بعيداً عن قوالب الأعمدة التقليدية؛ أذهب اليوم إلى منطقة أخرى من هموم الناس والموظفين، وذلك بعد أن استمعت إلى قصص كثيرة متعددة أبطالها مسؤولون رجالاً ونساءً، اجتمعت فيهم ذات الصفات، حتى أصبح يعاني منهم الموظف، ويعاني منهم المتعامل معهم حتى من خارج مكان العمل.فقد قيل إن من أسوأ الأمور أن تترأس امرأة موظفة أصغر منها وأكثر جمالاً منها، فتكون المرأة أكثر ظلماً للمرأة.يتناسى البعض أن المنصب قد يغادر في ليلة وضحاها ويصبح ذكرى، وينفض الذين كانوا يأتون كل يوم وكل ساعة يتوددون وينقلون الأخبار، ويقولون للمسؤول فلان قال عنك هكذا وفلانه لا تطيقك بعيشة الله.في ليلة وضحاها يختفي الذين يأتون بهداياهم، ويسكت الموبايل عن الرنين، وتتوقف بطاقات الدعوى عن الوصول، وتصبح كراسي الدعوة التي بالأمام في الصفوف التالية، يتغير كل شيء، فلا يبقى إلا وجه ربك، كل شيء يزول في لحظة.لغة التعميم مذمومة؛ هناك مسؤولون ومسؤولات وهناك وزراء ووزيرات يضربون أمثلة في التواضع واحترام الناس والتعامل مع الآخرين بشكل عفوي وغير متكلف، تجدهم يبحثون عن المواطن البسيط الذي لا سند له لمساعدته، حتى وإن كانوا قلة، إلا أن مثل هؤلاء لا يجب أن نبخسهم حقهم، لمثل هؤلاء نقول لهم إن محبة الناس ستبقى لكم حتى بعد المنصب، وأن الأخلاق والتواضع وحسن التعامل مع الآخرين سيجعلكم في منزلة رفيعة عن الناس، بالمنصب أو دونه.بالمقابل (وأتمنى أن يكون ما أعنيهم أيضاً قلة) هناك من ينطبق عليه المثل (اللي عمره ما تبخر ...) يعامل الموظفين معاملة دونية، ويمارس تسلطه عليهم، وكأنه آمر سجن وليس مسؤولاً، يقول أحد الموظفين: «يا أخي ترى هناك مسؤولين صغاراً أكثر غطرسة وكبرياء من المسؤولين الكبار والوزراء، ما أن يصدر فيه قرار ترقية حتى يزيد جرعة (النشا) في الغترة، ويبدل عطوراته إلى عطر ماركة شاريه في السيل، بس بعد قديم»..!!ينطبق هذا الكلام على الكثير من الناس الموظفين والمسؤولين، فهناك من يمكن أن تصاحبه كصديق خارج العمل، لكن إياك إياك أن تعمل معه في إدارة واحدة ويكون مسؤولك، راح تشوف (نجوم القايلة)..!الغرور والكبرياء والنظر للناس بدونية من أي مسؤول أو وزير إنما هي مقبرة لصاحبها، أو كما يقال: «بكرة تطيح ومحد يسمي عليك»، فكثيراً ما شهدنا تغيرات مفاجئة ورؤوساً حسبناها لا تطير، وطارت، وكراسي حسبنا صاحبها لن يغادرها، وإذا به يغادرها في غمضة عين.هذه سنة الحياة، وهذا لا ينطبق على مسؤولين في الحكومة فقط، حتى في الشركات والمؤسسات والهيئات، إن الله يقدر الأمور، وقد يجيب دعوة مظلوم سجد لله في جوف الليل ويأتي أمر الله في الصباح.الكل يقع في دائرة المتغير، الصحافي والكاتب وكل مهنة وكل وظيفة، لا يستثنى منها أحد، فلله الأمر من قبل ومن بعد، وهو الذي يقلب القلوب، وهو الذي إن شاء فعل، فلا أحد فوق التغيير مهما كانت مهنته، ومهما ظن أنه محصن، الحصن هو حصن الله.لدينا أمثلة ربما تسجل سوابق في التاريخ؛ فهناك من يصعد فجأة وإذا به يصبح وزيراً، وهناك من ينتظر هذا المنصب طوال عمره ولا يصل إليه، هكذا هي تقلبات الأمور، حتى الذي صعد فجأة قد يهبط فجأة، وربما لدينا وزراء لم يبقوا في مناصبهم أكثر من ستة أشهر، وجاء التغيير، فلا ينبغي أن يركب البعض موجة الكبرياء والغرور والنرجسية، ويعامل الناس معاملة (خشبية)..!!وجدت أن أطرق اليوم هماً عند الموظفين والناس، باب الكبرياء والتسلط والغرور وتضخم الذات عند بعض المسؤولين الذين أصابهم الزهو والغرور بمنصبهم، مع أن بعضهم لديه منصب تافه، لكنه يتسلط على البشر ويوصد أبوابه عنهم، يحسب نفسه أنه بيل جيتس، مع أن بيل جيتس أكثر تواضعاً من بعض المسلمين..!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90