لم يستغفلكم علي سلمان ولم يخفِ عنكم حجم قوتهم فقد قالها وبصراحة: «ليعلم المشير بأننا لم نستخدم 50% من قوتنا»، إذاً فما تفجير الديه وما قبله إلا بعض من القوة التي لم يستخدمها بعد علي سلمان، وبالفعل كان واثقاً عندما وجه تهديده للدولة بأنه قادر على التنفيذ، وها هو التفجير تلو الآخر.الدولة التي أعلنت توصيات المجلس الوطني بعد تفجير الرفاع، عليها أن تطبق هذه التوصيات، وخصوصاً تلك المتعلقة بتحريض المنابر، بدل الصمت عن رؤوس الإرهاب الذين دعا كبيرهم إلى «اسحقوهم»، وها هي الدعوة مستمرة في حصد مزيد من الأرواح، بعد أن أصبحت الدولة تستجدي رضا الوفاق وإيران، والتي حاولت استرضاءها بشتى الوسائل والطرق بفتح خطوط الطيران وتصريحات المسؤولين، وآخرها زيارة أعضاء البرلمان لطهران في فبراير 2014، وكذلك محاولة استجداء رضا الإدارة الأمريكية، التي ردت بتقرير خارجيتها الذي يقول «إن مشكلة البحرين في عدم قدرة الشعب في تغيير حكومته سلمياً».إن حادث التفجير في الديه والذي ذهب ضحيته ثلاثة من رجال الأمن، ما هو إلا نتيجة متوقعة بعدما اعتقدت ميليشيات الوفاق أن الدولة غير قادرة على إنفاذ العقوبات، لأنها حتمياً ستخفف كما خففت أحكام الإعدام التي صدرت خلال فترة السلامة الوطنية، كما إن ثقتهم بأن الدولة لا بد أن تطلق سراحهم في مدة بسيطة، وكما أطلقت من قبل سراح من ارتكبوا جرائم ذهب ضحيتها كثير من الأرواح في فترة أحداث التسعينات.إن هذه الشرذمة، التي مازال قادتها يتمتعون بجوازات سفر خاصة والرواتب المجزية، ستستمر في قيادة الإرهاب بعدما تيقنت أن الدولة ستتململ منه خوفاً على اقتصادها وفعالياتها ومسابقاتها، وأن الدولة لن تقدر على تحمل مزيد من التدهور الاقتصادي، وذلك بعدما أحكمت هذه الشرذمة القبضة على الاقتصاد الذي استطاعت أن تخنقه تدريجياً، حين ضيقت على المستثمرين، ومن ثم تقوية ميليشياتهم عن طريق الدعم المالي، الذي عمل عليه وزراء كانت هذه المؤسسات تحت سلطتهم الكلية، إضافة إلى الإرهاب الذي عصف بقلب البحرين التجاري، وهو الخطأ الذي تدفع ثمنه الدولة عندما قدمت الاقتصاد على الأمن، وقدمت رضا أمريكا على سيادتها، فكانت النتيجة حوادث أمنية خطيرة، وعدم إنفاذ القانون في قادة الإرهاب، بسحب الجنسية وطردهم إلى غير رجعة، كما تفعل جميع دول العالم لأجل حماية أمنها.على الدولة اليوم أن تفرض سيادتها على الأرض وأن تجفف منابع الإرهاب، كما تفعل أمريكا، وعليها الاستعانة بالخبرة الأمريكية في محاربة الإرهاب، وذلك بعدما نجحت أمريكا في تعقب الإرهابيين الذين يهددون أمنها حتى وصلت إلى جبال أفغانستان وقرى باكستان ووديان اليمن، وعليها أن تمتلك أجهزة التنصت التي تستخدمها أمريكا في التنصت على شعبها ومؤسساتها. نعود ونكرر أن حادث الديه وما قبل الدير وما بعدهما، ما هو إلا بعض من قوة علي سلمان، الذي لم يستخدم 50% من قوته؛ فكيف إذا استخدم قوته كاملة.يا جماهير الفاتح فوّتوا الفرصة..ضبط النفس هو الجهاد في ظل مؤامرة أمريكية إيرانية تريد أن تنفذها من خلال استثارة جماهير الفاتح والذي يعطي الحق لأمريكا بالتدخل بدعوى الحماية، وما هذه التفجيرات إلا دعوة لتنفيذ ما هو أكبر من المؤامرة الانقلابية، وهو الاقتتال الطائفي، وأن القوة اليوم هي الحكمة، وعلى هذه الجماهير الواعية أن تدرك مغبة الغضب الذي سيؤدي إلى نتائج مدمرة، والواجب الديني والوطني هو أن تفوّتوا الفرصة على علي سلمان حتى لا يجعل منا عذراً تدخل منه أمريكا.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90