استشهاد ثلاثة من رجال الأمن في عملية واحدة كان أمراً مؤلماً وقاسياً، فالثلاثة قبل أن يكونوا رجال أمن؛ هم من البشر ويخدمون في سلك مهمته الحفاظ على الأمن وتوفيره للجميع، فمن دونهم -رجال الأمن- تسود الفوضى ويضيع الأمن والأمان.
العملية التي وصفها الجميع بالجبانة أسفرت عن أمر لم ينتبه إليه مرتكبوها، حيث ازدادت أعداد المدركين لأهمية رجل الأمن ودوره في إعادة الأمور إلى نصابها وحماية المواطنين والمساهمة في إنقاذ الوطن مما جرى عليه من سوء صار الجميع يعرف من يقف وراءه وماذا يريد.
مشاركة الجماهير الغفيرة في تشييع الضحايا كان رداً قوياً على أولئك الذين تجاوزوا كل الحدود والأعراف والقيم وتجاوزوا الأخلاق والشرائع. وتجشم البعض غير القليل من أهل البحرين عناء السفر يتقدمهم مسؤولون كبار إلى رأس الخيمة لتقديم واجب العزاء لذوي الشهيد طارق الشحي كان تأكيداً على أن مشاركة قوات خليجية في ردع من يريد بالبحرين سوءاً أمر مطلوب ومرغوب ومرحب به من شعب البحرين، أي أن قرار مشاركة الخليجيين لوأد الفتنة في البحرين ليس قرار السلطة فقط ولكنه قرار شعب البحرين الذي وجد نفسه في غفلة من الزمن ضحية مؤامرة، بل مؤامرات تورط فيها للأسف بعض الأبناء.
ما تلا التفجير لم يتوقعه القتلة؛ فقد خسروا الكثيرين ممن كانوا يتعاطفون معهم بشكل أو بآخر وتلقوا ضربات موجعة، أولها اكتشاف الفاعلين وثانيها التوصل إلى مجموعة من المطلوبين أمنياً والتوصل إلى مجموعة من خيوط اللعبة، وثالثها أنه رغم ضيق البعض من نقاط السيطرة والأمن التي ازدادت في بعض الشوارع إثر تلك العملية الغادرة والتي تتسبب أحياناً في تعطيلهم والإخلال بإيقاع يومهم؛ إلا أن الجميع تقبلها لأنهم صاروا يدركون قيمتها وفوائدها.
لعل من المناسب هنا اقتطاف عبارات من بيان أصدرته جمعية العمل الإسلامي تعليقاً على عملية التفجير، ذلك أن فيها اعترافاً صريحاً بتورط عناصر من «المعارضة» في تلك العملية، ويكاد القارئ يفهم منها أن من تم القبض عليهم هم الفاعلون.
يقول البيان الذي اختير له عنوان «المقاومة الجهادية نهج الأنبياء وقاصمة الطغاة»؛ إن «مسار الثورات الحقيقية ضد الطغاة المجرمين لا تقف عند نحو معين بل (تتصاعد حدة وقوة) ورفعة بمضي الوقت، وإن همةً ثوار البحرين الأبطال الذين فجروا ثورة 14 فبراير 2011 قد (طالت عنان السماء)»، وفي هذا اعتراف صريح بأن «المعارضة» اتخذت العنف سبيلاً وأنها تؤمن بأنه لا حد للعنف وأنها هي التي نفذت تفجير الديه. يؤكد هذا الاستنتاج العبارة التالية الواردة في البيان أيضاً «إن تيارنا الرسالي يشيد وبفخر عالٍ بكل «عمليات المقاومة النوعية المتصاعدة» في البحرين ويعتبرها «ضرورة» واقعية ومنطلقة من شرعية الدين الإسلامي». يؤكد هذا وذاك كله العبارات الأخرى التي احتواها البيان بدءاً من عنوانه وانتهاء بآخر كلمة فيه.
البيان كما هو واضح جاء ليؤكد نهجاً معيناً واستراتيجية تم اعتمادها من قبل «القادة»، لكن نشره يؤكد افتقار «المعارضة» إجمالاً للخبرة وللحنكة السياسية، فكل من يقرأ البيان يستنتج أن «المعارضة» التي اتخذت العنف سبيلاً ورفعت رايته هي من خطط ونفذ عملية التفجير في الديه، وأنها ببيانها هذا تلبس المتهمين القضية!
هذا البيان ينبغي على الدولة أن تأخذه بجدية وتحلله جيداً وتدرسه، فهو يعتبر «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير وسرايا الأشتر والشعبية والمختار» «قوى جهادية وخير قوى مؤمنة نبعت لمواجهة واقع القهر والظلم والإرهاب» وأنها «تسترشد بنور الله العظيم ولها شرعية»، «أمضاها ويسددها فقهاء عظام»، كما يشيد بمواقف وفعاليات «الائتلاف والعمل وحق ووفاء والأحرار وخلاص» ويعتبرها الخطوة الصحيحة للوصول إلى «مجلس أعلى لقيادة الثورة في البحرين»!
العملية التي وصفها الجميع بالجبانة أسفرت عن أمر لم ينتبه إليه مرتكبوها، حيث ازدادت أعداد المدركين لأهمية رجل الأمن ودوره في إعادة الأمور إلى نصابها وحماية المواطنين والمساهمة في إنقاذ الوطن مما جرى عليه من سوء صار الجميع يعرف من يقف وراءه وماذا يريد.
مشاركة الجماهير الغفيرة في تشييع الضحايا كان رداً قوياً على أولئك الذين تجاوزوا كل الحدود والأعراف والقيم وتجاوزوا الأخلاق والشرائع. وتجشم البعض غير القليل من أهل البحرين عناء السفر يتقدمهم مسؤولون كبار إلى رأس الخيمة لتقديم واجب العزاء لذوي الشهيد طارق الشحي كان تأكيداً على أن مشاركة قوات خليجية في ردع من يريد بالبحرين سوءاً أمر مطلوب ومرغوب ومرحب به من شعب البحرين، أي أن قرار مشاركة الخليجيين لوأد الفتنة في البحرين ليس قرار السلطة فقط ولكنه قرار شعب البحرين الذي وجد نفسه في غفلة من الزمن ضحية مؤامرة، بل مؤامرات تورط فيها للأسف بعض الأبناء.
ما تلا التفجير لم يتوقعه القتلة؛ فقد خسروا الكثيرين ممن كانوا يتعاطفون معهم بشكل أو بآخر وتلقوا ضربات موجعة، أولها اكتشاف الفاعلين وثانيها التوصل إلى مجموعة من المطلوبين أمنياً والتوصل إلى مجموعة من خيوط اللعبة، وثالثها أنه رغم ضيق البعض من نقاط السيطرة والأمن التي ازدادت في بعض الشوارع إثر تلك العملية الغادرة والتي تتسبب أحياناً في تعطيلهم والإخلال بإيقاع يومهم؛ إلا أن الجميع تقبلها لأنهم صاروا يدركون قيمتها وفوائدها.
لعل من المناسب هنا اقتطاف عبارات من بيان أصدرته جمعية العمل الإسلامي تعليقاً على عملية التفجير، ذلك أن فيها اعترافاً صريحاً بتورط عناصر من «المعارضة» في تلك العملية، ويكاد القارئ يفهم منها أن من تم القبض عليهم هم الفاعلون.
يقول البيان الذي اختير له عنوان «المقاومة الجهادية نهج الأنبياء وقاصمة الطغاة»؛ إن «مسار الثورات الحقيقية ضد الطغاة المجرمين لا تقف عند نحو معين بل (تتصاعد حدة وقوة) ورفعة بمضي الوقت، وإن همةً ثوار البحرين الأبطال الذين فجروا ثورة 14 فبراير 2011 قد (طالت عنان السماء)»، وفي هذا اعتراف صريح بأن «المعارضة» اتخذت العنف سبيلاً وأنها تؤمن بأنه لا حد للعنف وأنها هي التي نفذت تفجير الديه. يؤكد هذا الاستنتاج العبارة التالية الواردة في البيان أيضاً «إن تيارنا الرسالي يشيد وبفخر عالٍ بكل «عمليات المقاومة النوعية المتصاعدة» في البحرين ويعتبرها «ضرورة» واقعية ومنطلقة من شرعية الدين الإسلامي». يؤكد هذا وذاك كله العبارات الأخرى التي احتواها البيان بدءاً من عنوانه وانتهاء بآخر كلمة فيه.
البيان كما هو واضح جاء ليؤكد نهجاً معيناً واستراتيجية تم اعتمادها من قبل «القادة»، لكن نشره يؤكد افتقار «المعارضة» إجمالاً للخبرة وللحنكة السياسية، فكل من يقرأ البيان يستنتج أن «المعارضة» التي اتخذت العنف سبيلاً ورفعت رايته هي من خطط ونفذ عملية التفجير في الديه، وأنها ببيانها هذا تلبس المتهمين القضية!
هذا البيان ينبغي على الدولة أن تأخذه بجدية وتحلله جيداً وتدرسه، فهو يعتبر «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير وسرايا الأشتر والشعبية والمختار» «قوى جهادية وخير قوى مؤمنة نبعت لمواجهة واقع القهر والظلم والإرهاب» وأنها «تسترشد بنور الله العظيم ولها شرعية»، «أمضاها ويسددها فقهاء عظام»، كما يشيد بمواقف وفعاليات «الائتلاف والعمل وحق ووفاء والأحرار وخلاص» ويعتبرها الخطوة الصحيحة للوصول إلى «مجلس أعلى لقيادة الثورة في البحرين»!