تطورات الأحداث في أوكرانيا تنذر بحرب دافئة دفء المياه الرابطة بين البحر الأسود والبحر الأبيض، فأمريكا اقتربت كثيراً من بيت الدب ووضعته في موقف محرج.
بعد مغامرات أمريكا في أفغانستان والعراق وصل زحفها نحو الشرق أسوار بيت الدب الروسي فنصبت له الفخ في حديقته الخلفية وأوقعته مصاباً بجروح، هذا الفخ تمثل بتحرك الجيش الروسي ودخوله القرم جنوب أوكرانيا، فخ يشبه ذلك الفخ الذي وقعت فيه القوات العراقية في الكويت عام 1990، فعل برره العراق بتلبية نداء أهل الكويت للتخلص من نظامهم الحاكم ومرة برره بأحقيته التاريخية في أرض الكويت، وكذلك الموقف الروسي فيه شيء من ذلك التخبط، فقد دخلوا بجيشهم القرم مبررين ذلك بحماية قواعدهم، وتارة قالوا إن الرئيس الشرعي طلب منهم حماية الشعب الأوكراني، لكن الأمريكان والأوربيين يحاولون استنزاف الدب الجريح في أوكرانيا ومحاصرته في عقر داره وصرفه عن المنطقة العربية التي بدا فيها معافى.
الإدارة الروسية أكثر الأطراف وعياً بطبيعة المشكلة ونتائجها لكنهم مع ذلك في ورطة كبيرة وأمام وضع محرج، فلهم مع أوكرانيا حدود يبلغ طولها 1300 كيلومتر، ولهم قواعد عسكرية مهمة، والأهم من ذلك تلك الصناعات العسكرية التكاملية مع أوكرانيا التي منها صناعة الطائرات والصواريخ، هذا إضافة إلى كثافة بشرية روسية متركزة في الجزء الشرقي من البلاد والذي يضم المصانع العسكرية، يصاحب كل ذلك وضع اقتصادي لا يرقى إلى مواجهة أزمة طويلة؛ فروسيا خسرت في بورصتها 55 مليار دولار في يوم واحد فقط نتيجة الأحداث، الوضع المحرج يتلخص بالخيارات المحدودة، فإن تركوا الوضع على حاله سيكون الناتو على أبوابهم وإن تقدموا لا يستطيعون الصمود باقتصاد ضعيف، لاسيما وأن روسيا من الممكن أن تخرج من مجموعة الدول الصناعية الثمانية «G8» بعدما علقت سبع دول اجتماعاً لها كان من المفترض انعقاده في روسيا.
شخصية بوتين المخابراتية العنيدة لن تسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو، وربما ستستمر الأوضاع بين شد وجذب لغاية الخامس والعشرين من مايو القادم وهو الموعد المحدد للانتخابات الرئاسية في أوكرانيا وستعقبها حكومة جديدة، وإذا لم يحصل أتباع روسيا على حصة كبيرة فيها فستدعم روسيا الجزء الشرقي من أوكرانيا للمطالبة بالانفصال الأمر الذي سيدخل المنطقة بحرب أكبر من أن توصف بالباردة، وربما ستكون من النوع الدافئ وستكون ساحتها أوكرانيا وستشابه الحرب في سوريا ولكن بحدة ووتيرة أقل بكثير، حرب الخاسر الأكبر فيها الشعب الأوكراني والمسلمون في القرم على وجه الخصوص لأنهم الأقلية هناك.
بدون أدنى شك الدب الروسي لن يسكت عن المغامرات الأمريكية في أوكرانيا سكوته عنها في أفغانستان والعراق وربما سيكون الغاز الروسي الممدود إلى أوروبا والاستثمارات الأوربية في روسيا إحدى أوراق لعبه.
{{ article.visit_count }}
بعد مغامرات أمريكا في أفغانستان والعراق وصل زحفها نحو الشرق أسوار بيت الدب الروسي فنصبت له الفخ في حديقته الخلفية وأوقعته مصاباً بجروح، هذا الفخ تمثل بتحرك الجيش الروسي ودخوله القرم جنوب أوكرانيا، فخ يشبه ذلك الفخ الذي وقعت فيه القوات العراقية في الكويت عام 1990، فعل برره العراق بتلبية نداء أهل الكويت للتخلص من نظامهم الحاكم ومرة برره بأحقيته التاريخية في أرض الكويت، وكذلك الموقف الروسي فيه شيء من ذلك التخبط، فقد دخلوا بجيشهم القرم مبررين ذلك بحماية قواعدهم، وتارة قالوا إن الرئيس الشرعي طلب منهم حماية الشعب الأوكراني، لكن الأمريكان والأوربيين يحاولون استنزاف الدب الجريح في أوكرانيا ومحاصرته في عقر داره وصرفه عن المنطقة العربية التي بدا فيها معافى.
الإدارة الروسية أكثر الأطراف وعياً بطبيعة المشكلة ونتائجها لكنهم مع ذلك في ورطة كبيرة وأمام وضع محرج، فلهم مع أوكرانيا حدود يبلغ طولها 1300 كيلومتر، ولهم قواعد عسكرية مهمة، والأهم من ذلك تلك الصناعات العسكرية التكاملية مع أوكرانيا التي منها صناعة الطائرات والصواريخ، هذا إضافة إلى كثافة بشرية روسية متركزة في الجزء الشرقي من البلاد والذي يضم المصانع العسكرية، يصاحب كل ذلك وضع اقتصادي لا يرقى إلى مواجهة أزمة طويلة؛ فروسيا خسرت في بورصتها 55 مليار دولار في يوم واحد فقط نتيجة الأحداث، الوضع المحرج يتلخص بالخيارات المحدودة، فإن تركوا الوضع على حاله سيكون الناتو على أبوابهم وإن تقدموا لا يستطيعون الصمود باقتصاد ضعيف، لاسيما وأن روسيا من الممكن أن تخرج من مجموعة الدول الصناعية الثمانية «G8» بعدما علقت سبع دول اجتماعاً لها كان من المفترض انعقاده في روسيا.
شخصية بوتين المخابراتية العنيدة لن تسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو، وربما ستستمر الأوضاع بين شد وجذب لغاية الخامس والعشرين من مايو القادم وهو الموعد المحدد للانتخابات الرئاسية في أوكرانيا وستعقبها حكومة جديدة، وإذا لم يحصل أتباع روسيا على حصة كبيرة فيها فستدعم روسيا الجزء الشرقي من أوكرانيا للمطالبة بالانفصال الأمر الذي سيدخل المنطقة بحرب أكبر من أن توصف بالباردة، وربما ستكون من النوع الدافئ وستكون ساحتها أوكرانيا وستشابه الحرب في سوريا ولكن بحدة ووتيرة أقل بكثير، حرب الخاسر الأكبر فيها الشعب الأوكراني والمسلمون في القرم على وجه الخصوص لأنهم الأقلية هناك.
بدون أدنى شك الدب الروسي لن يسكت عن المغامرات الأمريكية في أوكرانيا سكوته عنها في أفغانستان والعراق وربما سيكون الغاز الروسي الممدود إلى أوروبا والاستثمارات الأوربية في روسيا إحدى أوراق لعبه.