من فرج فنيش إلى خوان منديز؛ ولا ندري من سيأتي بعد منديز؟ وها هي المفوضيات تتوالي، وهذه الزيارات تتتالى وهذا هو علي سلمان يتحدى ويقول «إن لم يكن عندكم تعذيب فحددوا موعداً لزيارة مقرر التعذيب»، فأين هذا التعذيب والسجناء يقفزون من فوق الأسوار والسيارات تنتظرهم عند الأبواب لتفر بهم إلى جهة غير معلومة؟ أي أن هؤلاء السجناء الذين يدعون التعذيب هم بكامل صحتهم وقوتهم، وها هم ينطلقون في الساحات وفي أيديهم أحدث الموبايلات، وقد تكون لديهم أجهزة تجسس وتحسس، كما لديهم عضلات مفتولة استطاعوا منها أن يفروا بكل مهارة ويقفزوا بكل شطارة، فأين آثار التعذيب إذاً؟
نعود إلى المدعو خوان منديز والذي يلح على الزيارة ليكتب تقريراً يشد به ظهر الوفاق، فالوفاق أصبحت صديقته وزميلته، فهو معهم على اتصال وتواصل يستلم منهم التقارير ويلتقي معهم في جنيف ونيويورك، ولكن هذه اللقاءات لا تكفي لكتابة التقرير المطلوب، لأنه يطمع بزيارة مثل زيارة فنيش.
قلنا مهما قدمت الدولة من مبررات وما قامت به من إجراءات لتقنع المجتمع الدولي ببراءتها من هذه الادعاءات، فإن هذا المجتمع لن يقتنع أبداً، فها هي وزارة الداخلية قد ركبت المناظير والدرابيل لتتابع حسن المعاملة وأسلوب المحادثة، كما أنشأت لجاناً للبت في التظلمات والنظر في شكاوى التعذيب، ولكن هذا أيضاً لم يكن مقنعاً، وها هي ممثلة المملكة المتحدة تقول بأن «في الوقت الذي نشيد فيه بإنشاء الأمانة العامة للتظلمات ومفوضية حقوق السجناء والمحتجزين لمراقبة هذه الأماكن والتأكد من خلوها من التعذيب وسوء المعاملة، إلا أن هناك المزيد الذي يجب القيام به»، وذلك في الاجتماع الذي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك في 23 أكتوبر 2013 بحضور خوان منديز.
إنه المزيد الذي يجب القيام به، أي أنها تريد أن يتأكد خوان منديز بعينه، لأن الدولة في نظر هذه الممثلة ليس لها مصداقية، فلا هي ولا منديز يبحثان عن المصداقية لأنهما في الأصل يتبعان الأمم المتحدة، ويتبعان حكوماتهم التي لا يهمها إن كان هذا التقرير مؤلفاً ومزوراً طالما هذا التقرير هو إذن لهم وتصريح بالدخول واحتلال البلاد، وهو بالضبط ما فعلوه في العراق، ويفعلونه الآن في سوريا التي يذبح نظامها الشعب بالطيارات والصواريخ والبراميل المتفجرة، ولكن لم يتحرك لا منديز ولا خوانه ولا فنيش ولا نفيش.
إذاً زيارة خوان منديز هي زيارة تقف خلفها بريطانيا وأمريكا وإيران، وهي زيارة يريدون منها أن يطيحوا بالدولة، وهنا نذكركم ماذا كانت نتيجة المفتشين الدوليين الذين قاموا بزيارة العراق في نوفمبر 2002، للبحث عن أسلحة الدمار الشامل، هل صدقوا في تقاريرهم؟ هل أخذ بتقاريرهم؟ لا.. بل جاءت أمريكا بجيوشها لتحتل العراق لأنها في الأصل تعلم أن العراق خالٍ من هذه الأسلحة، ولكنها كانت الذريعة، وكذلك يعلم منديز وتعلم بريطانيا وأمريكا أن سجون البحرين ليس لمثلها مثيل، إذ إنها لو دخلت مسابقة الفخامة لفازت على فنادق العشر نجوم.. لأن الخدمات تقدم مجانية والطعام فيها ما لذ وطاب، والغرف فيها أحسن الأثاث، فهذه الحقيقة التي يعلمها منديز.
إن البحرين دولة ذات سيادة ومنديز وخوان منديز ليس لهم حق في أن يكونوا أوصياء ولا مفتشين على دولة عربية خليجية تحيطها من كل جنب وجانب دول شقيقة، والتي يجب على هذه الدول الشقيقة أن تقف مع البحرين وتصد عنها هذه الهجمة الدولية الشرسة التي لن تستطيع البحرين صدها لوحدها، في ظل التهديدات الدولية التي توجه مباشرة إلى الدولة.
وإن كانت الدولة ستسمح لمنديز بهذه الزيارة، وإن كانت دول الخليج ستسكت عن تدخلات هذه المنظمات المشبوهة في البحرين، فإنها حقاً مصيبة، وذلك عندما تسمح هذه الدول وهي كيان الأمة العربية بأن مثل منديز وخوان منديز يتحكم في مصير ومستقبل دولهم وشعوبهم.
{{ article.visit_count }}
نعود إلى المدعو خوان منديز والذي يلح على الزيارة ليكتب تقريراً يشد به ظهر الوفاق، فالوفاق أصبحت صديقته وزميلته، فهو معهم على اتصال وتواصل يستلم منهم التقارير ويلتقي معهم في جنيف ونيويورك، ولكن هذه اللقاءات لا تكفي لكتابة التقرير المطلوب، لأنه يطمع بزيارة مثل زيارة فنيش.
قلنا مهما قدمت الدولة من مبررات وما قامت به من إجراءات لتقنع المجتمع الدولي ببراءتها من هذه الادعاءات، فإن هذا المجتمع لن يقتنع أبداً، فها هي وزارة الداخلية قد ركبت المناظير والدرابيل لتتابع حسن المعاملة وأسلوب المحادثة، كما أنشأت لجاناً للبت في التظلمات والنظر في شكاوى التعذيب، ولكن هذا أيضاً لم يكن مقنعاً، وها هي ممثلة المملكة المتحدة تقول بأن «في الوقت الذي نشيد فيه بإنشاء الأمانة العامة للتظلمات ومفوضية حقوق السجناء والمحتجزين لمراقبة هذه الأماكن والتأكد من خلوها من التعذيب وسوء المعاملة، إلا أن هناك المزيد الذي يجب القيام به»، وذلك في الاجتماع الذي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك في 23 أكتوبر 2013 بحضور خوان منديز.
إنه المزيد الذي يجب القيام به، أي أنها تريد أن يتأكد خوان منديز بعينه، لأن الدولة في نظر هذه الممثلة ليس لها مصداقية، فلا هي ولا منديز يبحثان عن المصداقية لأنهما في الأصل يتبعان الأمم المتحدة، ويتبعان حكوماتهم التي لا يهمها إن كان هذا التقرير مؤلفاً ومزوراً طالما هذا التقرير هو إذن لهم وتصريح بالدخول واحتلال البلاد، وهو بالضبط ما فعلوه في العراق، ويفعلونه الآن في سوريا التي يذبح نظامها الشعب بالطيارات والصواريخ والبراميل المتفجرة، ولكن لم يتحرك لا منديز ولا خوانه ولا فنيش ولا نفيش.
إذاً زيارة خوان منديز هي زيارة تقف خلفها بريطانيا وأمريكا وإيران، وهي زيارة يريدون منها أن يطيحوا بالدولة، وهنا نذكركم ماذا كانت نتيجة المفتشين الدوليين الذين قاموا بزيارة العراق في نوفمبر 2002، للبحث عن أسلحة الدمار الشامل، هل صدقوا في تقاريرهم؟ هل أخذ بتقاريرهم؟ لا.. بل جاءت أمريكا بجيوشها لتحتل العراق لأنها في الأصل تعلم أن العراق خالٍ من هذه الأسلحة، ولكنها كانت الذريعة، وكذلك يعلم منديز وتعلم بريطانيا وأمريكا أن سجون البحرين ليس لمثلها مثيل، إذ إنها لو دخلت مسابقة الفخامة لفازت على فنادق العشر نجوم.. لأن الخدمات تقدم مجانية والطعام فيها ما لذ وطاب، والغرف فيها أحسن الأثاث، فهذه الحقيقة التي يعلمها منديز.
إن البحرين دولة ذات سيادة ومنديز وخوان منديز ليس لهم حق في أن يكونوا أوصياء ولا مفتشين على دولة عربية خليجية تحيطها من كل جنب وجانب دول شقيقة، والتي يجب على هذه الدول الشقيقة أن تقف مع البحرين وتصد عنها هذه الهجمة الدولية الشرسة التي لن تستطيع البحرين صدها لوحدها، في ظل التهديدات الدولية التي توجه مباشرة إلى الدولة.
وإن كانت الدولة ستسمح لمنديز بهذه الزيارة، وإن كانت دول الخليج ستسكت عن تدخلات هذه المنظمات المشبوهة في البحرين، فإنها حقاً مصيبة، وذلك عندما تسمح هذه الدول وهي كيان الأمة العربية بأن مثل منديز وخوان منديز يتحكم في مصير ومستقبل دولهم وشعوبهم.