من أطرف التعليقات التي تم تداولها في الأيام الأخيرة أن التهديد بترحيل أو ترحيل حسين النجاتي يعتبر «تعدياً على منظومة القوانين». هذا التعليق الذي سعى أصحابه بكل ما أوتوا من قوة إلى تشويه سمعة البحرين دولياً وإظهارها على أنها دولة بعيدة عن القانون والمؤسسات وبعيدة عن التحضر، يعتبر أيضاً أن كل التعديات على القوانين التي يقوم بها من يصنف نفسه على أنه «قوى معارضة» حلال؛ بل إنها لا تدخل في نطاق التعدي على القوانين، حيث التعدي على القوانين امتياز خاص لمن هم ضد الحكومة وضد الدولة.. وضد الوطن!
من يتجاوز القانون لا يقبل منه مثل هذا القول، فالقانون قانون، سواء كان مفيداً لي ويخدمني أو يستفيد منه غيري لأنه يقيدنا جميعاً ويلزمنا، فالقانون عبارة عن مجموعة قواعد منظمة للعلاقات، وهو يؤكد سيادة الدولة باعتبارها طرفاً أساساً فيها، وتجاوزه يؤدي إلى الانهيار والفوضى. ليس مقبولاً الحث على تجاوز القانون ثم التمسك به لو كان يمكن توظيفه في الإساءة إلى الدولة.
على مدى ثلاث سنوات داس قائلو هذا التعليق وأمثاله في بطن القوانين وحرضوا على عدم الالتزام بها وعدم احترامها، بل صاروا يعتبرون كل من يسخف بالقوانين ويضرب بها عرض الحائط بطلاً، واليوم يقولون إن هذا التصرف أو ذاك يعتبر تعدياً على القوانين. لا يمكن أن تعترف بالقوانين في شأن ولا تعترف بها في شأن آخر، لو كنت تحترم القوانين فعلاً لكان تعليقك هذا الذي اعتبرت فيه التهديد بترحيل النجاتي أو ترحيله في مكانه، ولكان حجة على من وجهت إليه حديثك ونقدك، لكن طالما أنك من الأساس لا تحترم القوانين وتعمل على تكسيرها بتصرفاتك ومخالفاتك وتجاوزاتك التي كثرت فليس مقبولاً أبداً قولك هذا. لا يمكنك احترام جزء من القانون، ولا يمكنك التمسك ببعض القانون ورفض بعضه الآخر. القانون كتلة واحدة أنت مطالب كمواطن أن تعترف بها كلها وتحترمها كلها لا أن تنتقي منها ما يعزز موقفك وينتصر لك وتترك الباقي الذي يقيدك ويحد من حركتك ويفضح تجاوزك.
طوال السنوات الثلاث الماضيات وأنت تعرف جيداً أن القانون يسمح بهذا الأمر ولا يسمح بذاك، ولعلك كنت ضمن الفريق الذي شرعه، ومع ذلك لا تتردد عن كسره وتجاوزه والإساءة إليه. القانون يقول إن الخروج في مسيرات ليلية يتطلب إذناً ومبررات وموافقة من الجهة المعنية، لكنك تقوم بهذه المخالفة في كل يوم وتقول بكل بساطة إنك لا تعترف بالقانون.
القانون يقول إن من حق وزارة الداخلية منع الخروج في مسيرات في مكان محدد تم الإخطار عنه لو قدرت أن ذلك يتسبب في تعطيل الآخرين ويشكل خطراً على حياتهم، لكنك ترفض كل هذا وتصر على الخروج في المسيرة في الوقت والمكان الذي تريده أنت، فلا تتردد عن كسر القانون والدوس عليه وتقبل بالدخول في مواجهات مع الأمن غير مبالٍ بسقوط ضحايا. تفعل هذا فقط لتقول إنك كسرت القانون وهيبة الدولة ولتفتخر بهذا الفعل أمام الفضائيات السوسة التي لا تعتبرك مخالفاً للقانون أبداً.
لا يمكن الانتقاء من القانون، فالقانون مثلما هو على غيرك فإنه عليك، ومثلما أن عليك أن تعترف به كاملاً فإن عليك أن تحترمه وتلتزم به. لا يمكن أن تحتمي بالقانون الذي ترفضه ولا تعترف به وتسعى إلى كسره وكسر هيبته.
احترم القانون أولاً والتزم به كاملاً كي تطالب بتطبيقه وعدم تجاوزه. لا يمكن أن تتهم الدولة بأنها تتعدى على القانون وأنت تتعدى عليه نهاراً جهاراً وتعتبر ذلك مفخرة وبطولة وشجاعة.. وصموداً.
{{ article.visit_count }}
من يتجاوز القانون لا يقبل منه مثل هذا القول، فالقانون قانون، سواء كان مفيداً لي ويخدمني أو يستفيد منه غيري لأنه يقيدنا جميعاً ويلزمنا، فالقانون عبارة عن مجموعة قواعد منظمة للعلاقات، وهو يؤكد سيادة الدولة باعتبارها طرفاً أساساً فيها، وتجاوزه يؤدي إلى الانهيار والفوضى. ليس مقبولاً الحث على تجاوز القانون ثم التمسك به لو كان يمكن توظيفه في الإساءة إلى الدولة.
على مدى ثلاث سنوات داس قائلو هذا التعليق وأمثاله في بطن القوانين وحرضوا على عدم الالتزام بها وعدم احترامها، بل صاروا يعتبرون كل من يسخف بالقوانين ويضرب بها عرض الحائط بطلاً، واليوم يقولون إن هذا التصرف أو ذاك يعتبر تعدياً على القوانين. لا يمكن أن تعترف بالقوانين في شأن ولا تعترف بها في شأن آخر، لو كنت تحترم القوانين فعلاً لكان تعليقك هذا الذي اعتبرت فيه التهديد بترحيل النجاتي أو ترحيله في مكانه، ولكان حجة على من وجهت إليه حديثك ونقدك، لكن طالما أنك من الأساس لا تحترم القوانين وتعمل على تكسيرها بتصرفاتك ومخالفاتك وتجاوزاتك التي كثرت فليس مقبولاً أبداً قولك هذا. لا يمكنك احترام جزء من القانون، ولا يمكنك التمسك ببعض القانون ورفض بعضه الآخر. القانون كتلة واحدة أنت مطالب كمواطن أن تعترف بها كلها وتحترمها كلها لا أن تنتقي منها ما يعزز موقفك وينتصر لك وتترك الباقي الذي يقيدك ويحد من حركتك ويفضح تجاوزك.
طوال السنوات الثلاث الماضيات وأنت تعرف جيداً أن القانون يسمح بهذا الأمر ولا يسمح بذاك، ولعلك كنت ضمن الفريق الذي شرعه، ومع ذلك لا تتردد عن كسره وتجاوزه والإساءة إليه. القانون يقول إن الخروج في مسيرات ليلية يتطلب إذناً ومبررات وموافقة من الجهة المعنية، لكنك تقوم بهذه المخالفة في كل يوم وتقول بكل بساطة إنك لا تعترف بالقانون.
القانون يقول إن من حق وزارة الداخلية منع الخروج في مسيرات في مكان محدد تم الإخطار عنه لو قدرت أن ذلك يتسبب في تعطيل الآخرين ويشكل خطراً على حياتهم، لكنك ترفض كل هذا وتصر على الخروج في المسيرة في الوقت والمكان الذي تريده أنت، فلا تتردد عن كسر القانون والدوس عليه وتقبل بالدخول في مواجهات مع الأمن غير مبالٍ بسقوط ضحايا. تفعل هذا فقط لتقول إنك كسرت القانون وهيبة الدولة ولتفتخر بهذا الفعل أمام الفضائيات السوسة التي لا تعتبرك مخالفاً للقانون أبداً.
لا يمكن الانتقاء من القانون، فالقانون مثلما هو على غيرك فإنه عليك، ومثلما أن عليك أن تعترف به كاملاً فإن عليك أن تحترمه وتلتزم به. لا يمكن أن تحتمي بالقانون الذي ترفضه ولا تعترف به وتسعى إلى كسره وكسر هيبته.
احترم القانون أولاً والتزم به كاملاً كي تطالب بتطبيقه وعدم تجاوزه. لا يمكن أن تتهم الدولة بأنها تتعدى على القانون وأنت تتعدى عليه نهاراً جهاراً وتعتبر ذلك مفخرة وبطولة وشجاعة.. وصموداً.