نحن أحوج ما نكون في هذه المرحلة الزمنية إلى فتح آفاق التعايش والتقارب والحوار مع بعضنا في بيتنا الواحد. إذ في الوقت الذي يتجه العالم المتحضر فيه إلى الإنسانية والتكامل نعود ونطرح سؤال ما قبل الجاهلية الأولى؛ من نحن؟ هل نحن عرب أم مسلمون أم سنة أم شيعة أم...؟ إنه سؤال الهوية الذي يتحول أحياناً إلى لغز الألغاز ومنشأ الصراعات.
التعدد الثقافي سمة حافظ عليها الدين الإسلامي الحنيف وكانت عاملاً مهماً من عوامل بناء الحضارة العربية الإسلامية. فالشريعة الإسلامية السمحاء أباحت للرجل المسلم الزواج من الكتابيات تاركة لهن الفرصة والثقة، في حفظ أعراض المسلمين وتربية أبنائهم. كما أوصى نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام بأهل الذمة خيراً في الحرب والسلم. وأثنى القرآن الكريم على القساوسة والكهنة أولي العلم بالإنجيل القديم وأصحاب الإدراك السليم لتقاطعاته مع القرآن الكريم.
وقد أقر نبينا عليه الصلاة والسلام باختلاف الاجتهادات الفقهية لأصحابه ولم يحجر الواسع الذي منحته الشريعة الإسلامية في قضية تعدد الآراء الفقهية في المسألة الواحدة. وبهذه القيم الجليلة بنى المسلمون الدولة الأموية والعباسية اللتين بلغ مجدهما الآفاق حين استعان المسلمون بمختلف الثقافات التي صبت في إمبراطوريتهم من فرس وأتراك وهنود على اختلاف مللهم وأديانهم.
ويبدو أن الانحدار الحضاري يبدأ بالانحدار الثقافي وأولى أماراته التشظي والاجتهاد في فقه الإقصاء والتهميش والتخطيء التي انتهى بعضها بالتفسيق ثم التكفير، والتي يروج بعضها لعناوين خادعة مثل حركة تصحيح، ومنهج تطهير، والعودة إلى المحجة البيضاء، وإصلاح آخر هذه الأمة عطفاً على ما بدأت به.
ولو تتبعنا بعض ملامح حركة التهميش والإقصاء في التاريخ المعاصر، فإن كثيراً من المؤرخين ينتقدون العمليات المنظمة التي تم على إثرها تفريغ المنطقة العربية من اليهود بعد احتلال فلسطين سنة 1948م، حيث صب العرب جام غضبهم على المواطنين اليهود العرب وأرهبوهم وهددوهم في أرزاقهم مما دفع نسبة كبيرة منهم من غير المؤمنين بالمشروع الصهيوني إلى الهجرة إلى فلسطين أو أوروبا وأمريكا. وها هي بعض الجماعات المتعصبة تكرر العمليات نفسها مع المسيحيين حيث يتعرضون لما يشبه عمليات الإبادة في العراق وسوريا حالياً، فضلاً عما مر به أقباط مصر من عمليات بتشكيك في الولاء وحرق لكنائسهم واستهداف لأمنهم. أما الحرب بين السنة والشيعة فهي في سعير نارها وتحرق الأخضر واليابس في المنطقة العربية وتنبئ بحرب مقدسة ليست إلا حرباً جاهلية متخلفة.
والشعار الذي رفعه العرب / المسلمون في عمليات التشظي والإقصاء السابقة هو (تطهير الصفوف من الخونة قبل مواجهة العدو) والتبرير السمج لهذا الشعار المدلس أن العدو سوف يواجهك من المقدمة أما الخائن فهو من بني جلدتنا ويلحن بلحننا لكنه يطعننا في الظهر حين نكون مشغولين بعدونا!!، وعملاً بهذا الشعار وهذه التبريرات فإن العرب/ المسلمين حشدوا حشودهم وجيشوا جيوشهم لقتل بعضهم وتركوا إسرائيل (العدو الحقيقي) ترفل في النعيم والأمان وتتقدم فيها عجلة الإنتاج والتنمية. والأدهى والأمر أن بعض تلك الجماعات تخلت عن الشطر الأول من تبرير شعاراتها فوضعت يدها في يد الأعداء (الصليبين والصهاينة) من الغرب والإسرائيليين لقتل بني الجلدة من الخونة المسلمين!!
حوار الحضارات الذي عقد في المنامة عبر عن أزمة الحضارة الإسلامية تحديداً في عصر انحطاطها الحديث، خصوصاً في الحرب الشعواء التي تشن علينا من الداخل والخارج لإفراغ المنطقة الإسلامية من التنوع الثقافي والحضاري الذي يمثل ركيزة ثراء وقوة منتجة تم التفريط فيها والاتجاه غير المنطقي نحو الهويات الجزئية العرقية كانت أو المذهبية، واستدعاء الخارج والعمالة لجهات مشبوهة في تنفيذ أجندات تقسيم جديدة للدول العربية استناداً إلى مشاريع فردية استغل فيها المقدس من الأديان والمذاهب في صراعات تعبر عن الدنس الثقافي الذي يغزو حضارتنا الإسلامية.
التعدد الثقافي سمة حافظ عليها الدين الإسلامي الحنيف وكانت عاملاً مهماً من عوامل بناء الحضارة العربية الإسلامية. فالشريعة الإسلامية السمحاء أباحت للرجل المسلم الزواج من الكتابيات تاركة لهن الفرصة والثقة، في حفظ أعراض المسلمين وتربية أبنائهم. كما أوصى نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام بأهل الذمة خيراً في الحرب والسلم. وأثنى القرآن الكريم على القساوسة والكهنة أولي العلم بالإنجيل القديم وأصحاب الإدراك السليم لتقاطعاته مع القرآن الكريم.
وقد أقر نبينا عليه الصلاة والسلام باختلاف الاجتهادات الفقهية لأصحابه ولم يحجر الواسع الذي منحته الشريعة الإسلامية في قضية تعدد الآراء الفقهية في المسألة الواحدة. وبهذه القيم الجليلة بنى المسلمون الدولة الأموية والعباسية اللتين بلغ مجدهما الآفاق حين استعان المسلمون بمختلف الثقافات التي صبت في إمبراطوريتهم من فرس وأتراك وهنود على اختلاف مللهم وأديانهم.
ويبدو أن الانحدار الحضاري يبدأ بالانحدار الثقافي وأولى أماراته التشظي والاجتهاد في فقه الإقصاء والتهميش والتخطيء التي انتهى بعضها بالتفسيق ثم التكفير، والتي يروج بعضها لعناوين خادعة مثل حركة تصحيح، ومنهج تطهير، والعودة إلى المحجة البيضاء، وإصلاح آخر هذه الأمة عطفاً على ما بدأت به.
ولو تتبعنا بعض ملامح حركة التهميش والإقصاء في التاريخ المعاصر، فإن كثيراً من المؤرخين ينتقدون العمليات المنظمة التي تم على إثرها تفريغ المنطقة العربية من اليهود بعد احتلال فلسطين سنة 1948م، حيث صب العرب جام غضبهم على المواطنين اليهود العرب وأرهبوهم وهددوهم في أرزاقهم مما دفع نسبة كبيرة منهم من غير المؤمنين بالمشروع الصهيوني إلى الهجرة إلى فلسطين أو أوروبا وأمريكا. وها هي بعض الجماعات المتعصبة تكرر العمليات نفسها مع المسيحيين حيث يتعرضون لما يشبه عمليات الإبادة في العراق وسوريا حالياً، فضلاً عما مر به أقباط مصر من عمليات بتشكيك في الولاء وحرق لكنائسهم واستهداف لأمنهم. أما الحرب بين السنة والشيعة فهي في سعير نارها وتحرق الأخضر واليابس في المنطقة العربية وتنبئ بحرب مقدسة ليست إلا حرباً جاهلية متخلفة.
والشعار الذي رفعه العرب / المسلمون في عمليات التشظي والإقصاء السابقة هو (تطهير الصفوف من الخونة قبل مواجهة العدو) والتبرير السمج لهذا الشعار المدلس أن العدو سوف يواجهك من المقدمة أما الخائن فهو من بني جلدتنا ويلحن بلحننا لكنه يطعننا في الظهر حين نكون مشغولين بعدونا!!، وعملاً بهذا الشعار وهذه التبريرات فإن العرب/ المسلمين حشدوا حشودهم وجيشوا جيوشهم لقتل بعضهم وتركوا إسرائيل (العدو الحقيقي) ترفل في النعيم والأمان وتتقدم فيها عجلة الإنتاج والتنمية. والأدهى والأمر أن بعض تلك الجماعات تخلت عن الشطر الأول من تبرير شعاراتها فوضعت يدها في يد الأعداء (الصليبين والصهاينة) من الغرب والإسرائيليين لقتل بني الجلدة من الخونة المسلمين!!
حوار الحضارات الذي عقد في المنامة عبر عن أزمة الحضارة الإسلامية تحديداً في عصر انحطاطها الحديث، خصوصاً في الحرب الشعواء التي تشن علينا من الداخل والخارج لإفراغ المنطقة الإسلامية من التنوع الثقافي والحضاري الذي يمثل ركيزة ثراء وقوة منتجة تم التفريط فيها والاتجاه غير المنطقي نحو الهويات الجزئية العرقية كانت أو المذهبية، واستدعاء الخارج والعمالة لجهات مشبوهة في تنفيذ أجندات تقسيم جديدة للدول العربية استناداً إلى مشاريع فردية استغل فيها المقدس من الأديان والمذاهب في صراعات تعبر عن الدنس الثقافي الذي يغزو حضارتنا الإسلامية.