القول التالي منسوب لعضو مجلس الشورى الدكتورة ندى حفاظ: «الأزمة التي مرت بها البلاد كشفت الكثير من الأمور، ومنها ضعف البعض في مسألة القدرة على الاختلاف، وهي مهارة أظهرت البعض أنه يفتقدها فيلجأ إلى السب والشتم والتطاول». هذه حقيقة تقابلها أخرى ملخصها أن البعض صار يفتدي الحزب بالوطن بدل أن يفتدي الوطن بروحه، ما يجسد عملياً معنى التبعية والعبودية، ففي العمل الحزبي ليس مهماً رأيك كعضو طالما أن القرار قد صدر ووصل التوجيه من أعلى وإنما المهم هو أن تكون مع الحزب سواء كنت مقتنعاً أم غير مقتنع، راضياً أم غير راض، وأن تشارك في كل فعالية يقررها الحزب وتنفذ كل عملية وإن شكلت خطورة عليك وعلى مستقبلك ومستقبل عيالك حيث المهم أن تعلو راية الحزب وتظل عالية خفاقة.
نحن إذاً أمام مشكلتين؛ استمرارهما يضعنا أمام مشكلات أخرى يتولد عنها مشكلات جديدة، وهكذا في مسلسل لا ينتهي ويزيد من مشكلتنا الأساس تعقيداً، الأولى هي أن بيننا من لا يمتلك مهارة القدرة على الاختلاف فيلجأ إلى السب والتطاول تعويضاً عن ضعفه وقلة حيلته وركاكة ثقافته، والثانية هي التحزب الأعمى الذي يتطلب تنفيذ الأوامر من دون مناقشة ومن دون تأخير. وإذا كان يمكن بشكل أو بآخر التجاوز عن السب والتطاول لسبب أو لآخر في وقت أو آخر وبطريقة أو بأخرى، فإن المشكلة الثانية يصعب التجاوز عنها لأنها عملية وليست مجرد فعل لسان.
المشكلة الأولى ينتج عنها الضيق والاستياء من عدم امتلاك البعض لمهارة مهمة هي مهارة القدرة على الاختلاف وتحمل الرأي الآخر، خصوصاً وأن هذا البعض ينتمي إلى دولة متحضرة هي مملكة البحرين التي لها إسهامها الكبير في مسيرة الحضارة الإنسانية، لكن المشكلة الثانية تقود المتحزبين إلى حيث الإرهاب، شاءوا أم أبوا، فعندما تصل الأوامر لا يكون لهم لا حول ولا قوة ولا يكون أمامهم سوى تنفيذها وإن رأوا أنها تسيء إلى الوطن ولمسوا الإساءة بأيديهم، فالإرهاب حسب أحد تعريفاته «ليس فكرة ذاتية الدفع أو عدواً في حد ذاته، وهو لا يمثل أيديولوجية، وإنما هو أداة أو تكتيك يلجأ إليه الضعيف دائماً لمواجهة القوي».
مشكلتنا ستكبر مع الإيغال في التحزب، ولأن التحزب لن يكون مقتصراً على طرف دون آخر، لذلك فإن مسألة المواجهة فيما بين الأحزاب والمتحزبين ستكون واردة بعد قليل ولن يعود الأمر مقتصراً على المواجهة بين بعض المتحزبين والدولة.
هذا يعني أننا على وشك الدخول في مساحة صعبة لا تتعقد معها مشكلتنا فحسب وتكبر ولكن ستكون عصية على الحل، وسيكون الإرهاب هو التكتيك الأفضل والأداة التي لا مفر من توظيفها، وسنصير بدل أن يكون بعضنا فاقداً لمهارة القدرة على الاختلاف يمتلك أكثرنا القدرة على ممارسة الإرهاب الذي سيضيع معه الوطن وتشمل الخسارة الجميع.
لست متشائماً بطبعي ولكن للأسف تكاد هذه القراءة أن تكون هي الأقرب إلى الواقع، ذلك أن افتقاد البعض مهارة القدرة على الاختلاف ستقود تلقائياً إلى الحزبية التي ستقود بدورها إلى امتلاك القدرة على الإرهاب لأسباب تتعلق بمفهوم الحزبية الذي يعني نفذ ولا تناقش، لا قبل ولا بعد، فاللجنة المركزية تعرف ما تقول وما تفعل، وهي ترى ما لا تراه، ومصلحة الحزب أولى من مصلحة الوطن.
هذه مسألة ينبغي أن ينتبه إليها العازمون على الدخول في الحوار من جديد، وأن ينتبهوا إلى أن تعثر الحوار أو عدم رضا البعض عما سيسفر عنه سيؤدي إلى انتعاش سوق الحزبية التي لها اليوم روادها والمتاجرون فيها والمستفيدون منها.
نحن إذاً أمام مشكلتين؛ استمرارهما يضعنا أمام مشكلات أخرى يتولد عنها مشكلات جديدة، وهكذا في مسلسل لا ينتهي ويزيد من مشكلتنا الأساس تعقيداً، الأولى هي أن بيننا من لا يمتلك مهارة القدرة على الاختلاف فيلجأ إلى السب والتطاول تعويضاً عن ضعفه وقلة حيلته وركاكة ثقافته، والثانية هي التحزب الأعمى الذي يتطلب تنفيذ الأوامر من دون مناقشة ومن دون تأخير. وإذا كان يمكن بشكل أو بآخر التجاوز عن السب والتطاول لسبب أو لآخر في وقت أو آخر وبطريقة أو بأخرى، فإن المشكلة الثانية يصعب التجاوز عنها لأنها عملية وليست مجرد فعل لسان.
المشكلة الأولى ينتج عنها الضيق والاستياء من عدم امتلاك البعض لمهارة مهمة هي مهارة القدرة على الاختلاف وتحمل الرأي الآخر، خصوصاً وأن هذا البعض ينتمي إلى دولة متحضرة هي مملكة البحرين التي لها إسهامها الكبير في مسيرة الحضارة الإنسانية، لكن المشكلة الثانية تقود المتحزبين إلى حيث الإرهاب، شاءوا أم أبوا، فعندما تصل الأوامر لا يكون لهم لا حول ولا قوة ولا يكون أمامهم سوى تنفيذها وإن رأوا أنها تسيء إلى الوطن ولمسوا الإساءة بأيديهم، فالإرهاب حسب أحد تعريفاته «ليس فكرة ذاتية الدفع أو عدواً في حد ذاته، وهو لا يمثل أيديولوجية، وإنما هو أداة أو تكتيك يلجأ إليه الضعيف دائماً لمواجهة القوي».
مشكلتنا ستكبر مع الإيغال في التحزب، ولأن التحزب لن يكون مقتصراً على طرف دون آخر، لذلك فإن مسألة المواجهة فيما بين الأحزاب والمتحزبين ستكون واردة بعد قليل ولن يعود الأمر مقتصراً على المواجهة بين بعض المتحزبين والدولة.
هذا يعني أننا على وشك الدخول في مساحة صعبة لا تتعقد معها مشكلتنا فحسب وتكبر ولكن ستكون عصية على الحل، وسيكون الإرهاب هو التكتيك الأفضل والأداة التي لا مفر من توظيفها، وسنصير بدل أن يكون بعضنا فاقداً لمهارة القدرة على الاختلاف يمتلك أكثرنا القدرة على ممارسة الإرهاب الذي سيضيع معه الوطن وتشمل الخسارة الجميع.
لست متشائماً بطبعي ولكن للأسف تكاد هذه القراءة أن تكون هي الأقرب إلى الواقع، ذلك أن افتقاد البعض مهارة القدرة على الاختلاف ستقود تلقائياً إلى الحزبية التي ستقود بدورها إلى امتلاك القدرة على الإرهاب لأسباب تتعلق بمفهوم الحزبية الذي يعني نفذ ولا تناقش، لا قبل ولا بعد، فاللجنة المركزية تعرف ما تقول وما تفعل، وهي ترى ما لا تراه، ومصلحة الحزب أولى من مصلحة الوطن.
هذه مسألة ينبغي أن ينتبه إليها العازمون على الدخول في الحوار من جديد، وأن ينتبهوا إلى أن تعثر الحوار أو عدم رضا البعض عما سيسفر عنه سيؤدي إلى انتعاش سوق الحزبية التي لها اليوم روادها والمتاجرون فيها والمستفيدون منها.