تطاولت الألسن البذيئة، التي لم ينطق لسانها يوماً كلمة حق، على شيوخنا الأفاضل الذين جددوا عهد الأمة السالف ورفعوا رأسها وبيضوا وجه أهل البحرين في الدنيا، وإن شاء الله في الآخرة يا أهل البحرين، غير ملومين من رب العالمين. فقد ناب عنكم رجال الدين الأفاضل الشيخ عادل المعاودة والشيخ عبدالحليم مراد والشيخ فيصل الغرير، فحياكم الله يا شيوخنا الأفاضل وبيض الله وجوهكم، وجعل الله دعمكم للشعب السوري في ميزان حسناتكم يوم تلقون الله وقد أديتم الأمانة التي حملتموها كرجال صدقوا بما عاهدوا (من المُؤمنين رجالٌ صدقُوا ما عاهدُوا اللّه عليه).
فيا أصحاب الألسن البذيئة والمؤامرة الدنيئة.. سنقارن اليوم بين ما قدمتموه وما قدمه شيوخنا الأفاضل، وسنبدأ أولاً بالبحرين.. فأنتم من استعنتم بإيران والغرب في مؤامرت الانقلاب على الحكم الخليفي، والذي تربت لحوم أكتافكم من خير حكامه، وقدتم مؤامرة وحشية همجية حملتم الفؤوس والسيوف وذبحتم الأبرياء. أنتم من احتللتم أكبر مستشفى في البحرين ومنعتم العلاج عن المواطنين وأدخلتم فيه الأسلحة، وحولتم غرف العمليات إلى محطات إذاعية وتلفزيونية تنشرون فيها أخبار مؤامرتكم على القنوات الإيرانية والأجنبية، وأنتم من استغثتم بإيران وأمريكا تتوسلونهم لاحتلال البحرين، وقد قمتم بعمليات إرهابية لم يشهد مثلها العالم.
أما شيوخنا الأفاضل، فكانوا في الصف الأول للدفاع عن البحرين وأهلها وحكامها.. نعم فقد وقفوا مع حكامهم ودافعوا عن شرعية الحكم الخليفي امتثالاً لقول الله تعالى (أطيعُوا اللّه وأطيعُوا الرّسُول وأُولي الأمر منكُم)، وهي الصفة التي تفرق بينهم وبين أصحاب الألسنة البذيئة، لأن أولي الأمر هم شيوخنا الأفاضل آل خليفة الكرام، أما أولي الأمر لكم فهم خامنئي والسيستاني وعيسى قاسم، وهم جميعاً خارج دائرة الأمة العربية الإسلامية التي هبت حكاماً وشعوباً لإغاثة الشعب السوري الذي اجتمع عليه الصفويون وشارك معهم خليجيون، ومنهم من هلك في الدفاع عن الصنم السوري، وها هي الأخبار تتناقل «إن حركة النجباء الشيعية في العراق قامت بتشييع جثامين 23 خليجياً من قتلاها تطوعوا للقتال إلى جانب نظام بشار ودفاعاً عن المراقد، ومنهم 8 بحرينين تم دفنهم في مراسم تشييع في النجف».
نعم.. أصحاب الألسنة البذيئة الذين ينشرون الإشاعات ويتآمرون على البحرين يحاولون اليوم تحريض الدولة على رجالها المخلصين، ويغتنمون الفرصة لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الخمسينية الصفوية والتي تقول «العمل على الوقيعة بين علماء السنة والدولة من خلال تحريض العلماء على المفاسد القائمة وتوزيع المنشورات بأسمائهم، ثم تحريض الدولة عليهم، ثم إثارة أهل السنة على الحكومات حتى تقمع الحكومات أهل السنة، فيتحقق سوء ظن الحكام بكل المتدينين من أهل السنة وكل أنشطتهم، نمو الحقد والعداء بين الطرفين، وضياع مكانة أهل السنة وسلطتهم المادية والمعنوية، وإحجام الحكام عن المساعدة في نشر الدين».
وها هم بذيئو اللسان اليوم وبعدما عجزوا عن الوقيعة بين رجال الدين السنة وبين حكامهم، انتهزوا فرصة مساندة جمعية الأصالة للشعب السوري وتقديم المساعدات المادية التي أوصلها شيوخهم الأفاضل الي يد الشعب السوري، فجاءت هذه الألسن كي تقطع هذه المساعدات.
يقول أحدهم في مقاله الذي ينفث كعادته سمومه على شعب البحرين الأصيل «الغريب أن جمعية الأصالة ورئيسها وأعضاءها يطالبون بتنفيذ القانون ولكنهم لا يتحدثون عن جمعهم أموال خلافاً للقانون وتهريبها ودخولهم بلداً عربياً خلسة، ودعمهم لأعمال عسكرية». نقول له إن جمعية الأصالة ورئيسها وأعضاءها لم يستلموا حقائب من السفارات الأجنبية ولا حكومات غربية كي ينفذوا مؤامرة انقلابية ضد حكامهم، مثل أولئك الذين يعودون من إيران والعراق محملين بالحقائب وغيرها من تحويلات تصلهم من الداخل والخارج، وأن رئيس جمعية الأصالة وأعضاءها لم يقفوا على المنابروا ليفتوا لجماهيرهم بالقتل وسفك الدماء كما أفتى عيسى قاسم بقتل رجال الأمن «اسحقوهم»، وأن رئيس جمعية الأصالة وأعضاءها لم يذهبوا خلسة لسوريا، بل وثقوا زياراتهم بالصوت والصورة وبثتها القنوات الفضائية، فلم تكن زيارتهم سرية ولا مخفية، وهذه الأفلام والتسجيلات تشهد أين تذهب أموال أهل البحرين، إنها تذهب إلى الأرامل واليتامى، بينما غيرهم يذهبون لذبح أزواجهم وآبائهم.
إن الأصالة وشعب البحرين الأصيل وقفوا مع دول العالم، ومنها أمريكا، التي قررت يوماً أن تقوم بحملة عسكرية ضد نظام بشار، لكنها تراجعت بعد تهديد إيران لها، أما شعب البحرين فلن يخيفه تهديد إيران ولا فحيح الأفاعي ولا نعيب البوم، فهم يناصرون الشعب السوري الذي وصل عدد شهدائه لمئات الآلاف، وعدد لاجئيه تجاوز الخمسة ملايين، استقبلت بعضهم دول ليس لها بهم صلة عقيدة ولا تاريخ إنما بدافع الإنسانية، وهنا يريد البعض من دولة البحرين العربية الإسلامية أن تمنع المساعدات المادية عن الشعب السوري لأنه يقف مع نظام بشار.. إنه الفرق بين الشيخ عادل المعاودة والشيخ عبدالحليم مراد والشيخ فيصل الغرير الذي يتبعون ولي أمرهم، حكام البحرين، وبين بذيئي اللسان الذين يتبعون الولي الفقيه في إيران، والذي أفتى بذبح أطفال سوريا. فمن وراء مشاركة البحرينيين في القتال مع بشار؟!
ذكر فاضل عباس في تقرير نشر بتاريخ 21 نوفمبر 2013 بعد زيارته لبشار: «وقد شجع فاضل عباس البحرينيين لزيارة سوريا لرفع الحصار، مؤكداً أن مطار دمشق يعمل بشكل طبيعي وأن الحدود اللبنانية السورية طبيعية»، نرجو من الدولة التحقيق في هذه القضية لأنها وصمة عار في جبين البحرين وإثم لا يغتفر حين يشارك من يحمل الجنسية البحرينية في ذبح نساء سوريا وأطفالها؟