حق التنظيم والتكوين وحرية الفكر كلها حقوق إنسانية مكفولة ولسنا بحاجة لمناقشتها أو تأصيلها، ولكننا بحاجة لمناقشة أوسع تتعلق بطبيعة الجماعات السياسية التي ظهرت واستغلت الدين، سواء كانت سنية أم شيعية، ودورها ومعالجة إشكالية تداخل المصلحة العامة بالمصلحة الخاصة بالنسبة لهذه الجماعات.
الجماعات السياسية الإسلامية ظهرت بناء على فكر ديني صنعته الظروف السياسية، وتحول تدريجياً هذا الفكر إلى أيديولوجيا مقدسة، بل في أحايين كثيرة صار المساس بالفكر السياسي لهذه الجماعات مساساً بالمعتقد الديني يتطلب المواجهة العلنية.
كما تحمل هذه الجماعات أجندة قد تتداخل مع أجندات حكومات الخليج العربي، ولكنها في معظم الأوقات تختلف معها في الرؤى والتصورات، وإن لم يكن هذا الاختلاف علنياً. فالتداخل في الأجندة والمصالح تداخل مرحلي لا أكثر تقتضيه الظروف والمصلحة الراهنة، كما هو الحال بالنسبة لبعض الجماعات السياسية الإسلامية في البحرين وموقفها من المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد في فبراير 2011.
وعلى صعيد الممارسات لدى هذه الجماعات أدوات حركية كوّنت بيئة إقصائية خصبة بحيث تتبنى كوادر هذه التنظيمات فكراً إقصائياً تجاه مجتمعها الذي تتواجد فيه، وترفض فيه نظام الحكم أو تتحفظ على بعض تفاصيله، وتمارس نشاطاً محموماً بانتقاد السياسات العامة المتبعة.
وفي الوقت نفسه فإن لهذه الجماعات فكراً متطرفاً تجاه مكونات المجتمع التي لا تتفق معها في الهوية ولا تتفق معها في الأيديولوجيا أو المصالح. ولذلك نجد من النادر وجود توافق بين الجماعات الإسلامية بعضها بعضاً لأن العداء الأيديولوجي قائم دائماً وإن كان هناك تنسيق محدود.
الجماعات الإرهابية المتطرفة ولدت من رحم الجماعات الإسلامية، بمعنى أن الإرهاب وليد الجماعات الإسلامية التي يفترض فيها محاربة الإرهاب بالدرجة الأولى انطلاقاً من اعتبارات دينية صرفة.
ومن الناحية التاريخية عندما واجهت دول الخليج العربية صراعاً مع حركات اليسار خلال النصف الثاني من القرن العشرين دعمت وتحالفت مع الجماعات السياسية الإسلامية لحفظ الأمن والاستقرار، ولكن هذا التحالف من منظور هذه الجماعات لم يكن تحالفاً فعلياً بقدر ما كان تحالفاً تسعى هذه الجماعات من خلاله إلى التغلغل داخل الدول الخليجية وكسب مناطق نفوذ جديدة.
عندما اندلعت الثورات العربية اضطرت الجماعات السياسية الإسلامية إلى الكشف عن قدرتها على استخدام الإرهاب والعنف في سبيل تحقيق أجندتها دون أدنى اكتراث للمصلحة العامة للمجتمعات الخليجية، وهو ما وضعها في نهاية المطاف في موقف محرج لأنها تحولت إلى جماعات إرهابية.
بعد هذه الحقائق؛ هل فعلاً استفادت دول الخليج العربية من الجماعات الإسلامية؟
الجماعات السياسية الإسلامية ظهرت بناء على فكر ديني صنعته الظروف السياسية، وتحول تدريجياً هذا الفكر إلى أيديولوجيا مقدسة، بل في أحايين كثيرة صار المساس بالفكر السياسي لهذه الجماعات مساساً بالمعتقد الديني يتطلب المواجهة العلنية.
كما تحمل هذه الجماعات أجندة قد تتداخل مع أجندات حكومات الخليج العربي، ولكنها في معظم الأوقات تختلف معها في الرؤى والتصورات، وإن لم يكن هذا الاختلاف علنياً. فالتداخل في الأجندة والمصالح تداخل مرحلي لا أكثر تقتضيه الظروف والمصلحة الراهنة، كما هو الحال بالنسبة لبعض الجماعات السياسية الإسلامية في البحرين وموقفها من المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد في فبراير 2011.
وعلى صعيد الممارسات لدى هذه الجماعات أدوات حركية كوّنت بيئة إقصائية خصبة بحيث تتبنى كوادر هذه التنظيمات فكراً إقصائياً تجاه مجتمعها الذي تتواجد فيه، وترفض فيه نظام الحكم أو تتحفظ على بعض تفاصيله، وتمارس نشاطاً محموماً بانتقاد السياسات العامة المتبعة.
وفي الوقت نفسه فإن لهذه الجماعات فكراً متطرفاً تجاه مكونات المجتمع التي لا تتفق معها في الهوية ولا تتفق معها في الأيديولوجيا أو المصالح. ولذلك نجد من النادر وجود توافق بين الجماعات الإسلامية بعضها بعضاً لأن العداء الأيديولوجي قائم دائماً وإن كان هناك تنسيق محدود.
الجماعات الإرهابية المتطرفة ولدت من رحم الجماعات الإسلامية، بمعنى أن الإرهاب وليد الجماعات الإسلامية التي يفترض فيها محاربة الإرهاب بالدرجة الأولى انطلاقاً من اعتبارات دينية صرفة.
ومن الناحية التاريخية عندما واجهت دول الخليج العربية صراعاً مع حركات اليسار خلال النصف الثاني من القرن العشرين دعمت وتحالفت مع الجماعات السياسية الإسلامية لحفظ الأمن والاستقرار، ولكن هذا التحالف من منظور هذه الجماعات لم يكن تحالفاً فعلياً بقدر ما كان تحالفاً تسعى هذه الجماعات من خلاله إلى التغلغل داخل الدول الخليجية وكسب مناطق نفوذ جديدة.
عندما اندلعت الثورات العربية اضطرت الجماعات السياسية الإسلامية إلى الكشف عن قدرتها على استخدام الإرهاب والعنف في سبيل تحقيق أجندتها دون أدنى اكتراث للمصلحة العامة للمجتمعات الخليجية، وهو ما وضعها في نهاية المطاف في موقف محرج لأنها تحولت إلى جماعات إرهابية.
بعد هذه الحقائق؛ هل فعلاً استفادت دول الخليج العربية من الجماعات الإسلامية؟