هذه هي الصناعة الجديدة اليوم في البحرين حيث يسعى البعض المحسوب على «المعارضة» إلى التميز وإظهار أنفسهم على أنهم أبطال ويستحقون أن يشار إليهم بالبنان وتسجل أسماؤهم في سجل البطولات على أمل أن يدون التاريخ هذه الفترة من أيام البحرين!
هذا يسب ويشتم عبر الفضائيات الموكل إليها مهمة الدعم الإعلامي بطريقة مقززة ومستفزة لعله يفوز بصفة بطل وتصنف أقواله على أنها جريئة يستحق عليها ما يشاء من ألقاب، وتصنف هي «الفضائية» على أنها بطلة ووقفت وقفة «رجال» في فترة مهمة من التاريخ، وذاك يطلق التغريدات النارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليقال عنه إنه جريء وإنه حقق بطولات يستحق معها نقش اسمه في سجل الأبطال! بينما يرمي الثالث نفسه وسط السيارات المسرعة في شوارع «الهايوي» ليختطفها ويشعل النيران في إطارات السيارات على أمل أن يقال عنه إنه بطل أو يقال عنه إنه شهيد لو أنه فقد حياته في تلك العملية من عمليات «أبطال الميادين».
كل الذي يحدث حالياً في الشارع من عمليات المراد منه الحصول على إعجاب الناس و«النياشين». هذا يغامر بحياته فقط كي يقال إنه بطل، وذاك يعمل بشكل مكشوف كي تتحقق أمنيته فيتم اعتقاله ليقال إنه بطل، والثالث لا يتردد عن الإعلان بأنه يتمنى الشهادة لا لشيء إلا ليقال إنه بطل. هذا وذاك وأولئك يعرفون أنهم كمن يضع أصابعه في الكهرباء ولكن لأنه يخشى ألا «يتشوط» لذا فإنه يعمد إلى وضع يديه فيها وهما مبللتان بالماء! غير منتبهين إلى أن هذا انتحار وأن الانتحار ليس بطولة وليس من أخلاق «الفتوات».
بضاعة جديدة صالحة للتجارة تدفع البعض الذي يعاني من عقدة النقص إلى إلقاء نفسه ومستقبل من يعز عليه في التهلكة. ترى ما الذي يدفع هذا إلى إرسال ابنه الذي لم يصل بعد سن التكليف إلى الصلاة في مكان يعلم ويرى أنه يوجد قرار بمنع الصلاة فيه لسبب أو لآخر غير أنه يريد أن يحقق بطولة ولو على حساب ابنه القاصر؟ وما الذي يدفع ذاك إلى إرسال ابنه الذي لايزال دون معرفة «أساسات النظافة الشخصية» للمشاركة في مظاهرة لا يعرف حتى معنى الشعارات المرفوعة فيها رغم علمه بأنها ستواجه بقوة من رجال الأمن لأنها غير مرخصة ولأنها ترفع شعارات مسيئة؟
لا تفسير لكل هذا وغيره من سلوكيات غريبة على مجتمعنا المسالم سوى البحث عن بطولات زائفة والظهور بمظهر الفتوات ليقال عن هذا ما يحب أن يقال عنه وتسبغ عليه ما يتمنى من ألقاب، وليقال عن ذاك مثل ما يقال عن سابقه ولكن بتفاصيل أكثر، فليس أفضل من هذه الفرصة للحصول على مثل تلك الألقاب والنياشين.
أحدهم نبه إلى ممارسة تصب في نفس الاتجاه، قال إنه لاحظ أن الأسماء التي تشارك في الندوات التي تقيمها الجمعيات السياسية وغيرها المحسوبة على المعارضة لا تتغير، فمنذ بداية الأحداث قبل ثلاث سنوات لم تتغير تلك الوجوه وأنها تتوفر في كل فعالية وفضائية وكأن هذا الأمر حكر عليها «يبدو أن هذا صحيح، فالمشاركون من الجمعية الفلانية والعلانية في أي ندوة أو مقابلة معروفون، والذين يتم تصويرهم في مقدمة المظاهرات لا يتغيرون» وهذا يعني أن هناك صراعاً للظفر بتلك الألقاب عبر الظهور المستمر والتميز وعمل اللافت لتدوين الأسماء في سجل «المناضلين الأبطال» الذين «قدموا أرواحهم فداء للقضية».
الممثل المصري المعروف توفيق الدقن اشتهر بالعديد من الأقوال التي لاتزال تجري على الألسن، لعل أبرزها قوله في أحد الأفلام «هو جرى أيه للدنيا.. الناس كلها باتت فتوات؟.. أمال مين اللي حينضرب؟!».
هذا يسب ويشتم عبر الفضائيات الموكل إليها مهمة الدعم الإعلامي بطريقة مقززة ومستفزة لعله يفوز بصفة بطل وتصنف أقواله على أنها جريئة يستحق عليها ما يشاء من ألقاب، وتصنف هي «الفضائية» على أنها بطلة ووقفت وقفة «رجال» في فترة مهمة من التاريخ، وذاك يطلق التغريدات النارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليقال عنه إنه جريء وإنه حقق بطولات يستحق معها نقش اسمه في سجل الأبطال! بينما يرمي الثالث نفسه وسط السيارات المسرعة في شوارع «الهايوي» ليختطفها ويشعل النيران في إطارات السيارات على أمل أن يقال عنه إنه بطل أو يقال عنه إنه شهيد لو أنه فقد حياته في تلك العملية من عمليات «أبطال الميادين».
كل الذي يحدث حالياً في الشارع من عمليات المراد منه الحصول على إعجاب الناس و«النياشين». هذا يغامر بحياته فقط كي يقال إنه بطل، وذاك يعمل بشكل مكشوف كي تتحقق أمنيته فيتم اعتقاله ليقال إنه بطل، والثالث لا يتردد عن الإعلان بأنه يتمنى الشهادة لا لشيء إلا ليقال إنه بطل. هذا وذاك وأولئك يعرفون أنهم كمن يضع أصابعه في الكهرباء ولكن لأنه يخشى ألا «يتشوط» لذا فإنه يعمد إلى وضع يديه فيها وهما مبللتان بالماء! غير منتبهين إلى أن هذا انتحار وأن الانتحار ليس بطولة وليس من أخلاق «الفتوات».
بضاعة جديدة صالحة للتجارة تدفع البعض الذي يعاني من عقدة النقص إلى إلقاء نفسه ومستقبل من يعز عليه في التهلكة. ترى ما الذي يدفع هذا إلى إرسال ابنه الذي لم يصل بعد سن التكليف إلى الصلاة في مكان يعلم ويرى أنه يوجد قرار بمنع الصلاة فيه لسبب أو لآخر غير أنه يريد أن يحقق بطولة ولو على حساب ابنه القاصر؟ وما الذي يدفع ذاك إلى إرسال ابنه الذي لايزال دون معرفة «أساسات النظافة الشخصية» للمشاركة في مظاهرة لا يعرف حتى معنى الشعارات المرفوعة فيها رغم علمه بأنها ستواجه بقوة من رجال الأمن لأنها غير مرخصة ولأنها ترفع شعارات مسيئة؟
لا تفسير لكل هذا وغيره من سلوكيات غريبة على مجتمعنا المسالم سوى البحث عن بطولات زائفة والظهور بمظهر الفتوات ليقال عن هذا ما يحب أن يقال عنه وتسبغ عليه ما يتمنى من ألقاب، وليقال عن ذاك مثل ما يقال عن سابقه ولكن بتفاصيل أكثر، فليس أفضل من هذه الفرصة للحصول على مثل تلك الألقاب والنياشين.
أحدهم نبه إلى ممارسة تصب في نفس الاتجاه، قال إنه لاحظ أن الأسماء التي تشارك في الندوات التي تقيمها الجمعيات السياسية وغيرها المحسوبة على المعارضة لا تتغير، فمنذ بداية الأحداث قبل ثلاث سنوات لم تتغير تلك الوجوه وأنها تتوفر في كل فعالية وفضائية وكأن هذا الأمر حكر عليها «يبدو أن هذا صحيح، فالمشاركون من الجمعية الفلانية والعلانية في أي ندوة أو مقابلة معروفون، والذين يتم تصويرهم في مقدمة المظاهرات لا يتغيرون» وهذا يعني أن هناك صراعاً للظفر بتلك الألقاب عبر الظهور المستمر والتميز وعمل اللافت لتدوين الأسماء في سجل «المناضلين الأبطال» الذين «قدموا أرواحهم فداء للقضية».
الممثل المصري المعروف توفيق الدقن اشتهر بالعديد من الأقوال التي لاتزال تجري على الألسن، لعل أبرزها قوله في أحد الأفلام «هو جرى أيه للدنيا.. الناس كلها باتت فتوات؟.. أمال مين اللي حينضرب؟!».