سنبدأ بالحديث عن اللثام والوشاح والنقاب الذي يستخدمه أولئك الجبناء الذين يخافون كشف أمرهم وهويتهم وينفضح كذبهم، أما من لا يخافون في الله لومة لائم فإنهم طبعاً يظهرون بكامل حلتهم وإضاءة وجوههم أمام الكاميرات والشاشات لا يخافون حاقداً ولا عدواً جائراً، وهو ما فعله رجال الصلاح والتقوى شيوخ الدين الأفاضل؛ عادل المعاودة وعبدالحليم مراد وفيصل الغرير، الذين هبوا لمساعدة الشعب المسلم العربي الذي يدكه نظامه بالصواريخ والمدافع، فهم لم يتخفوا بلثام ولا نقاب كما فعل المدعو «أبوقصي» الذي خرج على القناة التونسية التجارية كي يتحدث عن أشخاص بعينهم في البحرين، في الوقت الذي تعج فيه سوريا بالمجاهدين من كل قطر.
إنها حملة إعلامية صفوية معروفة مصادرها ووسائلها، وذلك كي تتحقق للانقلابيين مآربهم، خاصة عندما عرفوا أن الأصالة ستكون حاضرة على طاولة الحوار، وثانياً أنهم يريدون أن ينالوا من رجالات لهم جماهير مؤيدة ومساندة على امتداد البحرين والخليج، فهم شخصيات مؤثرة وتملك من الشجاعة والجرأة والوجاهة الاجتماعية والعلمية مما جعلهم شخصيات مميزة ومعروفة على مستوى البحرين والعالم العربي، وكما ذكرنا سابقاً أن الخطة الخمسينية تعتمد على توغير الصدور بين حكام الدولة ورجال الدين إلى أن تحصل القطيعة ويستفرد المنافقون بالدولة عندما يظهرون توددهم، كما يفعل بعضهم الآن ويمثل دور الناصح الأمين.
ولابد هنا أيضاً أن نرد على بعض الحماقات للصحيفة المعروفة التي تقود حرباً إعلامية ضروساً ضد الثورة السورية، كما تقود حملة تشهير وإساءة للرجال بأسمائهم وتتهمهم بدعم الإرهاب، حيث تنصف قادة الإرهاب من أتباع الوفاق الذين لا تستطيع الدفاع عنهم، فلجأت إلى هذه الدسيسة كي تساوي بينهم وبين إرهابيي البحرين الذين ثبت إرهابهم ودعمهم للإرهاب، حتى أصبحوا غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم، فما كان من الآلة الإعلامية الصفوية إلا أن تصف الأكاذيب وتنشر الادعاءات وتأتي بالمهابيل الذين تدفع لهم الأجور للخروج على قناة فضائية أو كتابات تقارير صحافية، وذلك كما فعلت بالمسكين «أبوقصي» الذي لفت وجهه وادعت أنه مجاهد. إنها خدعة مكشوفة حين يترك الرجل أهله وماله ويذهب للقتال في أرض غير أرضه قد لا يعود منها، ثم بعدها تضربه الرجفة فيغطي وجهه بلثام وهو في وطنه، ويتحدث عن عادل المعاودة وعبدالحليم مراد ليؤكد الرواية التي ترويها وسائل الإعلام الصفراء عبر أحد الكتبة المتخصص في التشهير بنواب الأصالة، فظهور «أبوقصي» بهذا التوقيت يؤكد الفبركة المتممة للمقالات، وذلك عندما فقدت الصحيفة الدليل والبرهان، فما كان منها إلا أن جاءت بفكرة «أبوقصي» كي تثبت اتهامها وادعائها على أن نواب الأصالة يدعمون الإرهاب، لأن هؤلاء الانقلابيين يدعمون نظام بشار.
كما نسائل الانقلابيين؛ هل الجيش السوري الحر يحتاج إلى حملة «تجهيز غازي» في الوقت الذي تقوم أمريكا ودول الخليج بإمداده بأسلحة متطورة، وذلك كما ذكرت وكالات الأنباء في 30 سبتمبر 2013، عن صحيفة واشنطن بوست، حيث قالت إن «الجناح المسلح للمعارضة السورية خلال الأسابيع الماضية تلقى إرساليات مكثفة من الأسلحة بتمويل خليجي وبمساعدة أمريكية»، أم أنهم يريدون تعليل صمود الجيش السوري الحر بسبب حملة «تجهيز غازي».
نعم.. شعب البحرين المخلص فخور بأنه يدعم الشعب السوري إنسانياً، وإذا كان الشيخ المعاودة ومراد والغرير هم من يدعمون الإرهاب؛ فشعب البحرين يتحمل المسؤولية الكاملة بأنه داعم معهم، نقول لكل الحاقدين؛ جميعنا المعاودة وكلنا مراد والغرير، وإذا كان الدعم الإنساني للشعب السوري إرهاباً فجميعنا إرهابيون، وإننا نؤكد بأن دعمنا للشعب السوري سيتضاعف؛ فليست اليابان أولى منا في دعم أبناء الشعب السوري، حيث قدمت إليهم دعماً بقيمة 95 مليون دولار، وها هي تقدم لهم 60 مليون دولار آخر لمساعدة اللاجئين السوريين الذين يحاصرهم الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله ويقتلونهم جوعاً وذبحاً، إذاً لا غرابة أن تخرج الصحيفة الموالية لإيران ومواقعها الطائفية لتحرض على من يدعم الشعب السوري الشقيق الذي يحارب حزب الله وإيران وعصابات المالكي، لأن الألم اعتصر قلوبهم وقطعها عندما نشر الجيش الحر أسماء القتلى من قيادات حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
فلا تلوموهم بعدها إذا ما أتوا بـ«أبوقصي» و«أم قصي» و«جدة قصي» وجاراتها، بعد أن توالت عليهم الويلات وكثرت عليهم المصائب، فهم بين مصيبة جيش حر قد ينهي أحلام إيران وبين صناديد البحرين الذين حطموا آمالهم في قيام دولة صفوية، ونقول لهم إن صناديد البحرين بالله سيبقون كالشوكة التي تخترق حلوقكم كلما فتحتموها لتطالبوا بحكم الدولة أو الجلوس على كرسي الحكومة، فوالله لن يتحقق منها شيء وشعب البحرين ينتصر لإخوانه الشعب السوري، وكما قال الله تعالى «يا أَيها الذِينَ آمنوا كونوا أَنصارَ اللهِ كما قالَ عيسى ابنُ مرْيمَ للحواريينَ منْ أَنصارِي إِلى اللهِ قالَ الحوارِيونَ نحنُ أَنصارُ اللهِ فآمنتْ طائفةٌ منْ بني إِسرائيلَ وَكفرَتْ طائفةٌ فأَيدْنا الذِينَ آمنوا على عدُوِّهمْ فأَصبحوا ظاهرِينَ»، وسيصبح شعب البحرين والشعب السوري بإذن الله ظاهرين على أعدائهم، ولا عزاء بعدها لـ«أبوقصي» ولا من دفع لـ«أبوقصي».