لم نكن نتوقع أن تأتي امرأة في جنازة الشهيد -بإذن الله- شرطي الواجب لتقول للمسؤولين ما يقوله أغلب أهل البحرين اليوم، أو أنه هو كلامهم في المجالس، وهو كلامهم في التواصل الاجتماعي، امرأة قالت مالم يقله بعض الرجال، ويجب أن يسمعه بإذن صاغية كل من يحب هذا الوطن.
نعم كانت المرأة في انفعال الموقف والكلام ربما يصدم البعض، إلا أن أغلبه صحيح وصريح، وهو ما بخاطر أهل البحرين الذين يحبون وطنهم، وهم اليوم مجروحون في كرامتهم، والجرح من الدولة قبل أن يكون من الخائن.
انتشر فيديو المرأة التي تحدثت في المقبرة بشكل كبير، حرقتها على وطنها ورجال الأمن الذين يتم التضحية بهم كانت في مكانها، بل أن كلامها ربما أبكى البعض على حالنا، ولا نعرف إلى متى تتفرج الدولة على ما يحدث.
قتل رجال الأمن إنما هو تضييع لهيبة الأمن في البحرين وتضييع لهيبة الدولة وكرامة المواطنين، فمن يقتل رجال الأمن لم يأتِ من خارج البلاد، إنما هو من الداخل، وغدر الداخل أشد مرارة.
غصة تضييع الأمن والسكوت على الإرهاب في حلق كل مواطن، هناك احتقان شديد، وهناك امتعاض شديد جداً من السكوت على الإرهاب والتسليم له وانتظاره ليضرب ويقتل، ومن بعدها تتحرك الدولة في إجراءات تخديرية وقتية، لا تقضي على الإرهاب ولا تفكك الخلايا الإرهابية.
يلوح لي سؤال هنا؛ هل الديمقراطية وحقوق الإنسان أثرت على العمل الاستخباراتي لأجهزة الأمن؟
هل نضحي بالأمن من أجل (وهم حقوق الإنسان الذي يتخذه الغرب لغزو الدول من الداخل وإركاعها)؟ هل نضحي بأمن البحرين من أجل أن نرضي أوباما أو الاتحاد الأوروبي أو بان كي مون؟ مع احترامي للأسماء والشخصيات، هؤلاء لن يجلبوا لنا الأمن، هؤلاء إنما يطبقون مشروع تفتيت المفتت، وغرس خنجر في خاصرة السعودية الشرقية من خلال البحرين.
خرج من يسمي نفسه أمين الوفاق جمعية رعاية الإرهاب ليقولها علانية صراحة: «إن الحوار ليس بديلاً للثورة»، فأي تبجح أكبر من هذا؟
أليس هذا هو الذي يقتل الحوار بخطاباته وبتمجيد الإرهاب، ودعمه وتغطيته له؟
هل مع هؤلاء حوار يا دولة، ويا جمعيات وطنية؟
ألم يسمع تجمع الفاتح هذه التصريحات، والله إن تصريحات ومواقف ومرئيات تجمع الفاتح كانت «مهزلة حقيقية» تعبر عن شخوص، وربما تنسيق مع أطراف تغدر بالبحرين، وإلا فكيف تلاقت توصيات الطرفين الفاتح بالوفاق وأتباعها الصغار؟
هناك ألم وغصة بسبب مواقف تجمع الفاتح والذين لا يعبرون عن الشارع، إنما عن أفكار أشخاص فشلوا فشلاً ذريعاً في العمل السياسي سابقاً، واليوم وجدوا موجة ليركبوها.
للأسف وضعت الدولة نفسها في هذا الموقف؛ إرهاب وقتل، وهي التي تريد أن تجلس مع الإرهابي وتعقد صفقات معه على حساب الوطن وأهل البحرين، هذا مؤسف ومخجل، هذا يجعل الدولة في الموقف الأضعف، رغم أن الانقلابيين في أسوأ حالاتهم وانهزامهم، فلماذا تضعون أنفسكم في هذا الموقف؟
الرجل الفاضل وزير العدل قال أمس تعليقاً على تصريحات أمين الوفاق «ليس بديلاً للثورة» حيث رد الوزير: «إن جميع خيارات الدولة مفتوحة». ولتسمح لنا الدولة؛ خيارات الإرهاب هي المفتوحة وتضرب حيث تريد والدولة عاجزة عن محاربة الإرهاب، لذلك جاء من يقول لكم الحوار ليس بديلاً للثورة، وهذا الكلام يجب أن ينسف طاولة الحوار إن كانت للدولة كرامة.
أي خيارات مفتوحة يا سعادة الوزير؟
كرامة البحرين وأهل البحرين على المحك، وأنتم تقولون جميع الخيارات مفتوحة، كلام لا يقدم ولا يؤخر مع احترامي وتقديري.
الرجل الفاضل وزير الداخلية قال أمس: «ماضون لوأد الإرهاب»، وإن كانت الدولة ماضية في وأد الإرهاب فإن رؤوس الإرهاب والفتنة هي أول من يجب وأدها، ومن يفتي بقتل رجال الأمن هو أول من يطبق عليه القانون.
ثلاث سنوات من الإرهاب المنظم في دولة صغيرة الحجم وعدد سكان صغير وأماكن الإرهاب معروفة، والدولة لم تستطع أن تحاصر الإرهاب، ولم تستطع أن تقطع أيادي الإرهاب، بل أن الإرهابيين هم الذين يضربون متى أرادوا.
أليس هذا مؤلم لنا جميعاً؟ هل هناك تقصير في العمل الاستخباراتي؟ أليس هذا ما يقوله المواطن؟ حيث يقول الناس إن هناك تقصيراً في العمل الاستخباراتي والعمل الاستباقي، وبالتالي يستطيع الإرهاب أن يضرب ويقتل والجميع يتفرج.
نقولها للدولة ولأصحاب القرار؛ إذا أردتم أن تأتيكم الوفاق «حبواً» فقط اقطعوا رأس الإرهاب، ودمروا كل من يريد تدمير البحرين، عندها سيأتونكم حبواً يريدون الحل والصلح ويريدون أي شيء. لكن الدولة حتى الساعة لم تدرك اللعبة السياسية التي تقوم على إخضاع الدولة بالإرهاب، وبالتالي أصبحت كل تنازلات الدولة المتتالية على خلفية إسكات الإرهاب، وهذا خطأ لا يغتفر في سياسات الدول.
وهذه السياسة أيضاً على الجانب الآخر تنبئ بخروج تطرف آخر، وإرهاب آخر مادامت الدولة لا تعطي التنازلات إلا هكذا..!
الذين تخطبون ودهم بالحوار هم اليوم يقولون لكم (الحوار ليس بديلاً عن الثورة) والقصد هو الإرهاب، فعلى ماذا تتحاورون؟ وعلى أي طاولة تجلسون؟
حتى إدانة الإرهاب والقتل والتحريض لم تضعه الدولة كشرط لبدء الحوار، فأي هوان هذا؟
أقطعوا رأس وأيادي الإرهاب، وجففوا المنابع، وسيأتونكم حبواً، هذه ألف باء السياسة..!
{{ article.visit_count }}
نعم كانت المرأة في انفعال الموقف والكلام ربما يصدم البعض، إلا أن أغلبه صحيح وصريح، وهو ما بخاطر أهل البحرين الذين يحبون وطنهم، وهم اليوم مجروحون في كرامتهم، والجرح من الدولة قبل أن يكون من الخائن.
انتشر فيديو المرأة التي تحدثت في المقبرة بشكل كبير، حرقتها على وطنها ورجال الأمن الذين يتم التضحية بهم كانت في مكانها، بل أن كلامها ربما أبكى البعض على حالنا، ولا نعرف إلى متى تتفرج الدولة على ما يحدث.
قتل رجال الأمن إنما هو تضييع لهيبة الأمن في البحرين وتضييع لهيبة الدولة وكرامة المواطنين، فمن يقتل رجال الأمن لم يأتِ من خارج البلاد، إنما هو من الداخل، وغدر الداخل أشد مرارة.
غصة تضييع الأمن والسكوت على الإرهاب في حلق كل مواطن، هناك احتقان شديد، وهناك امتعاض شديد جداً من السكوت على الإرهاب والتسليم له وانتظاره ليضرب ويقتل، ومن بعدها تتحرك الدولة في إجراءات تخديرية وقتية، لا تقضي على الإرهاب ولا تفكك الخلايا الإرهابية.
يلوح لي سؤال هنا؛ هل الديمقراطية وحقوق الإنسان أثرت على العمل الاستخباراتي لأجهزة الأمن؟
هل نضحي بالأمن من أجل (وهم حقوق الإنسان الذي يتخذه الغرب لغزو الدول من الداخل وإركاعها)؟ هل نضحي بأمن البحرين من أجل أن نرضي أوباما أو الاتحاد الأوروبي أو بان كي مون؟ مع احترامي للأسماء والشخصيات، هؤلاء لن يجلبوا لنا الأمن، هؤلاء إنما يطبقون مشروع تفتيت المفتت، وغرس خنجر في خاصرة السعودية الشرقية من خلال البحرين.
خرج من يسمي نفسه أمين الوفاق جمعية رعاية الإرهاب ليقولها علانية صراحة: «إن الحوار ليس بديلاً للثورة»، فأي تبجح أكبر من هذا؟
أليس هذا هو الذي يقتل الحوار بخطاباته وبتمجيد الإرهاب، ودعمه وتغطيته له؟
هل مع هؤلاء حوار يا دولة، ويا جمعيات وطنية؟
ألم يسمع تجمع الفاتح هذه التصريحات، والله إن تصريحات ومواقف ومرئيات تجمع الفاتح كانت «مهزلة حقيقية» تعبر عن شخوص، وربما تنسيق مع أطراف تغدر بالبحرين، وإلا فكيف تلاقت توصيات الطرفين الفاتح بالوفاق وأتباعها الصغار؟
هناك ألم وغصة بسبب مواقف تجمع الفاتح والذين لا يعبرون عن الشارع، إنما عن أفكار أشخاص فشلوا فشلاً ذريعاً في العمل السياسي سابقاً، واليوم وجدوا موجة ليركبوها.
للأسف وضعت الدولة نفسها في هذا الموقف؛ إرهاب وقتل، وهي التي تريد أن تجلس مع الإرهابي وتعقد صفقات معه على حساب الوطن وأهل البحرين، هذا مؤسف ومخجل، هذا يجعل الدولة في الموقف الأضعف، رغم أن الانقلابيين في أسوأ حالاتهم وانهزامهم، فلماذا تضعون أنفسكم في هذا الموقف؟
الرجل الفاضل وزير العدل قال أمس تعليقاً على تصريحات أمين الوفاق «ليس بديلاً للثورة» حيث رد الوزير: «إن جميع خيارات الدولة مفتوحة». ولتسمح لنا الدولة؛ خيارات الإرهاب هي المفتوحة وتضرب حيث تريد والدولة عاجزة عن محاربة الإرهاب، لذلك جاء من يقول لكم الحوار ليس بديلاً للثورة، وهذا الكلام يجب أن ينسف طاولة الحوار إن كانت للدولة كرامة.
أي خيارات مفتوحة يا سعادة الوزير؟
كرامة البحرين وأهل البحرين على المحك، وأنتم تقولون جميع الخيارات مفتوحة، كلام لا يقدم ولا يؤخر مع احترامي وتقديري.
الرجل الفاضل وزير الداخلية قال أمس: «ماضون لوأد الإرهاب»، وإن كانت الدولة ماضية في وأد الإرهاب فإن رؤوس الإرهاب والفتنة هي أول من يجب وأدها، ومن يفتي بقتل رجال الأمن هو أول من يطبق عليه القانون.
ثلاث سنوات من الإرهاب المنظم في دولة صغيرة الحجم وعدد سكان صغير وأماكن الإرهاب معروفة، والدولة لم تستطع أن تحاصر الإرهاب، ولم تستطع أن تقطع أيادي الإرهاب، بل أن الإرهابيين هم الذين يضربون متى أرادوا.
أليس هذا مؤلم لنا جميعاً؟ هل هناك تقصير في العمل الاستخباراتي؟ أليس هذا ما يقوله المواطن؟ حيث يقول الناس إن هناك تقصيراً في العمل الاستخباراتي والعمل الاستباقي، وبالتالي يستطيع الإرهاب أن يضرب ويقتل والجميع يتفرج.
نقولها للدولة ولأصحاب القرار؛ إذا أردتم أن تأتيكم الوفاق «حبواً» فقط اقطعوا رأس الإرهاب، ودمروا كل من يريد تدمير البحرين، عندها سيأتونكم حبواً يريدون الحل والصلح ويريدون أي شيء. لكن الدولة حتى الساعة لم تدرك اللعبة السياسية التي تقوم على إخضاع الدولة بالإرهاب، وبالتالي أصبحت كل تنازلات الدولة المتتالية على خلفية إسكات الإرهاب، وهذا خطأ لا يغتفر في سياسات الدول.
وهذه السياسة أيضاً على الجانب الآخر تنبئ بخروج تطرف آخر، وإرهاب آخر مادامت الدولة لا تعطي التنازلات إلا هكذا..!
الذين تخطبون ودهم بالحوار هم اليوم يقولون لكم (الحوار ليس بديلاً عن الثورة) والقصد هو الإرهاب، فعلى ماذا تتحاورون؟ وعلى أي طاولة تجلسون؟
حتى إدانة الإرهاب والقتل والتحريض لم تضعه الدولة كشرط لبدء الحوار، فأي هوان هذا؟
أقطعوا رأس وأيادي الإرهاب، وجففوا المنابع، وسيأتونكم حبواً، هذه ألف باء السياسة..!