منذ بداية الأسبوع الماضي زاد الداعون إلى الفوضى ممن اختاروا الإقامة في الخارج وأعوانهم في الداخل من وتيرة التحريض بغية تهيئة الساحة ليوم الفوضى الكبير (17 ديسمبر)، والذي اختاروه ليقتلوا فيه كل فرحة مستحقة بالعيد الوطني المجيد، فهذا التاريخ بالنسبة لهم يعني أموراً أخرى تستوجب إحداث الفوضى!
الأسبوع الماضي عادت إلى الساحة جمل من قبيل «سنزلزل الأرض تحت أقدامهم» و»سنطهر الوطن من دنس الظالمين».. وغيرها كثير من جمل شاحنة محرضة وداعية إلى افتعال الفوضى وممهدة للتخريب ولمواجهات لا طائل من ورائها مع المعنيين بالأمن.
من يسمع تلك العبارات وهو لا يدري بما وصلت إليه قدرات قائليها التي يلاحظ بوضوح أنها تضعف يوماً بعد يوم يعتقد أنه لن يشعر بالأمان حتى لو اختار أن يحبس نفسه في بيته في ذلك اليوم. مثل هذا لا يدري أن هذه العبارات وأقوى منها قالوها وهم في عز «قوتهم»، ولم ينتج عنها شيء، فكيف الآن ومشروعهم يكاد يلفظ أنفاسه والهزيمة تحوط بهم وداعموهم يتهربون منهم؟
ترى ما الذي يمكن أن يحدث يوم الثلاثاء 17 ديسمبر؟ الجواب هو لا شيء أبداً. كل ما سيحدث هو أن مجموعات قليلة من صغار السن من الذين سيطر ذلك البعض عليهم ستركب رأسها وستخرج في مظاهرة لن تستفيد منها، لا هي ولا محرضوها، وستسعى إلى الدخول في مواجهة مع رجال الأمن الذين سرعان ما سيسيطرون على الموقف.. وبس!
نعم؛ سيلتقطون بعض الصور ليرفقوا بها أخباراً تعودوا تضخيمها لتنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولتقوم تلك الفضائيات ببثها واستضافة من يزيد عليها عبر الهاتف واعتباره شاهداً لا يقول إلا الحق، وستسعى «المنظمات الحقوقية» بعد ذلك إلى توظيف الصور التي يتم التقاطها من زوايا محددة لخدمة أغراضها. غير هذا لن يكون وكله لا يضيف شيئاً ذا قيمة.
ليس عدلاً أبداً تخريب الفرحة بالعيد الوطني مهما كانت الأسباب، فهذا يوم فرح وسرور هو من الوطن. من حق الناس أن يترحموا على من اختاره الله في هذا اليوم في سنين سابقة، لكن ليس من حقهم التنغيص على الآخرين الذين هم أيضاً يترحمون على أولئك، ولكنهم يريدون أيضاً أن يعبروا عن حبهم لوطنهم الذي اختير له يوما 16 و17 ليكونا يومي فرح، وهما كذلك قبل كل حدث.
إصرار هذه المجموعة على الخروج في مظاهرة في هذا اليوم تحديداً يكشف عن قلة خبرة وقصر نظر، ويؤكد أنها دون القدرة على العمل السياسي الذي اختارت الدخول فيه، ودعوتها لإحداث الفوضى في هذا اليوم لـ «زلزلة» الأرض تحت أقدام «المستبدين الظالمين المحتلين» تأكيد على أنها غير قادرة على قراءة المتغيرات التي تشهدها الساحة من حولها، وأنها بدلاً عن أن تحمي «صغارها» وترعاهم فإنها ترمي بهم في أتون معركة تكلفهم مستقبلهم.
أكثر من 1000 يوم مر منذ انطلاق مشروع الفوضى لم تحقق فيها تلك المجموعة أية مكاسب ولم تجن سوى الحسرة والخسران، وهي لن تجني من الشعارات الرنانة التي ترفعها شيئاً، وستتسبب في تخريب حياة الكثير من العائلات التي صارت تدرك أن أبناءها ليسوا سوى بيادق يتم التضحية بهم في مباراة شطرنج خاسرة.
الفشل هو ما ستجنيه هذه المجموعة بإصرارها على الاستمرار في مشروعها غير المقنع، والخسران هو ما ستظفر به في 17 ديسمبر لو أصرت على نشر الفوضى فيه وتخريب فرحة المواطنين بالعيد الوطني المجيد.
سؤال بسيط لكنه يحتاج إلى إجابة واضحة ومحددة وقاطعة؛ لماذا الإصرار على سقوط قتيل جديد في يوم 17 ديسمبر؟