لا تختلف الثلة الظالمة في العراق التي شهد عليها شاهد من أهل بيتها مقتدى الصدر «لا تزكية له وإنما كما يقول المثل: وشهد شاهد من أهلها»، عن الثلة الظالمة التي تسعى أن تجعل من البحرين عراقاً آخر، وهذا ليس افتراء بل دلالات وإثباتات على هذه الجماعات التي جعلت العراق وجهتها ونموذجها. العراق الذي نقل علي سلمان لجماهيره مشاعر مرجعياته، وقال إنها «تتألم ليلاً وصباحاً على حال شعب البحرين، ويدعون لهم بالنصر، ويطالبونهم بانتزاع حقوقهم على الطريقة التي انتزع فيها الحكم من أهله في العراق».
وتحت عنوان «الصدر: ثلة ظالمة تحكم العراق باسم الشيعة والتشيع» في 18 فبراير 2014، هاجم التيار الصدري في العراق متمثلاً في مقتدى الصدر، الحكومة ورئيسها نوري المالكي ووصفه بـ»الديكتاتور» وقال إن «ثلة ظالمة تسلطت على مقادير الشعب باسم الشيعة والتشيع وتزج بأي معارض شيعياً كان أو سنياً أو كردياً، وإن العراق الجريح المظلوم الآن تخيم عليه غيمة سوداء أطبقت على أرضه وسمائه حروب منتشرة وعمليات يقتل فيها البعض البعض الآخر، مرة باسم القانون ومرة باسم الدين، فتباً لقانون يؤدي لإسالة الدماء، وتباً لدين يضر باسم التفجيرات». وأضاف الصدر «العراق تحكمه ذئاب متعطشة، وثلة قادمة من وراء الحدود»، في إشارة إلى السياسيين المنفيين في زمن الرئيس صدام حسين الذي كان الشعب ينتظر أن تحرره من الديكتاتورية وإذا بها تتسلط على الشعب وتتمسك بالحكم باسم الشيعة والتشيع، حكومة خائفة تتخفى وراء القصور في حصون المنطقة الخضراء، والطائرات الخاصة المعدة للسفر، أعمتها الأموال الحرام، فلم يبقَ هناك شيء اسمه العراق، وبالطبع هذا الخبر لن تنشره صحف «الوفاق» ومواقعها لأنه يطابق نموذجها المعد للبحرين، والذي تتحدث عنه «المعارضة» في البحرين باسم «المظلومية للشيعة»، وتتحدث عن «حكومة منتخبة كي تنشر العدالة وتحقق الرخاء لجميع طوائف الشعب»، حكومة يكون على رأسها «خليل مرزوق» أو «إبراهيم شريف»، أو أولئك خارج الحدود مثلهم مثل الثلة الظالمة في العراق التي تحدث عنها «الصدر»، وماذا فعلت عندما حكمت العراق، هذه الثلة نفسها في البحرين، وكان البعض منها خارج الحدود ولما عادت إلى البحرين وبوجود الدولة ماذا فعلت؟ وماذا قدمت لها الدولة بعد عودتها؟ تعين منها الوزير، وآخر وكيل، وآخرون أعضاء في البرلمان؟ فماذا كانت أفعالهم، نفس إقصائي طائفي بكل ما تعنية الكلمة حين أنيطت إليهم مسؤولية المؤسسات الحكومية والشركات الحيوية فاستولوا على مقدراتها وسخروها لخدمة مستقبلهم السياسي، الذي استطاعوا الإعداد له من خلال مقاعدهم في الحكومة وفي المؤسسات الاقتصادية، حين جعلت الدولة ميزانية ضخمة تحت سلطتهم، وكذلك آخرون في البرلمان كرسوا الطائفية، وشقوا الشعب، وثلموه ثلماً لن يتداوى منه أبداً، ثم ها هم يتعاونون جميعاً من الداخل ومع ثلة أخرى ظالمة تعيش خارج الحدود اختارت بنفسها اللجوء السياسي لتحارب الدولة من نفس المكان الذي كانت فيه الثلة التي استولت على مقدرات الشعب العراقي باسم «الشيعة والتشيع»، ومازالت الدولة نفسها لم تتعظ، فها هي تعاودهم وتراسلهم وتمني بعضهم بمناصب وأماكن متقدمة في السلطة، في حين هذه الثلة ترغب في أبعد من المنصب، ولكن قد تقبل به حالياً حتى تعاود الكرة عندما تعالج الثغور التي أفشلت المؤامرة الانقلابية.
نواصل بعض ما جاء في اعترافات الصدر، حيث قال إن «العراق أصبح في مهب الريح فلا صناعة ولا زراعة ولا خدمات ولا أمن ولا سلام وانتخابات يروج لها من يريدون التسلط على مقدرات الشعب وحكومة تتسلط على المواطنين وتذلهم وبرلمان لا يدفع الضر عن الآخر، وإذا كان هناك قانون فيه مصلحة عامة فإنه يرفضه لكنه لا يرفض الامتيازات لأعضائه»، إنه مثل ما كان يحدث في البرلمان عندما كانت «الوفاق» مشاركة فيه، فكانت ترفض زيادة ميزانية الجيش، وتتصدى لأي قرار تنتفع منه فئات الشعب جميعاً، بينما تؤيد كل قرار يحقق مضرة للدولة، لتحريض الشعب عليها مثل استقطاع 1% من أجور المواطنين، لصالح مشروع التعطل، والذي كان يصب في جيب وزارة العمل التي أحسنت استخدامه لصالح مآرب سياسية خاصة، ومن ثم موافقتها على ضريبة العامل 10 دنانير، والتي أيضاً كانت تصب في مؤسسة تتبع إدارة وزارة العمل، ما حرض أصحاب الأعمال على الدولة، وكرست موارده لخدمة مصلحة سياسية خاصة، استطاعت استثمارها ولاتزال هذه المؤسسات نفسها تدار من تلك الشخصيات من خلف الستار، ومازالت الدولة مصرة على هذا التعاطي بالرغم من الاحتقان الشعبي ضد هذه الممارسات، وهو ضمن مخطط الثلة الظالمة التي مازالت تدعي المظلومية، ومازالت تصر على الوصول لسدة الحكم مستخدمة نفس العناوين التي استخدمتها الفئة الظالمة التي تحدث عنها «الصدر».
نعم أصبحت العراق لا شيء بشاهد من أهلها، وهكذا تنوي الثلة الظالمة البحرينية في الداخل والخارج التي تدعي المظلومية وتسمي الدولة بـ»الدولة الظالمة الديكتاتورية»، وهكذا كانوا يطلقون على الرئيس صدام إلى أن وصلوا إلى سدة الحكم فحولوا العراق من بلد زاهر إلى بلد داثر، والشيء نفسه تنوي فعله الثلة الظالمة في البحرين، ولكن مع الأسف ما حصل في العراق، كان رغم أنف الرئيس صدام، ولكن ما يحدث وقد يحدث في البحرين ساهمت الدولة في صنعه، حين قربت الثلة الظالمة بعدما كان بعضها في الخارج، وقد تستدعي بعضهم بعد الحوار، وقد يحدث تحول تدريجي للسلطة محاولة من الدولة بإبداء حسن النوايا برغم المخاطر التي تنتج عن حسن النوايا، والتي ستتحول -هذه المحاسن- إلى مكاسب، حين تمسك الثلة الظالمة السلطة كما حدث في العراق، وبعدها ستكون البحرين لا شيء بعدما كان كل شيء في عهد الدولة التي كان على رأس حكومتها رجل لا ينام الليل من أجل مصلحة البحرين.