يعيش إعلامنا الرياضي بين بعدين متناقضين هما التبعية والاستقلالية الأمر الذي ينقص من قيمة الرسالة الإعلامية ويقلل من أصدائها الإيجابية بل يذهب الأمر إلى أبعد من ذلــك فتتحول أصداء هذه الرسالة لدى المتلقي إلى مجـــرد ملء فراغ يعتبره الكثيرون «كلام جرايد»!!
في الأسبوع الماضي استوقفني مقالان لاثنين من الكتاب الشباب على صفحات الزميلة الأيام الرياضي.
المقال الأول للكاتب الزميل طارق مطر بعنوان «تاء النقد» يفند فيه الفوارق الضمنية بين النقد والانتقاد وما يشهده إعلامنا الرياضي من خلط مفضوح بين هذين المفهومين الأمر الذي يكشف تداخل الأهواء الشخصية في الطرح وهو ما يتعارض مع أبجديات المهنية الصحفية!
شخصياً أتفق مع الزميل طارق فيما ذهب إليه من استنتاجات من خلال متابعته لكل ما يطرح من آراء وهذا الاستنتاج لمسته من كثيرين ممن يتابعون ما تطرحه صحافتنا الرياضية يومياً من آراء نشتم من خلال روائح العديد منها نفس الشخصنة والمزاج المتقلب البعيد عن المعالجة المهنية وهنا يكمن الفارق بين النقد والانتقاد!
أما المقال الآخر فكان للزميل محمد المداوي تحت عنوان «الإعلام الرياضي.. هل يكون السلطة التابعة»!!
الزميل المداوي أصاب كبد الحقيقة فيما ذهب إليه في مقاله الذي تطرق فيه لواقع الإعلام الرياضي البحريني في هذه المرحلة التي تحول فيها العمل الإعلامي وتحديداً المكتوب منه إلى سلعة رخيصة جداً تفوق في رخصها أسعار البضائع الصينية!
تحولت الصحافة الرياضية عندنا إلى بضائع معلبة توزع على جميع الصحف مؤطرة بالتلميع للجهة التابع لها مصدر الخبر متبوعة بعطايا رخيصة يراد بها تقليص مساحات النقد البناء!
لو كان الأمر يخص جهات رسمية لاعتبرناه جزءاً من السياسة الإعلامية المتبعة في تلك المؤسسات والوزارات الرسمية ولكن حين يختص الأمر بمؤسسات أهلية كالأندية والاتحادات الرياضية فإن المسألة تدعو إلى الاستغراب كما تدعو إلى القلق على مستقبل الإعلام الرياضي من أن يفتقد هويته وحريته التي كفلها له الدستور!
لم نعد نقرأ أو نسمع أو نشاهد ذلك الطرح الإعلامي الحر إلا نادراً بالرغم من اتساع مساحة الحرية المتاحة في ظل هذا العهد الإصلاحي الذي تعيشه مملكتنا الغالية البحرين!
لقد أعجبني طرح الزميلين محمد المداوي وطارق مطر لأنه كان يلامس الواقع الذي يعيشه إعلامنا الرياضي بشكل عام وصحافتنا الرياضية بشكل خاص والتي أراها و للأسف الشديد تتجه نحو التبعية بدلاً من التمسك بالاستقلالية كسلطة رقابية رابعة لا تنحني أمام أي مغريات مادية أو أهواء شخصية!