الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعاصمة السعودية الرياض تكتسب أهمية خاصة لأنها زيارة تأتي بعد جمود العلاقات الخليجية ـ الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية، وتأتي بعد انكشاف مشروع التغيير السياسي في منطقة الخليج العربي كمشروع من مشاريع السياسة الخارجية الأمريكية.
هناك العديد من القضايا التي يفترض أن تتم مناقشتها في الرياض بالقمة السعودية ـ الأمريكية، وهي قضايا قد تتعلق بالبلدين، وقد تتعلق بظروف وأوضاع المنطقة ومستقبلها. ولكن ما يهمنا هنا هو إثارة سؤال: هل يقود أوباما تغييراً للسياسة الأمريكية تجاه الخليج بعد أن سيطرت عليها قناعة بأن واشنطن وغيرها من الغرب تدعم اتجاه تغيير خارطة الجغرافيا السياسية في المنطقة؟
ما يدفع لمثل هذا التساؤل، هو التعقيد والفوضى الذي وصلت له الظروف في الشرق الأوسط بسبب تبني الفوضى الخلاقة منذ حكم المحافظين الجدد في البيت الأبيض. وباتت النتائج غير مقنعة تماماً، فإذا كان الهدف من الفوضى الخلاقة هو حماية المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، فإنه البيئة الحاضنة لمثل هذه المصالح لا تبدو آمنة أو مستقرة، بل تصاعد الإرهاب والعنف السياسي سيطال المصالح الأمريكية والغربية بشكل أو بآخر. وإذا كان الهدف من الفوضى الخلاقة القضاء على الجماعات المتطرفة والإرهابية، فإن خارطة نفوذ الجماعات الإرهابية باتت واسعة في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى. وإذا كان الهدف من الفوضى الخلاقة احتواء إيران والحد من نفوذها، فإن المحصلة النهائية هي إعلان الإدارة الأمريكية تحالفها (الغادر) مع إيران وفقاً لمفهوم تريتا بارسي. وإذا كان الهدف من الفوضى الخلاقة تقسيم دول الشرق الأوسط، وتحديداً دول الخليج العربي، فإن هناك مؤشرات باتجاه العديد من الدول العربية نحو التقسيم، ولكن لا توجد مؤشرات نحو إعادة تشكيل خارطة دول الخليج العربية حتى الآن.
المحصلة أن الفوضى الخلاقة قادت إلى فوضى حقيقية وانتقلت إلى مرحلة استقرار الفوضى، وهي مرحلة من المتوقع أن تكون طويلة زمنياً وسترهق الجميع، وستكون هناك تداعيات لم تظهر حتى الآن بسبب التحالفات السياسية الجديدة قيد التشكيل.
الإدارة الأمريكية أمام خيارين؛ إما الدفع باستمرار سياسة الفوضى الخلاقة وتضرر المصالح الأمريكية في أكثر المراحل التاريخية فتوراً في العلاقات مع دول الخليج، أو السعي نحو إيقاف هذه الفوضى نهائياً بالحفاظ على ما تبقى من تحالفات حفاظاً على المصالح الأمريكية في المنطقة، وحفاظاً على ما تبقى من حلفاء وشركاء هنا في الخليج.
هناك العديد من القضايا التي يفترض أن تتم مناقشتها في الرياض بالقمة السعودية ـ الأمريكية، وهي قضايا قد تتعلق بالبلدين، وقد تتعلق بظروف وأوضاع المنطقة ومستقبلها. ولكن ما يهمنا هنا هو إثارة سؤال: هل يقود أوباما تغييراً للسياسة الأمريكية تجاه الخليج بعد أن سيطرت عليها قناعة بأن واشنطن وغيرها من الغرب تدعم اتجاه تغيير خارطة الجغرافيا السياسية في المنطقة؟
ما يدفع لمثل هذا التساؤل، هو التعقيد والفوضى الذي وصلت له الظروف في الشرق الأوسط بسبب تبني الفوضى الخلاقة منذ حكم المحافظين الجدد في البيت الأبيض. وباتت النتائج غير مقنعة تماماً، فإذا كان الهدف من الفوضى الخلاقة هو حماية المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، فإنه البيئة الحاضنة لمثل هذه المصالح لا تبدو آمنة أو مستقرة، بل تصاعد الإرهاب والعنف السياسي سيطال المصالح الأمريكية والغربية بشكل أو بآخر. وإذا كان الهدف من الفوضى الخلاقة القضاء على الجماعات المتطرفة والإرهابية، فإن خارطة نفوذ الجماعات الإرهابية باتت واسعة في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى. وإذا كان الهدف من الفوضى الخلاقة احتواء إيران والحد من نفوذها، فإن المحصلة النهائية هي إعلان الإدارة الأمريكية تحالفها (الغادر) مع إيران وفقاً لمفهوم تريتا بارسي. وإذا كان الهدف من الفوضى الخلاقة تقسيم دول الشرق الأوسط، وتحديداً دول الخليج العربي، فإن هناك مؤشرات باتجاه العديد من الدول العربية نحو التقسيم، ولكن لا توجد مؤشرات نحو إعادة تشكيل خارطة دول الخليج العربية حتى الآن.
المحصلة أن الفوضى الخلاقة قادت إلى فوضى حقيقية وانتقلت إلى مرحلة استقرار الفوضى، وهي مرحلة من المتوقع أن تكون طويلة زمنياً وسترهق الجميع، وستكون هناك تداعيات لم تظهر حتى الآن بسبب التحالفات السياسية الجديدة قيد التشكيل.
الإدارة الأمريكية أمام خيارين؛ إما الدفع باستمرار سياسة الفوضى الخلاقة وتضرر المصالح الأمريكية في أكثر المراحل التاريخية فتوراً في العلاقات مع دول الخليج، أو السعي نحو إيقاف هذه الفوضى نهائياً بالحفاظ على ما تبقى من تحالفات حفاظاً على المصالح الأمريكية في المنطقة، وحفاظاً على ما تبقى من حلفاء وشركاء هنا في الخليج.