الوفاق كما القط الذي أكل السم وهو يتلوى اليوم، ومهما حاولت آلتهم الإعلامية ومن يصرخون في المواقع مستخدمين الحرب النفسية ومساعي استهداف نفسية الآخرين، فإن الواقع يبين بأنهم باتوا «كرتاً محروقاً» بعد فشل محاولة إسقاط النظام، والتي أبدلوها بعدها كذباً بمقولة «إصلاح النظام».
الجلوس في منطقة وسط بين ما تريده المرجعية السياسية الولائية الأولى إيران، وبين ما تريده جهات الدعم المدعية «زيفاً» بأنها حاضنة للديمقراطية ونعني بها واشنطن ومخططي البيت «غير» الأبيض، هو بالنسبة للوفاق انتحار سياسي، فهي لن تقوى على مخالفة إيران شبراً واحداً، والدليل «الخرس التام» منذ بدء آلة القتل السورية بيد بشار الأسد المدعوم من حزب الله وإيران حتى اليوم، في المقابل لا تريد أن تفقد «التبني» الأمريكي لها رغم أن الجهة الأخيرة باتت اليوم في موقف أكثر حرجاً بسبب تعنت هذه الجمعية الراديكالية في مواقفها تجاه العنف بالأخص، وتجاه أية محاولات مرنة لإنهاء حالة العبث.
المخلصون من أبناء الشعب والذين من الصعب أن تتم إلغاء الصور البشعة التي شاهدوها، والذين من الاستحالة أن يتم فرض النسيان عليهم بشأن ما عايشوه خلال فترة الانقلاب، المخلصون قالوا كلمتهم منذ زمن ومازالوا يرددونها: القانون يا دولة القانون، ولا شيء يجب أن يعلو على القانون.
الوفاق حرقت الفرص وحرقت كروتها وأحرجت حتى داعميها الذين يريدون بيان وسطية خداعة أمام الدولة البحرينية، وهي ليست سوى مسألة وقت لا أكثر حتى تحرق نفسها تماماً وتثبت بأن ادعاءها التمثل بوسطية واعتدال واحترام لجميع الأطراف ما هو إلا ادعاء كاذب مضلل من باب «التقية السياسية» ليس أكثر.
القناعة تقول بأن مد البساط أكثر لمن مازال يتحين الفرص ليتطاول ويسيء بالخطاب أو الفعل ما هو إلا عبث وتضييع وقت هذا البلد في مسألة منتهية ومعروفة نتائجها سلفاً، البحرين بحاجة لأن تتطور اقتصادياً ومعيشياً وبحاجة لأن يتم الاهتمام بالناس وحل همومهم ومشاكلهم بدلاً من إعطاء شخص قرر بنفسه أن يغرق ويواصل الغرق طوق نجاة، وهو يمسك بالطوق لا لكي يخرج من حالة الغرق بل ليرفع رأسه ويطلق عقيرته بالصراخ شاتماً مسقطاً، أمع هؤلاء يجدي حديث؟! اسألوا الأمريكان أنفسهم لو وضعوا في نفس هذه الحالة، هل سيصبرون كل هذا الصبر؟!
من يحاول أن يفرض النسيان على شعب البحرين يراهن على خسارة، فما حصل لهذه البلد وشعبها وقادتها مسألة لا ينساها إلا من يقبل على نفسه أن يرى السيناريو ذاته يتكرر مراراً وتكراراً، حينها هل سينتظر فزعة المخلصين ووقفتهم في وقت تعبوا فيه وهم ينتظرون حسم الأمور بالقانون وبما يقتضيه المنطق؟!
الوفاق نفسها تجلس في الاجتماعات وتحاول أن تتمثل بصورة الساعي لمقاربة أو تفاهم، لكنها سرعان ما تخرج تصرخ بأنها «لن تنسى» وتشحن الشارع من جديد، وتكرر نفس التصعيد! من رفع أصبعه في وجه من يقصده، ونعني النظام، وقال لهم اعتقلوني فليست لكم شرعية، هو من يجلس اليوم ليريد المغنم والمكسب ممن لا يرى لهم شرعية، فهل هناك أبلغ من هكذا دليل على حالة التردي التي وصلوا لها؟! بالتالي لم «طولة البال» مع من لو تمكن من هذه البلد لما تردد لحظة في تنفيذ كل شعار سقيم بشع رفع في دوار الانقلاب؟!
وسط محاولات الاستفزاز المستميتة التي يمارسونها، نقول للمخلصين كلمة واحدة يجب أن يثبتوها في أفئدتهم ووجدانهم ويقتنعوا بها، في نهاية المطاف لن يقبل أبداً باستنساخ دوار آخر، ولن يقبل بأي شيء يأتي على حساب البحرين وأهلها المخلصين، هذه بلد حفظها الله ثم بوقفة شعبها المخلص ولن يقبل المخلصون أن تعاد الكرة أو تقوى شوكة من أراد بهم وببلدهم الشر من جديد.
دعوهم يصرخون، دعوهم يفبركون، دعوهم يفعلون ما يشاؤون، هم يدركون قبل غيرهم أن المحاولة الأثيرة قبل ثلاث سنوات فشلت ولن تعود، قالها بعض رؤوسهم في الدوار «اليوم أو لا للأبد»، يلعبون اليوم على أوراق غير مضمونة، حتى شارعهم لا يضمنون ألا ينقلب عليهم ويشتمهم حينما يواصلون قيادته للتهلكة في مناهضة بلد ونظام لا يريد إلا الخير لأبنائه.
الأيام ستكشف المزيد، تبقى الثوابت راسخة لدى المخلصين ويتوجب تعزيزها، تبقى الاستفادة من الدروس هي أهم ما اكتسبه المخلصون، لا تطالبوهم بنسيان الألم، فلا أحد يمكنه إجبارهم على الوثوق بمن غدر مرات ومرات بهذه البلد ونظامها، لا أحد يمكنه فرض مزاج خاص على الشارع الذي يعاني من تداعيات التساهل في التعامل مع الإرهاب والتحريض.
قلناها: إن غداً لناظره لقريب، وما الغد ببعيد!
{{ article.visit_count }}
الجلوس في منطقة وسط بين ما تريده المرجعية السياسية الولائية الأولى إيران، وبين ما تريده جهات الدعم المدعية «زيفاً» بأنها حاضنة للديمقراطية ونعني بها واشنطن ومخططي البيت «غير» الأبيض، هو بالنسبة للوفاق انتحار سياسي، فهي لن تقوى على مخالفة إيران شبراً واحداً، والدليل «الخرس التام» منذ بدء آلة القتل السورية بيد بشار الأسد المدعوم من حزب الله وإيران حتى اليوم، في المقابل لا تريد أن تفقد «التبني» الأمريكي لها رغم أن الجهة الأخيرة باتت اليوم في موقف أكثر حرجاً بسبب تعنت هذه الجمعية الراديكالية في مواقفها تجاه العنف بالأخص، وتجاه أية محاولات مرنة لإنهاء حالة العبث.
المخلصون من أبناء الشعب والذين من الصعب أن تتم إلغاء الصور البشعة التي شاهدوها، والذين من الاستحالة أن يتم فرض النسيان عليهم بشأن ما عايشوه خلال فترة الانقلاب، المخلصون قالوا كلمتهم منذ زمن ومازالوا يرددونها: القانون يا دولة القانون، ولا شيء يجب أن يعلو على القانون.
الوفاق حرقت الفرص وحرقت كروتها وأحرجت حتى داعميها الذين يريدون بيان وسطية خداعة أمام الدولة البحرينية، وهي ليست سوى مسألة وقت لا أكثر حتى تحرق نفسها تماماً وتثبت بأن ادعاءها التمثل بوسطية واعتدال واحترام لجميع الأطراف ما هو إلا ادعاء كاذب مضلل من باب «التقية السياسية» ليس أكثر.
القناعة تقول بأن مد البساط أكثر لمن مازال يتحين الفرص ليتطاول ويسيء بالخطاب أو الفعل ما هو إلا عبث وتضييع وقت هذا البلد في مسألة منتهية ومعروفة نتائجها سلفاً، البحرين بحاجة لأن تتطور اقتصادياً ومعيشياً وبحاجة لأن يتم الاهتمام بالناس وحل همومهم ومشاكلهم بدلاً من إعطاء شخص قرر بنفسه أن يغرق ويواصل الغرق طوق نجاة، وهو يمسك بالطوق لا لكي يخرج من حالة الغرق بل ليرفع رأسه ويطلق عقيرته بالصراخ شاتماً مسقطاً، أمع هؤلاء يجدي حديث؟! اسألوا الأمريكان أنفسهم لو وضعوا في نفس هذه الحالة، هل سيصبرون كل هذا الصبر؟!
من يحاول أن يفرض النسيان على شعب البحرين يراهن على خسارة، فما حصل لهذه البلد وشعبها وقادتها مسألة لا ينساها إلا من يقبل على نفسه أن يرى السيناريو ذاته يتكرر مراراً وتكراراً، حينها هل سينتظر فزعة المخلصين ووقفتهم في وقت تعبوا فيه وهم ينتظرون حسم الأمور بالقانون وبما يقتضيه المنطق؟!
الوفاق نفسها تجلس في الاجتماعات وتحاول أن تتمثل بصورة الساعي لمقاربة أو تفاهم، لكنها سرعان ما تخرج تصرخ بأنها «لن تنسى» وتشحن الشارع من جديد، وتكرر نفس التصعيد! من رفع أصبعه في وجه من يقصده، ونعني النظام، وقال لهم اعتقلوني فليست لكم شرعية، هو من يجلس اليوم ليريد المغنم والمكسب ممن لا يرى لهم شرعية، فهل هناك أبلغ من هكذا دليل على حالة التردي التي وصلوا لها؟! بالتالي لم «طولة البال» مع من لو تمكن من هذه البلد لما تردد لحظة في تنفيذ كل شعار سقيم بشع رفع في دوار الانقلاب؟!
وسط محاولات الاستفزاز المستميتة التي يمارسونها، نقول للمخلصين كلمة واحدة يجب أن يثبتوها في أفئدتهم ووجدانهم ويقتنعوا بها، في نهاية المطاف لن يقبل أبداً باستنساخ دوار آخر، ولن يقبل بأي شيء يأتي على حساب البحرين وأهلها المخلصين، هذه بلد حفظها الله ثم بوقفة شعبها المخلص ولن يقبل المخلصون أن تعاد الكرة أو تقوى شوكة من أراد بهم وببلدهم الشر من جديد.
دعوهم يصرخون، دعوهم يفبركون، دعوهم يفعلون ما يشاؤون، هم يدركون قبل غيرهم أن المحاولة الأثيرة قبل ثلاث سنوات فشلت ولن تعود، قالها بعض رؤوسهم في الدوار «اليوم أو لا للأبد»، يلعبون اليوم على أوراق غير مضمونة، حتى شارعهم لا يضمنون ألا ينقلب عليهم ويشتمهم حينما يواصلون قيادته للتهلكة في مناهضة بلد ونظام لا يريد إلا الخير لأبنائه.
الأيام ستكشف المزيد، تبقى الثوابت راسخة لدى المخلصين ويتوجب تعزيزها، تبقى الاستفادة من الدروس هي أهم ما اكتسبه المخلصون، لا تطالبوهم بنسيان الألم، فلا أحد يمكنه إجبارهم على الوثوق بمن غدر مرات ومرات بهذه البلد ونظامها، لا أحد يمكنه فرض مزاج خاص على الشارع الذي يعاني من تداعيات التساهل في التعامل مع الإرهاب والتحريض.
قلناها: إن غداً لناظره لقريب، وما الغد ببعيد!