هل فوجئت البحرين بتصريح مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية يعبر عن استياء أمريكا من عقد اتفاقات تجارية بين البحرين وروسيا في الوقت الذي تضيق فيه الولايات المتحدة الأمريكية الخناق عليهــا بسبب خلافهما علــــى أوكرانيـا؟ قبل أن نجيب على هذا السؤال علينا أن نأخذ في الاعتبار مســألتيـــن الأولــى أن الزيارة لروسيا حملت رسالتين الأولى لروسيا ذاتها والثانية للولايات المتحدة الأمريكية.
تـــرأس ولي العهد الأمير سلمان بن حمد تحديداً الوفد -وهو وفد عمل وليس وفد زيارة مجاملة- كانت رسالة قوية للولايات المتحدة أكثر بكثير من مجرد تشكيل بروتوكولي رفيع المستوى لروسيا وتذكروا أننا نخاطب الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الزيارة أيضاً.
من المعروف أن الأمير سلمان يعد أحد أهم الشخصيات التي تعد جسراً هاماً للعلاقات الأمريكية البحرينية في عهد والده، فله قبول كبير في الدوائر الأمريكية وله اتصالات مباشرة مع العديد من البيوت الاستشارية الأمريكية، بل له العديد من المعجبين به من شخصيات أمريكية دخلت البيت الأبيض أو شخصيات لها علاقة مباشرة بالبيت الأبيض ولطالما ورد ذكره في التقارير الأمريكية التي تصدرها الخارجية بشكل إيجابي باعتباره رجل العصر ورجل له توجهات إصلاحية، ولطالما حملت تقارير الظل تلك التي ترد في مقالات بعض الكتاب المحسوبين على البيت الأبيض -بلونيه سواء حين أصبح ديمقراطياً أو حين كان جمهورياً- صورة إيجابية عنه... و لطالما وظفت البحرين تلك (الورقة) إن صح التعبير في تقوية العلاقات الأمريكية البحرينية بشكل جيد إبان الحكم الجمهوري، إلى أن ساءت هذه العلاقة بشكل غير مسبوق في عهد الإدارة الحالية.
ورغم أن البحرين وظفت تلك العلاقة المميزة بين سموه وبين الدوائر الأمريكية في إصلاح الشرخ الذي وقع عام 2011، وقد نجحت إلى حد ما .. إنما الدرس الذي تلقته البحرين من هذه الإدارة جعلها تعيد النظر بشكل دراماتيكي فيما يتعلق بالعلاقة الأمريكية البحرينية كأكبر حليف لها، فلم تنتظر الباقي من زمن هذه الرئاسة إلى نوفمبر 2016 ، بل لم تنتظر احتمال عودة الحزب الجمهوري للسيطرة على الكونجرس في الانتخابات الجديدة القريبة كأمل لعودة تلك العلاقات لسابق عهدها، ولم تركن إلى الاعتماد على دوائر أمريكية وقفت معنا كالدوائر الاستخباراتية أو العسكرية لمساعدتنا على عودة العلاقات البحرينية الأمريكية لسابق عهدها، فالخطر الذي تعرضت له البحرين أكبر من أن يرهن على مجرد (آمال وتمنيات) البحرين ليست في وضع هادئ تقليدي وسط ما يجوب المنطقة من إعصار والحاجة للحلفاء لم تعد ترفاً بل أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة لدولة صغيرة كالبحرين، والخطأ الذي ارتكبته الإدارة الأمريكية أنها جعلت الاعتماد عليها رهاناً خاسراً متقلباً، ناهيك أن مجسات تحسس طبيعة العلاقة لذلك العهد أصبحت ترسل إشارات ضعيفة إذا ما ربطت بمجسات دول مجلس التعاون ككل، لذلك فإنه من الأفضل عدم التعلق بحبال بدت واهية جداً في لحظات حرجة للبحرين.
لذلك .. دعك من كلمات المجاملة المتبادلة حول العلاقات التاريخية بين البلدين (أمريكا، البحرين).. دعك من التأكيد الأمريكي على بقاء الأسطول الخامس وتوسعة قاعدة الجفير، وغيرها من المؤشرات التي تشير للروابط التاريخية، دعك من هذا كله، وحتى لو صدر بيان يعقب على هذا المقال يشير إلى قوة ومتانة العلاقات البحرينية الأمريكية، إلا أن تحولاً دراماتيكياً حدث للعلاقة لا يمكن المرور عليه مرور الكرام وجهت فيه البحرين رسالة واضحة قوية للولايات المتحدة الأمريكية بترؤس ولي العهد تحديداً لتلك الزيارة وعلمها بردة الفعل والاستياء.
فها هو ملك المستقبل (من بعد طولة عمر لوالده حفظه الله) إذا لسنا أمام ردة فعل وقتية ترد على موقف محدد في عمر زمني محدد من عمر العلاقات الأمريكية البحرينية، بل نحن أمام خطوط جديدة ستمتد لعقود قادمة تعيد رسم طبيعة العلاقة الأمريكية البحرينية، وتربط السياسة الخارجية البحرينية بالسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، والأهم أنها لا ترتهن بموقف آني مرتبط بجلالة الملك حمد بن عيسى فحسب.
ولي العهد مصافح بوتين قائلاً له «أعتقد أنه آن الأوان، وربما فاتنا بعض الوقت لنطور علاقاتنا الثنائية» واستدرك قائلاً:» عمري الآن 44 عامًا ويتملكني خجل شديد حينما أقول بأن هذه هي زيارتي الأولى إلى روسيا .. بلدكم رائع جدًا».
{{ article.visit_count }}
تـــرأس ولي العهد الأمير سلمان بن حمد تحديداً الوفد -وهو وفد عمل وليس وفد زيارة مجاملة- كانت رسالة قوية للولايات المتحدة أكثر بكثير من مجرد تشكيل بروتوكولي رفيع المستوى لروسيا وتذكروا أننا نخاطب الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الزيارة أيضاً.
من المعروف أن الأمير سلمان يعد أحد أهم الشخصيات التي تعد جسراً هاماً للعلاقات الأمريكية البحرينية في عهد والده، فله قبول كبير في الدوائر الأمريكية وله اتصالات مباشرة مع العديد من البيوت الاستشارية الأمريكية، بل له العديد من المعجبين به من شخصيات أمريكية دخلت البيت الأبيض أو شخصيات لها علاقة مباشرة بالبيت الأبيض ولطالما ورد ذكره في التقارير الأمريكية التي تصدرها الخارجية بشكل إيجابي باعتباره رجل العصر ورجل له توجهات إصلاحية، ولطالما حملت تقارير الظل تلك التي ترد في مقالات بعض الكتاب المحسوبين على البيت الأبيض -بلونيه سواء حين أصبح ديمقراطياً أو حين كان جمهورياً- صورة إيجابية عنه... و لطالما وظفت البحرين تلك (الورقة) إن صح التعبير في تقوية العلاقات الأمريكية البحرينية بشكل جيد إبان الحكم الجمهوري، إلى أن ساءت هذه العلاقة بشكل غير مسبوق في عهد الإدارة الحالية.
ورغم أن البحرين وظفت تلك العلاقة المميزة بين سموه وبين الدوائر الأمريكية في إصلاح الشرخ الذي وقع عام 2011، وقد نجحت إلى حد ما .. إنما الدرس الذي تلقته البحرين من هذه الإدارة جعلها تعيد النظر بشكل دراماتيكي فيما يتعلق بالعلاقة الأمريكية البحرينية كأكبر حليف لها، فلم تنتظر الباقي من زمن هذه الرئاسة إلى نوفمبر 2016 ، بل لم تنتظر احتمال عودة الحزب الجمهوري للسيطرة على الكونجرس في الانتخابات الجديدة القريبة كأمل لعودة تلك العلاقات لسابق عهدها، ولم تركن إلى الاعتماد على دوائر أمريكية وقفت معنا كالدوائر الاستخباراتية أو العسكرية لمساعدتنا على عودة العلاقات البحرينية الأمريكية لسابق عهدها، فالخطر الذي تعرضت له البحرين أكبر من أن يرهن على مجرد (آمال وتمنيات) البحرين ليست في وضع هادئ تقليدي وسط ما يجوب المنطقة من إعصار والحاجة للحلفاء لم تعد ترفاً بل أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة لدولة صغيرة كالبحرين، والخطأ الذي ارتكبته الإدارة الأمريكية أنها جعلت الاعتماد عليها رهاناً خاسراً متقلباً، ناهيك أن مجسات تحسس طبيعة العلاقة لذلك العهد أصبحت ترسل إشارات ضعيفة إذا ما ربطت بمجسات دول مجلس التعاون ككل، لذلك فإنه من الأفضل عدم التعلق بحبال بدت واهية جداً في لحظات حرجة للبحرين.
لذلك .. دعك من كلمات المجاملة المتبادلة حول العلاقات التاريخية بين البلدين (أمريكا، البحرين).. دعك من التأكيد الأمريكي على بقاء الأسطول الخامس وتوسعة قاعدة الجفير، وغيرها من المؤشرات التي تشير للروابط التاريخية، دعك من هذا كله، وحتى لو صدر بيان يعقب على هذا المقال يشير إلى قوة ومتانة العلاقات البحرينية الأمريكية، إلا أن تحولاً دراماتيكياً حدث للعلاقة لا يمكن المرور عليه مرور الكرام وجهت فيه البحرين رسالة واضحة قوية للولايات المتحدة الأمريكية بترؤس ولي العهد تحديداً لتلك الزيارة وعلمها بردة الفعل والاستياء.
فها هو ملك المستقبل (من بعد طولة عمر لوالده حفظه الله) إذا لسنا أمام ردة فعل وقتية ترد على موقف محدد في عمر زمني محدد من عمر العلاقات الأمريكية البحرينية، بل نحن أمام خطوط جديدة ستمتد لعقود قادمة تعيد رسم طبيعة العلاقة الأمريكية البحرينية، وتربط السياسة الخارجية البحرينية بالسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، والأهم أنها لا ترتهن بموقف آني مرتبط بجلالة الملك حمد بن عيسى فحسب.
ولي العهد مصافح بوتين قائلاً له «أعتقد أنه آن الأوان، وربما فاتنا بعض الوقت لنطور علاقاتنا الثنائية» واستدرك قائلاً:» عمري الآن 44 عامًا ويتملكني خجل شديد حينما أقول بأن هذه هي زيارتي الأولى إلى روسيا .. بلدكم رائع جدًا».