كثر تململ المواطنين والمقيمين مؤخراً بسبب الازدحامات المرورية الخانقة في كافة محافظات البحرين، فلا تكاد تخرج من عنق زجاجة «شوارعية» حتى تسقط في أخرى، وما أن تتجاوز ازدحاماً شديداً حتى تلقى ازدحاماً أشدّ منه، وهكذا فيكون المشوار الذي لا تتجاوز مدته العشر دقائق تتعدى مدتهُ في البحرين ساعة كاملة أو تزيد.
آلاف الساعات تضيع من أعمارنا ونحن في الشوارع المزدحمة كل يوم، وهذا الوقت المهدور يمكننا أن نستثمره كلنا في إنجاز الكثير من الأمور المفيدة، لو كانت شوارعنا أفضل مما هي عليه اليوم.
ما تكاد تتجاوز إشارة ضوئية حتى تلتقي بعد خطوات بسيطة بإشارات وإشارات وإشارات، لا يفرق بينها سوى أمتار معدودة، وفي أحيان كثيرة تجد شارعاً حيوياً لا يتجاوز طوله كيلومتراً واحداً لكنه يحتوي على أكثر من ثمان إشارات ضوئية، ولك أن تتخيل كيف يكون شكل الازدحام في هذا الشارع المرصع بالإشارات الضوئية وقت الذروة؛ بل في كل الأوقات!
الجسور والأنفاق حلت لنا الكثير من المشاكل والازدحامات المرورية الخانقة، لكن وفي ذات الوقت خلقت أزمة لا يمكن أن نتجاهلها، فحين تنساب حركة آلاف السيارات بعد أن تم تشييد الأنفاق والجسور المعلقة فإنها تنحشر كلها عند أول إشارة ضوئية قادمة، فيمكن لهذه الازدحامات أن تسرق كل يومك، لو كان لديك أكثر من مهمة في ذلك الشارع، وما إشارات سلماباد وإشارات الجفير إلا نموذج حي من النماذج الكثيرة المنتشرة في شوارع البحرين.
أحدهم قال لي مازحاً: «يبدو أن الأخوة لديهم فائض من الإشارات الضوئية في مخازنهم، ولهذا فإنهم يريدون زرعها في كل شوارع البحرين، بدل من زراعة النخيل والأشجار على الأرصفة».
نحن لا نريد أن نسخر ولا أن نتجاهل كل الجهود الكبيرة التي يبذلها الأخوة في وزارة الأشغال أو حتى في الإدارة العامة للمرور، فنحن لا نريد أن نرى نصف الكأس الفارغ، بل نريد أن نضع يدنا بأيدهم لنملأ نصفه الآخر، فحين نطرح ملاحظاتنا الصريحة للأخوة في وزارة الأشغال فإننا نطرح رأي الشارع، ورأي المواطنين والمقيمين الذين يعانون من شدة الاختناقات المرورية كل يوم، فنقدنا ليس لأجل النقد ولا لأجل الهدم؛ بل ملاحظاتنا هي لأجل البناء، بناء وطن تكون بنيته التحتية أفضل بكثير من كل الدول العربية وحتى الأجنبية.
من جهة أخرى، نطالب الحكومة أن تضخ موازنات بشكل أكبر وأكثر بكثير من الموازنة المخصصة حالياً للبنية التحتية الخاصة بالشوارع والجسور والأنفاق، فوضع رؤوس الأموال الكبيرة في سبيل تنظيم شوارعنا كلها لا يعتبر هدراً للمال العام، بل يعتبر أمراً حضارياً ومتقدماً يخدمنا ويخدم الأجيال القادمة، وحين تضخ الأموال للجهة المعنية لكنها لا تقوم بتطوير شوارعنا، فحينها سنتهم وزارة الأشغال بالتقصير وعدم استطاعتهم إدارة وتخطيط وهندسة شوارع البحرين، أما والحال هذا فإننا لا يمكن أن نلقي بكل اللائمة عليهم فقط، وهم الذين يشتكون من ضعف الميزانية المخصصة لهذا الأمر منذ أمد بعيد.
.. للحديث بقية
{{ article.visit_count }}
آلاف الساعات تضيع من أعمارنا ونحن في الشوارع المزدحمة كل يوم، وهذا الوقت المهدور يمكننا أن نستثمره كلنا في إنجاز الكثير من الأمور المفيدة، لو كانت شوارعنا أفضل مما هي عليه اليوم.
ما تكاد تتجاوز إشارة ضوئية حتى تلتقي بعد خطوات بسيطة بإشارات وإشارات وإشارات، لا يفرق بينها سوى أمتار معدودة، وفي أحيان كثيرة تجد شارعاً حيوياً لا يتجاوز طوله كيلومتراً واحداً لكنه يحتوي على أكثر من ثمان إشارات ضوئية، ولك أن تتخيل كيف يكون شكل الازدحام في هذا الشارع المرصع بالإشارات الضوئية وقت الذروة؛ بل في كل الأوقات!
الجسور والأنفاق حلت لنا الكثير من المشاكل والازدحامات المرورية الخانقة، لكن وفي ذات الوقت خلقت أزمة لا يمكن أن نتجاهلها، فحين تنساب حركة آلاف السيارات بعد أن تم تشييد الأنفاق والجسور المعلقة فإنها تنحشر كلها عند أول إشارة ضوئية قادمة، فيمكن لهذه الازدحامات أن تسرق كل يومك، لو كان لديك أكثر من مهمة في ذلك الشارع، وما إشارات سلماباد وإشارات الجفير إلا نموذج حي من النماذج الكثيرة المنتشرة في شوارع البحرين.
أحدهم قال لي مازحاً: «يبدو أن الأخوة لديهم فائض من الإشارات الضوئية في مخازنهم، ولهذا فإنهم يريدون زرعها في كل شوارع البحرين، بدل من زراعة النخيل والأشجار على الأرصفة».
نحن لا نريد أن نسخر ولا أن نتجاهل كل الجهود الكبيرة التي يبذلها الأخوة في وزارة الأشغال أو حتى في الإدارة العامة للمرور، فنحن لا نريد أن نرى نصف الكأس الفارغ، بل نريد أن نضع يدنا بأيدهم لنملأ نصفه الآخر، فحين نطرح ملاحظاتنا الصريحة للأخوة في وزارة الأشغال فإننا نطرح رأي الشارع، ورأي المواطنين والمقيمين الذين يعانون من شدة الاختناقات المرورية كل يوم، فنقدنا ليس لأجل النقد ولا لأجل الهدم؛ بل ملاحظاتنا هي لأجل البناء، بناء وطن تكون بنيته التحتية أفضل بكثير من كل الدول العربية وحتى الأجنبية.
من جهة أخرى، نطالب الحكومة أن تضخ موازنات بشكل أكبر وأكثر بكثير من الموازنة المخصصة حالياً للبنية التحتية الخاصة بالشوارع والجسور والأنفاق، فوضع رؤوس الأموال الكبيرة في سبيل تنظيم شوارعنا كلها لا يعتبر هدراً للمال العام، بل يعتبر أمراً حضارياً ومتقدماً يخدمنا ويخدم الأجيال القادمة، وحين تضخ الأموال للجهة المعنية لكنها لا تقوم بتطوير شوارعنا، فحينها سنتهم وزارة الأشغال بالتقصير وعدم استطاعتهم إدارة وتخطيط وهندسة شوارع البحرين، أما والحال هذا فإننا لا يمكن أن نلقي بكل اللائمة عليهم فقط، وهم الذين يشتكون من ضعف الميزانية المخصصة لهذا الأمر منذ أمد بعيد.
.. للحديث بقية