية التعاون الإعلامي في مواجهة التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية ودور الإعلام الخاص في مواجهة الإعلام الخارجي المضاد، خرجت بالعديد من التوصيات المهمة أبرزها وضع استراتيجية شاملة لرصد نشاط الشبكات التي تعمل ضد مصلحة دول التعاون وتعقبها في الدول التي تنشط فيها ومواجهتها بالمعلومات ومقارعة حجتها بالحجة، ولكن بشرط ينبغي التأكيد عليه هو ألا يقتصر تنفيذ هذا الأمر على البعثات الدبلوماسية ووسائل الإعلام الرسمية التي لا يمكن أن تقف بمفردها في مواجهة التحالفات الخطيرة. وكذلك إنشاء مركز أبحاث يكون مقره في إحدى الدول الأجنبية بهدف توعية المجتمعات الغربية بمخاطر الجماعات المتشددة على الأمن الوطني لهذه الدول ومخاطبة الإعلام الغربي والمشاركة في الفعاليات الغربية التي تسهم في صناعة القرار وصياغة الرأي العام، وإنشاء علاقات الشراكة والتعاون مع المراكز الغربية المحايدة والتحالفات مع المؤسسات الإعلامية الرصينة لتكون حلقة وصل بين المنظمات المدنية الخليجية ونظيراتها الأوروبية والأمريكية، وتقديم المعلومة العلمية الرصينة عن واقع المجتمعات الخليجية، إضافة إلى توصية بتفعيل الدبلوماسية الشعبية من خلال تنظيم الوفود الشعبية للقيام بزيارات خارجية لدول ومنظمات حكومية وغير حكومية لعرض الواقع وإعطاء شرح حول التطورات على المستوى المحلي ووجهة النظر المحلية.
هذه التوصيات الثلاث التي أرى أنها الأهم والأبرز بين التوصيات التي تم إدراجها في البيان الختامي للندوة المغلقة التي شهدت نقاشات رصينة وطرحت فيها أسئلة كبيرة، تحتاج إلى وقفة وشيء من التفصيل كي لا تبقى مجرد مادة كلامية من دون مردود.
الأكيد أن «وضع استراتيجية شاملة لرصد نشاط الشبكات التي تعمل ضد مصلحة دول التعاون وتعقبها في الدول التي تنشط فيها» ليست من مهام الفريق الإعلامي المقترح تأسيسه، فهذه من مهام الأجهزة الأمنية والمخابرات بدول التعاون، ذلك أن مهمة الإعلاميين تنحصر في مواجهة تلك الشبكات بالمعلومات وكشف زيفها وفضح خططها والرد عليها وبيان الحقائق التي تؤدي إلى تغيير موقف المتلقي الذي تصله المعلومة حالياً من طرف واحد فقط تعود تقديمها له بعد تضخيمها والمبالغة فيها ومخاطبة عواطفه.
والأكيد أيضاً أن البعثات الدبلوماسية والملحقين الإعلاميين لا يتمكنون من القيام بمهمة الإعلام لأنهم رسميون ولأنهم يفتقدون للوقت الذي من دونه لا يستطيعون متابعة ما يجري في الساحة بدقة علاوة على أنهم في الغالب لا يمتلكون المعلومة الدقيقة ولا يحصلون على ما ينبغي أن يحصلوا عليه من الثقة التي من دونها لا يمكنهم إقناع المتلقي بما يقدمونه له من معلومات مهما كانت صادقة ودقيقة.
من هنا جاءت التوصية بأن توكل هذه المهمة إلى المعنيين الحقيقيين بها وهم الإعلاميون الذين برزت أهمية دورهم أكثر بسبب الأحداث، فهم الأكثر قدرة على تنفيذ هذه التوصيات والتي منها إنشاء مراكز أبحاث متخصصة في الغرب بهدف توعية تلك المجتمعات وتقديم المعلومة العلمية الرصينة عن واقع المجتمعات الخليجية. أما التوصية المتعلقة بتفعيل الدبلوماسية الشعبية فهي الخطوة الأكثر تقدماً والأكثر قدرة على محاصرة المعلومة غير الدقيقة التي تصل العالم وتحتويه.
أما الأكثر أهمية عند تفعيل هذه التوصيات الثلاث فهو التحرر من قيد العلاقات الشخصية والنظرة الضيقة ساعة تشكيل الفريق الإعلامي الذي سيكلف بالقيام بهذه المهام، فالفريق دون الكفاءة لا يمكنه أن يحقق أي مكسب وإن كان أكثر أناقة.
{{ article.visit_count }}
الندوة التي تناولت أهمية التعاون الإعلامي في مواجهة التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية ودور الإعلام الخاص في مواجهة الإعلام الخارجي المضاد، خرجت بالعديد من التوصيات المهمة أبرزها وضع استراتيجية شاملة لرصد نشاط الشبكات التي تعمل ضد مصلحة دول التعاون وتعقبها في الدول التي تنشط فيها ومواجهتها بالمعلومات ومقارعة حجتها بالحجة، ولكن بشرط ينبغي التأكيد عليه هو ألا يقتصر تنفيذ هذا الأمر على البعثات الدبلوماسية ووسائل الإعلام الرسمية التي لا يمكن أن تقف بمفردها في مواجهة التحالفات الخطيرة. وكذلك إنشاء مركز أبحاث يكون مقره في إحدى الدول الأجنبية بهدف توعية المجتمعات الغربية بمخاطر الجماعات المتشددة على الأمن الوطني لهذه الدول ومخاطبة الإعلام الغربي والمشاركة في الفعاليات الغربية التي تسهم في صناعة القرار وصياغة الرأي العام، وإنشاء علاقات الشراكة والتعاون مع المراكز الغربية المحايدة والتحالفات مع المؤسسات الإعلامية الرصينة لتكون حلقة وصل بين المنظمات المدنية الخليجية ونظيراتها الأوروبية والأمريكية، وتقديم المعلومة العلمية الرصينة عن واقع المجتمعات الخليجية، إضافة إلى توصية بتفعيل الدبلوماسية الشعبية من خلال تنظيم الوفود الشعبية للقيام بزيارات خارجية لدول ومنظمات حكومية وغير حكومية لعرض الواقع وإعطاء شرح حول التطورات على المستوى المحلي ووجهة النظر المحلية.
هذه التوصيات الثلاث التي أرى أنها الأهم والأبرز بين التوصيات التي تم إدراجها في البيان الختامي للندوة المغلقة التي شهدت نقاشات رصينة وطرحت فيها أسئلة كبيرة، تحتاج إلى وقفة وشيء من التفصيل كي لا تبقى مجرد مادة كلامية من دون مردود.
الأكيد أن «وضع استراتيجية شاملة لرصد نشاط الشبكات التي تعمل ضد مصلحة دول التعاون وتعقبها في الدول التي تنشط فيها» ليست من مهام الفريق الإعلامي المقترح تأسيسه، فهذه من مهام الأجهزة الأمنية والمخابرات بدول التعاون، ذلك أن مهمة الإعلاميين تنحصر في مواجهة تلك الشبكات بالمعلومات وكشف زيفها وفضح خططها والرد عليها وبيان الحقائق التي تؤدي إلى تغيير موقف المتلقي الذي تصله المعلومة حالياً من طرف واحد فقط تعود تقديمها له بعد تضخيمها والمبالغة فيها ومخاطبة عواطفه.
والأكيد أيضاً أن البعثات الدبلوماسية والملحقين الإعلاميين لا يتمكنون من القيام بمهمة الإعلام لأنهم رسميون ولأنهم يفتقدون للوقت الذي من دونه لا يستطيعون متابعة ما يجري في الساحة بدقة علاوة على أنهم في الغالب لا يمتلكون المعلومة الدقيقة ولا يحصلون على ما ينبغي أن يحصلوا عليه من الثقة التي من دونها لا يمكنهم إقناع المتلقي بما يقدمونه له من معلومات مهما كانت صادقة ودقيقة.
من هنا جاءت التوصية بأن توكل هذه المهمة إلى المعنيين الحقيقيين بها وهم الإعلاميون الذين برزت أهمية دورهم أكثر بسبب الأحداث، فهم الأكثر قدرة على تنفيذ هذه التوصيات والتي منها إنشاء مراكز أبحاث متخصصة في الغرب بهدف توعية تلك المجتمعات وتقديم المعلومة العلمية الرصينة عن واقع المجتمعات الخليجية. أما التوصية المتعلقة بتفعيل الدبلوماسية الشعبية فهي الخطوة الأكثر تقدماً والأكثر قدرة على محاصرة المعلومة غير الدقيقة التي تصل العالم وتحتويه.
أما الأكثر أهمية عند تفعيل هذه التوصيات الثلاث فهو التحرر من قيد العلاقات الشخصية والنظرة الضيقة ساعة تشكيل الفريق الإعلامي الذي سيكلف بالقيام بهذه المهام، فالفريق دون الكفاءة لا يمكنه أن يحقق أي مكسب وإن كان أكثر أناقة.