لا يمكنك الذهاب بعيداً إذا كنت لا تعرف أين تتجه، حتى إنك لا تستطيع أن تخرج من بيتك دون أن يكون لك هدف ما، قد تذهب إلى المقهى أو العمل أو لمشاهدة أحد الأفلام أو للتنزه بعيداً عن جو المنزل.
ولا يمكن أن تبدأ الخطوة الأولى للذهاب إذا كنت لا تملك الوسيلة التي تنطلق إلى هناك، فالخطوة تحتاج إلى أقدام تتحرك بها، والأقدام تحتاج إلى أوامر من العقل لكي تقوم بعملية الحركة.
الذهاب هو الهدف، والوسيلة هي الرغبة المشتعلة، هي الضوء الداخلي المتحرك بين خلايا قلبك وعقلك وكبدك وطحالك، الرغبة هي ما تستشعره وأنت تفكر في ما تريد تحقيقه، خاصة إذا استخدمت خيالك، ورأيت نفسك هناك قبل أن تبدأ الخطوة، تشم مناخاً حيث تكون، تسمع أحاديث تجري في المستقبل، هل سبق لك وفكرت بهذا الأمر.
هل شعرت بشيء جارٍ يتدفق قي قلبك وأنت ترى نفسك في صورتك الجديدة، هناك ثمة سيلان يتحرك في أجواء جسدك، تشعر بتدفقه وهو ينتقل مثل دبيب بق الفراش داخل قنوات جلدك.
قرأت أن شاباً في العشرينات من عمره سأل الدكتور شولر: «كيف أستطيع أن أكون كاتباً ناجحاً ومرموقاً مثلك؟»، فرد عليه قائلاً: «عندما يكون عندك رغبة مشتعلة لكي تكون ما تريد».
فسأل الشاب: «وما هي الرغبة المشتعلة؟»، فأجابه: «عندما تفكر في الكتابة قبل النوم، وتفكر فيها أول شيء في الصباح، وتتكلم عنها في كل فرصة ممكنة، وعندما تصبح الكتابة الشيء المسيطر تماماً على أفكارك، وحينما تسير في دمك، هذه هي الرغبة المشتعلة».
وعلى مستوى شخصي أقول إنه عندما بدأت الانتخابات النيابية البحرينية في بداية المشروع الإصلاحي، سألني بعض الأصدقاء القريبين مني، لماذا لا أرشح نفسي كنائب لمنطقة مدينة عيسى؟، ضحكت، فقالوا: لماذا تضحك؟، قلت إن هذه الانتخابات لو كانت قبل ربع قرن لرشحت نفسي. أما الآن ففقدت الرغبة في جميع أنماط العمل السياسي.
ما أريد أن أقوله إن الرغبة هي الوقود الذي يصلك بما تريد، فلا يمكن أن تقدم عملاً جيداً في أي مجال من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وأنت تفتقد إلى الوقود، الحماس، الدوافع، الطموح. فحينما تنطفئ الرغبة لا يكون للأهداف التي تسعى إلى تحقيقها أي معنى.
يقول الدكتور إبراهيم الفقي: «والأهداف بدون رغبة قوية أهداف خاملة ميتة ليس فيها روح، فلابد أن تكون رغبتك لتحقيق حلمك رغبة جياشة، لا يستطيع أحد إيقافها، بل لا تستطيع أنت نفسك أن توقفها».
إن الشخصيات التي وصلت إلى أعلى قمم النجاح، لم يكن لها أن تصل من غير وقود الطريق، هناك الكثير من العراقيل والتي سبق لها وأن أعادت أكثر الحالمين إلى أماكنهم التي انطلقوا منها، عليك فقط أن تنظر إلى حجم المحاولات لأشخاص بدؤوا بالتجارة ثم توقفوا، أن تنظر إلى آلاف الأشخاص الذين كتبوا تجارب جميلة ثم عادوا للبكاء على حظهم الضائع.
يقول لويس بريل: «ما يوجد في عقلي ويسيطر على أفكاري، ويعيش في قلبي، ويسري في عروقي ودمي، يجب أن يخرج للحياة»، الخروج إلى الحياة يعني التحقق. يعني أن ما كان حلماً تحول إلى واقع، يعني أنك تغلبت على كل العراقيل، والآن تعيش حلمك الذي حلمت، ورؤياك التي رأيت.
من هنا أهمس في أذنك أيها القارئ الجميل: زيت قلبك بالرغبة وقبل أن تجف زيتها مرة أخرى وأخرى.
{{ article.visit_count }}
ولا يمكن أن تبدأ الخطوة الأولى للذهاب إذا كنت لا تملك الوسيلة التي تنطلق إلى هناك، فالخطوة تحتاج إلى أقدام تتحرك بها، والأقدام تحتاج إلى أوامر من العقل لكي تقوم بعملية الحركة.
الذهاب هو الهدف، والوسيلة هي الرغبة المشتعلة، هي الضوء الداخلي المتحرك بين خلايا قلبك وعقلك وكبدك وطحالك، الرغبة هي ما تستشعره وأنت تفكر في ما تريد تحقيقه، خاصة إذا استخدمت خيالك، ورأيت نفسك هناك قبل أن تبدأ الخطوة، تشم مناخاً حيث تكون، تسمع أحاديث تجري في المستقبل، هل سبق لك وفكرت بهذا الأمر.
هل شعرت بشيء جارٍ يتدفق قي قلبك وأنت ترى نفسك في صورتك الجديدة، هناك ثمة سيلان يتحرك في أجواء جسدك، تشعر بتدفقه وهو ينتقل مثل دبيب بق الفراش داخل قنوات جلدك.
قرأت أن شاباً في العشرينات من عمره سأل الدكتور شولر: «كيف أستطيع أن أكون كاتباً ناجحاً ومرموقاً مثلك؟»، فرد عليه قائلاً: «عندما يكون عندك رغبة مشتعلة لكي تكون ما تريد».
فسأل الشاب: «وما هي الرغبة المشتعلة؟»، فأجابه: «عندما تفكر في الكتابة قبل النوم، وتفكر فيها أول شيء في الصباح، وتتكلم عنها في كل فرصة ممكنة، وعندما تصبح الكتابة الشيء المسيطر تماماً على أفكارك، وحينما تسير في دمك، هذه هي الرغبة المشتعلة».
وعلى مستوى شخصي أقول إنه عندما بدأت الانتخابات النيابية البحرينية في بداية المشروع الإصلاحي، سألني بعض الأصدقاء القريبين مني، لماذا لا أرشح نفسي كنائب لمنطقة مدينة عيسى؟، ضحكت، فقالوا: لماذا تضحك؟، قلت إن هذه الانتخابات لو كانت قبل ربع قرن لرشحت نفسي. أما الآن ففقدت الرغبة في جميع أنماط العمل السياسي.
ما أريد أن أقوله إن الرغبة هي الوقود الذي يصلك بما تريد، فلا يمكن أن تقدم عملاً جيداً في أي مجال من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وأنت تفتقد إلى الوقود، الحماس، الدوافع، الطموح. فحينما تنطفئ الرغبة لا يكون للأهداف التي تسعى إلى تحقيقها أي معنى.
يقول الدكتور إبراهيم الفقي: «والأهداف بدون رغبة قوية أهداف خاملة ميتة ليس فيها روح، فلابد أن تكون رغبتك لتحقيق حلمك رغبة جياشة، لا يستطيع أحد إيقافها، بل لا تستطيع أنت نفسك أن توقفها».
إن الشخصيات التي وصلت إلى أعلى قمم النجاح، لم يكن لها أن تصل من غير وقود الطريق، هناك الكثير من العراقيل والتي سبق لها وأن أعادت أكثر الحالمين إلى أماكنهم التي انطلقوا منها، عليك فقط أن تنظر إلى حجم المحاولات لأشخاص بدؤوا بالتجارة ثم توقفوا، أن تنظر إلى آلاف الأشخاص الذين كتبوا تجارب جميلة ثم عادوا للبكاء على حظهم الضائع.
يقول لويس بريل: «ما يوجد في عقلي ويسيطر على أفكاري، ويعيش في قلبي، ويسري في عروقي ودمي، يجب أن يخرج للحياة»، الخروج إلى الحياة يعني التحقق. يعني أن ما كان حلماً تحول إلى واقع، يعني أنك تغلبت على كل العراقيل، والآن تعيش حلمك الذي حلمت، ورؤياك التي رأيت.
من هنا أهمس في أذنك أيها القارئ الجميل: زيت قلبك بالرغبة وقبل أن تجف زيتها مرة أخرى وأخرى.