بعد أن فشلت كل المحاولات لإسقاط النظام ولم يبقَ منها سوى الشعارات التي يرددها الأطفال وكأنها أنشودة، وبعد أن لم يعد مناسباً رفع لافتة إصلاح النظام لأنها بعيدة عن الصدق والواقع؛ بدأت «المعارضة» بكل تلاوينها في الترويج لقصة جديدة ملخصها «أننا لا نسعى إلى الإصلاح فهذا أمر متاح ويأتي لاحقاً، لكننا نسعى الآن إلى ما هو أهم وله الأولوية.. مقاومة إرهاب الجيوش المحتلة والغزاة الطامعين»!
جيوش محتلة وغزاة طامعون؟ أين؟ في البحرين؟ كيف؟ ومتى؟ لسنا دولة محتلة ولا يوجد لدينا غزاة طامعون، من أين جاؤوا بهذا الكلام الغريب؟ البحرين دولة محتلة؟ البحرين كانت محتلة من قبل الإنجليز واستقلت منذ ثلاث وأربعين سنة، وهي الآن دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة وقراراتها بيدها، فكيف تكون محتلة؟ وكيف لا تقوم بنفسها بمقاومة المحتل وطرده؟
هذه هي القصة الجديدة لـ«المعارضة» والتي بدأت في ترويجها أخيراً بمساندة كبيرة ومكشوفة من الفضائيات السوسة، خصوصاً فضائية العالم الإيرانية، ملخصها أن البحرين تقع الآن تحت الاحتلال وأن الواجب يحتم على البحرينيين العمل على التحرر من نير هذا الاحتلال ونيل الاستقلال ثم بعد ذلك يتم التفرغ للإصلاح!
القصة باختصار أن هؤلاء اعتبروا دخول قوات من درع الجزيرة إلى البحرين قبل ثلاث سنوات للمساعدة في إيجاد حد للانفلات الأمني الذي حدث وكاد أن يودي بالبحرين، اعتبروه احتلالاً، وهم يعتقدون أن هذه القوات دخلت تحت راية درع الجزيرة ولكنها كانت قوات سعودية. والخلاصة أن السعودية تستعمر البحرين حالياً، وأن الواجب يستدعي أن يهب شعب البحرين كله لمقاومة المستعمر وطرد الاحتلال!
هذه «لفة» عجيبة غريبة يتم حالياً الترويج لها لا تفسير لها إلا السعي لتوفير المبرر لضمان استمرار أعمال العنف، حيث في العالم قوانين تجيز استعمال العنف لمقاومة المستعمر ومحاربة «جيوشه» كي يولي الأدبار وتستقل البلاد، وطالما أنه لم يعد مقنعاً ممارسة العنف من قبل من ينادي بالإصلاح، ولم يعد مقنعاً ولا ممكناً المطالبة بإسقاط النظام، لذا فإن الأمر يتطلب توفير المبرر القوي لممارسة العنف والاستمرار في هذا النهج، وليس أفضل من هذا المبرر الذي يقبل به العالم ويؤيده ولعله يمد لهم يد العون أيضاً.
ما لا تنتبه إليه هذه «المعارضة» بحكم تجربتها المتواضعة وخبرتها المحدودة هو أن أي دولة من دول العالم تهتم بحماية نفسها وأن كثيراً من هذه الدول تقوم بتوقيع اتفاقات أمنية مع دول أخرى قريبة منها جغرافياً أو بعيدة يتم تفعيلها في الوقت المناسب، وأن هذا حقها، وبالتالي فإن مشاركة قوات من تلك الدول في عملية حفظ الأمن وحماية السلطة أمر طبيعي وهو لا يعتبر تدخلاً، لأن الدولة نفسها هي التي استعانت بها وهي التي تصرفها عندما تنتفي الحاجة إليها. ولأن البحرين جزء من منظومة مجلس التعاون؛ لذا كان من الطبيعي أن تستعين بدرع الجزيرة الذي لم يتأخر وقام بدوره على أكمل وجه. هذه القوات وغيرها لن تحتاجها البحرين بعد أن تستقر الأحوال، أي أن بقاءها مرتبط باستمرار الوضع الحالي وهو وضع غير طبيعي يتطلب معالجته بمختلف الوسائل.
لسنا دولة محتلة من قبل أي دولة كما صارت «المعارضة» تروج، فالبحرين دولة مستقلة ولا تتبع أي دولة أخرى، والقول إن السعودية تحتل البحرين وبالتالي فإن على البحرينيين مقاومة المحتل نكتة بايخة وقول «ماكول خيره» لأنه غير واقعي وغير صحيح، وعليه فإن على «المعارضة» أن تبحث لها عن مبررات أخرى لتمارس العنف ولتضمن استمرار حالة الفوضى التي تعينها على مواصلة الدور المطلوب منها.
{{ article.visit_count }}
جيوش محتلة وغزاة طامعون؟ أين؟ في البحرين؟ كيف؟ ومتى؟ لسنا دولة محتلة ولا يوجد لدينا غزاة طامعون، من أين جاؤوا بهذا الكلام الغريب؟ البحرين دولة محتلة؟ البحرين كانت محتلة من قبل الإنجليز واستقلت منذ ثلاث وأربعين سنة، وهي الآن دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة وقراراتها بيدها، فكيف تكون محتلة؟ وكيف لا تقوم بنفسها بمقاومة المحتل وطرده؟
هذه هي القصة الجديدة لـ«المعارضة» والتي بدأت في ترويجها أخيراً بمساندة كبيرة ومكشوفة من الفضائيات السوسة، خصوصاً فضائية العالم الإيرانية، ملخصها أن البحرين تقع الآن تحت الاحتلال وأن الواجب يحتم على البحرينيين العمل على التحرر من نير هذا الاحتلال ونيل الاستقلال ثم بعد ذلك يتم التفرغ للإصلاح!
القصة باختصار أن هؤلاء اعتبروا دخول قوات من درع الجزيرة إلى البحرين قبل ثلاث سنوات للمساعدة في إيجاد حد للانفلات الأمني الذي حدث وكاد أن يودي بالبحرين، اعتبروه احتلالاً، وهم يعتقدون أن هذه القوات دخلت تحت راية درع الجزيرة ولكنها كانت قوات سعودية. والخلاصة أن السعودية تستعمر البحرين حالياً، وأن الواجب يستدعي أن يهب شعب البحرين كله لمقاومة المستعمر وطرد الاحتلال!
هذه «لفة» عجيبة غريبة يتم حالياً الترويج لها لا تفسير لها إلا السعي لتوفير المبرر لضمان استمرار أعمال العنف، حيث في العالم قوانين تجيز استعمال العنف لمقاومة المستعمر ومحاربة «جيوشه» كي يولي الأدبار وتستقل البلاد، وطالما أنه لم يعد مقنعاً ممارسة العنف من قبل من ينادي بالإصلاح، ولم يعد مقنعاً ولا ممكناً المطالبة بإسقاط النظام، لذا فإن الأمر يتطلب توفير المبرر القوي لممارسة العنف والاستمرار في هذا النهج، وليس أفضل من هذا المبرر الذي يقبل به العالم ويؤيده ولعله يمد لهم يد العون أيضاً.
ما لا تنتبه إليه هذه «المعارضة» بحكم تجربتها المتواضعة وخبرتها المحدودة هو أن أي دولة من دول العالم تهتم بحماية نفسها وأن كثيراً من هذه الدول تقوم بتوقيع اتفاقات أمنية مع دول أخرى قريبة منها جغرافياً أو بعيدة يتم تفعيلها في الوقت المناسب، وأن هذا حقها، وبالتالي فإن مشاركة قوات من تلك الدول في عملية حفظ الأمن وحماية السلطة أمر طبيعي وهو لا يعتبر تدخلاً، لأن الدولة نفسها هي التي استعانت بها وهي التي تصرفها عندما تنتفي الحاجة إليها. ولأن البحرين جزء من منظومة مجلس التعاون؛ لذا كان من الطبيعي أن تستعين بدرع الجزيرة الذي لم يتأخر وقام بدوره على أكمل وجه. هذه القوات وغيرها لن تحتاجها البحرين بعد أن تستقر الأحوال، أي أن بقاءها مرتبط باستمرار الوضع الحالي وهو وضع غير طبيعي يتطلب معالجته بمختلف الوسائل.
لسنا دولة محتلة من قبل أي دولة كما صارت «المعارضة» تروج، فالبحرين دولة مستقلة ولا تتبع أي دولة أخرى، والقول إن السعودية تحتل البحرين وبالتالي فإن على البحرينيين مقاومة المحتل نكتة بايخة وقول «ماكول خيره» لأنه غير واقعي وغير صحيح، وعليه فإن على «المعارضة» أن تبحث لها عن مبررات أخرى لتمارس العنف ولتضمن استمرار حالة الفوضى التي تعينها على مواصلة الدور المطلوب منها.