ما قاله العلوي وزير الخارجية العماني ليس بجديد على الموقف العماني، قيل صراحة في القمة السابقة لكنه قيل داخل غرف كانت مغلقة لكنها لم تعد كذلك، إذ تسرب خبر الموقف العماني للاتحاد منذ العام الماضي.
عموماً الموقف العماني هو موقف انسحابي منذ زمن، فعمان أدارت ظهرها للمجلس منذ سنوات حيث كانت تحضر كل اجتماعات القمة وتبقى صامتة فيه وكثيراً ما خفضت مستوى حضورها، وفي الآونة الأخيرة السلطان يحضر قمة ولا يحضر الأخرى، حتى حضور العمانيين لاجتماعات اللجان كان يشهد ذات السياسة العمانية الصامتة، إلى أن اختفى العماني من رادار العمل الخليجي المشترك ولم يبقَ له من حضور إلا في دورة كأس الخليج، فإن كانت هناك فائدة لعمان أخذتها وهي صامتة، وإن تطلب الأمر قراراً خليجياً مشتركاً فلن تجد له صدى عمانياً.
إنما نختلف مع السيد العلوي في مبررات انسحاب عمان، وفي هذه لم يكن صريحاً كعادته!!
عمان تعلم كما نحن نعلم أن قرار انسحابها قائم على أرض الواقع منذ فترة وليس جديداً وقبل إعلان خادم الحرمين الشريفين عن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، الجديد هو أنها اضطرت إلى الإعلان عنه حين جاء استحقاق الاتحاد الذي قد يفرض عليها إعادة حساباتها مع التحالفات التي عقدتها، فإما خيار التحالف مع المحور الشرقي أو المحور الغربي، فاختارت أن تأمن لإيران وتدير ظهرها لعمقها الخليجي.. هي حرة.. إنما لا علاقة بقرار الانسحاب بالسبب الذي ذكره العلوي وهو أن الاتحاد سيكون بؤرة إدارة صراعات إقليمية؟
مع احترامنا للسيد العلوي لكنه يعرف أكثر منا أن دول مجلس التعاون أبعد ما تكون عن خيارات المواجهة والصراع، ولم تكن أبداً تملك مخالب إدارة للصراعات، فهي رغم تعرضها للعديد من التحديات الخطيرة التي هدد بعضها كيانها ولثلاثة عقود مضت من الدولة التي تتحالف معها عمان، إلا أنها لم يبرز لها مخلب واحد ترد به تلك الاعتداءات، ورغم كل ما تمتلكه من إمكانات ومن أوراق تستطيع أن تضغط بها على إيران تحديداً لم تستخدم أياً منها، دائماً ما ردت على التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية أنها تطلب السلامة وتطلب الأمن وتطلب الاستقرار، واعتمدت سابقاً على تحالفات واتفاقات لحماية أمنها، وهذا ما جعل الكل يتطاول عليها ويعدها دولاً هشة قابلة للسقوط، اليوم حين فكرت بالاعتماد على نفسها أصبحت من وجهة نظر عمان مؤججة للصراعات؟!!
نتمنى أن تمدوا دائرة المصارحة ومثلما أعلنتم صراحة عن قراركم بالانسحاب إن قام الاتحاد، أن تعلنوا عن الأسباب الحقيقية التي دفعتكم لهذا القرار.
أما الاتحاد فقد أصبح بالنسبة لدول الخليج نكون أو لا نكون، فماذا بعد تحالف أمريكي أوروبي إيراني؟ ماذا بعد انعقاد مؤتمر 5+1 بدون دول الخليج؟ ماذا بعد جنيف 2 تحضره إيران؟
قيام الاتحاد أصبح فرضاً واجباً على القيادات الخليجية وإلا واجهت شعوبها التي ستحاسبها قبل أن تواجه مخاطر خارجية.
دول الخليج تمتلك أكبر قوة اقتصادية في العالم وبها مقومات تفوق كل التكتلات والاتحادات وبإمكانها أن تفرض مصالحها على الآخرين لو أنها تحركت ككتلة واحدة.
كما إن ما تملكه من مقومات مشتركة يجعل خيار صمودها واستمرارها سهلاً، مما يؤهلها لأن تكون قبلة للآخرين، ومثلما ترددت دول أوروبية في الانضمام للاتحاد الأوروبي ثم عادت وطلبت الانضمام وكان عليها أن تنتظر في الطابور لحين التأكد من انطباق المواصفات والشروط عليها حتى يقبلها الاتحاد، بإمكان دول الخليج أن تشكل ذات القوة وتضع مستقبلاً ذات الشروط.
عمان دولة مستقلة لها سيادتها وتحدد مصالحها وفق ما تريد وترغب ولا أحد يستطيع أن يجبرها على تحديد خياراتها، هي ترى أن تحالفاً إيرانياً بريطانياً هندياً يناسبها ويناسب احتياجاتها كدولة مطلة على المحيط الهندي، ويعد من وجهة نظرها أكثر ضماناً لأمنها من اتحادها مع دول الخليج فليكن ذلك.. تبقى عمان عربية خليجية جارة وشقيقة، يبقى الشعب العماني شعباً خليجياً باتحاد وبدون اتحاد.
ختاماً نشكر وزير الخارجية العماني اليوم لصراحته فنحن بحاجة إلى نستمع إلى ذات الصراحة من بقية دول الخليج عن العائق الذي يعطل قيام الاتحاد، فلم تعد الشعوب تصدق عبارة «الأمر خاضع للدراسة والتاني» وغيرها من عبارات أصبح المواطن الخليجي يتندر بها.
عموماً الموقف العماني هو موقف انسحابي منذ زمن، فعمان أدارت ظهرها للمجلس منذ سنوات حيث كانت تحضر كل اجتماعات القمة وتبقى صامتة فيه وكثيراً ما خفضت مستوى حضورها، وفي الآونة الأخيرة السلطان يحضر قمة ولا يحضر الأخرى، حتى حضور العمانيين لاجتماعات اللجان كان يشهد ذات السياسة العمانية الصامتة، إلى أن اختفى العماني من رادار العمل الخليجي المشترك ولم يبقَ له من حضور إلا في دورة كأس الخليج، فإن كانت هناك فائدة لعمان أخذتها وهي صامتة، وإن تطلب الأمر قراراً خليجياً مشتركاً فلن تجد له صدى عمانياً.
إنما نختلف مع السيد العلوي في مبررات انسحاب عمان، وفي هذه لم يكن صريحاً كعادته!!
عمان تعلم كما نحن نعلم أن قرار انسحابها قائم على أرض الواقع منذ فترة وليس جديداً وقبل إعلان خادم الحرمين الشريفين عن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، الجديد هو أنها اضطرت إلى الإعلان عنه حين جاء استحقاق الاتحاد الذي قد يفرض عليها إعادة حساباتها مع التحالفات التي عقدتها، فإما خيار التحالف مع المحور الشرقي أو المحور الغربي، فاختارت أن تأمن لإيران وتدير ظهرها لعمقها الخليجي.. هي حرة.. إنما لا علاقة بقرار الانسحاب بالسبب الذي ذكره العلوي وهو أن الاتحاد سيكون بؤرة إدارة صراعات إقليمية؟
مع احترامنا للسيد العلوي لكنه يعرف أكثر منا أن دول مجلس التعاون أبعد ما تكون عن خيارات المواجهة والصراع، ولم تكن أبداً تملك مخالب إدارة للصراعات، فهي رغم تعرضها للعديد من التحديات الخطيرة التي هدد بعضها كيانها ولثلاثة عقود مضت من الدولة التي تتحالف معها عمان، إلا أنها لم يبرز لها مخلب واحد ترد به تلك الاعتداءات، ورغم كل ما تمتلكه من إمكانات ومن أوراق تستطيع أن تضغط بها على إيران تحديداً لم تستخدم أياً منها، دائماً ما ردت على التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية أنها تطلب السلامة وتطلب الأمن وتطلب الاستقرار، واعتمدت سابقاً على تحالفات واتفاقات لحماية أمنها، وهذا ما جعل الكل يتطاول عليها ويعدها دولاً هشة قابلة للسقوط، اليوم حين فكرت بالاعتماد على نفسها أصبحت من وجهة نظر عمان مؤججة للصراعات؟!!
نتمنى أن تمدوا دائرة المصارحة ومثلما أعلنتم صراحة عن قراركم بالانسحاب إن قام الاتحاد، أن تعلنوا عن الأسباب الحقيقية التي دفعتكم لهذا القرار.
أما الاتحاد فقد أصبح بالنسبة لدول الخليج نكون أو لا نكون، فماذا بعد تحالف أمريكي أوروبي إيراني؟ ماذا بعد انعقاد مؤتمر 5+1 بدون دول الخليج؟ ماذا بعد جنيف 2 تحضره إيران؟
قيام الاتحاد أصبح فرضاً واجباً على القيادات الخليجية وإلا واجهت شعوبها التي ستحاسبها قبل أن تواجه مخاطر خارجية.
دول الخليج تمتلك أكبر قوة اقتصادية في العالم وبها مقومات تفوق كل التكتلات والاتحادات وبإمكانها أن تفرض مصالحها على الآخرين لو أنها تحركت ككتلة واحدة.
كما إن ما تملكه من مقومات مشتركة يجعل خيار صمودها واستمرارها سهلاً، مما يؤهلها لأن تكون قبلة للآخرين، ومثلما ترددت دول أوروبية في الانضمام للاتحاد الأوروبي ثم عادت وطلبت الانضمام وكان عليها أن تنتظر في الطابور لحين التأكد من انطباق المواصفات والشروط عليها حتى يقبلها الاتحاد، بإمكان دول الخليج أن تشكل ذات القوة وتضع مستقبلاً ذات الشروط.
عمان دولة مستقلة لها سيادتها وتحدد مصالحها وفق ما تريد وترغب ولا أحد يستطيع أن يجبرها على تحديد خياراتها، هي ترى أن تحالفاً إيرانياً بريطانياً هندياً يناسبها ويناسب احتياجاتها كدولة مطلة على المحيط الهندي، ويعد من وجهة نظرها أكثر ضماناً لأمنها من اتحادها مع دول الخليج فليكن ذلك.. تبقى عمان عربية خليجية جارة وشقيقة، يبقى الشعب العماني شعباً خليجياً باتحاد وبدون اتحاد.
ختاماً نشكر وزير الخارجية العماني اليوم لصراحته فنحن بحاجة إلى نستمع إلى ذات الصراحة من بقية دول الخليج عن العائق الذي يعطل قيام الاتحاد، فلم تعد الشعوب تصدق عبارة «الأمر خاضع للدراسة والتاني» وغيرها من عبارات أصبح المواطن الخليجي يتندر بها.