من ضمن التعليقات على مقال أمس بشأن الكهرباء، تعليق تطرق له القارئ الكريم «أبوحمز السكري» لوضع كثير من النواب بعد انتخابهم ووصولهم للكرسي النيابي، إذ يقول: «النائب بعد انتخابه، لا يحس.. لا يسمع.. ولا يرى»!
للأسف الشديد هذا توصيف واقعي لحال كثير من النواب، وهو توصيف مؤلم بناء على مشاهدات وتقييم للوقائع، نجد إزاءه أن بعض النواب ينسون السبب الرئيس الذي يجب أن يكون هو دافعهم لخوض الانتخابات ودخول المجلس.
لو سألتهم جميعهم عن السبب الرئيس لهذا الاندفاع باتجاه الترشح والحصول على مسمى «نائب»، فإن الإجابة تكون سريعة وواحدة ومفادها «خدمة الناس»! لكن هل هذا صحيح؟! هنا يجب تقييم ذلك ووضع النقاط على الحروف.
للتقييم يجب دائماً طرح أسئلة صريحة ومباشرة، يجب إقران الإجابات المطلوبة لتلك الأسئلة بالأرقام والحقائق، فالرقم هو من يجعل التقييم واقعياً، وهو يعكس الواقع دون أي تجميل.
وعليه نسأل: كم عدد النواب الذين دخلوا المجلس وحققوا الرضا لدى ناخبيهم؟! وإجابة هذا السؤال -مثلاً- لا تستقى إطلاقاً من النائب نفسه، ولا من الدولة أو أي جهة أخرى متداخلة تمثل لاعباً في حراك السلطة التشريعية، باستثناء المواطن نفسه الذي هو المعني أولاً وأخيراً بالإجابة وتقييم أداء نائبه.
لو طلبنا من الناخب نفسه أن يضع لنا أرقام تقييمه، طبعاً ستهولنا النتيجة، وفي جانب آخر ستجعل عملية تقييم الأداء سهلة جداً لا تحتاج لتحليل طويل ومتعب، إذ حالة عدم الرضا لدى الناس باتت لا تحتاج لبحث واستقصاء وتحليل وجرد بيانات. هناك أداء نيابي غير مقبول لدى الناس الذين انتخبوا ممثليهم. هناك بعض الأمور التي يعتبرها النواب إنجازات لكنها في عرف الناس ليست سوى أمور هامشية لا تمثل أولوية قصوى وبعيدة كل البعد عن الملفات الرئيسة التي يريد طرحها ووضع حلول لها بل حسمها وللأبد.
هناك ممارسات خاطئة من قبل بعض النواب أخطرها هو نسيان الناس بعد الفوز. الابتعاد عن الناس لمدة أربع سنوات ابتعاداً حقيقياً، لكنه اقتراب والتصاق بهم عبر بعض «الفذلكات» و«الطلعات» داخل المجلس والتي هدفها الإعلام ولا شيء آخر. هناك تجاهل للمصلحة العامة وتركيز على المصلحة الخاصة. وإن كانت هناك حالات نيابية متفردة من الظلم أن ينسحب عليها التقييم العام، إلا أننا نقول بأن هذه ضريبة العمل مع أدوات أغلبها معطل وغير منتج، بالتالي الشر يعم.
لماذا هنا نستذكر كلاماً معاداً ونكرره؟! لماذا نذكر المواطن بأمور هو أصلاً يتحدث فيها يومياً ولا تفارقه، بل يركز عليها حينما يرى الوضع يتردى أكثر وأكثر، وحينما يصل لقناعة بأن صوته لا يصل أبداً لا عبر ممثله المباشر أو عبر البرلمان بشكل عام؟!
نستذكر ذلك لسبب بسيط جداً يتمثل بأنها أيام قليلة وينفض عمل هذا المجلس وتبدأ حملات الترشح والدعايات للمجلس القادم. هناك من في النواب الحاليين من بدأ دعاياته الانتخابية من داخل المجلس عبر «حركات» و«اقتراحات» و«صرخات» كلها هدفها استقطاب تعاطف الناس واللعب بمشاعرهم لكسب تأييد وأصوات، في حين لو رأينا ما يطالب به ومدى إمكانية تحققه الآن لوجدنا أنها أمور مستحيلة التحقق في ما بقي من الزمن. ويخادع نفسه من يحاول إقناع الناس بأنه يحاول تأسيس شيء ليأتي من بعده ويواصل عليه. هذه أفعال تقوم بها الملائكة لا مدعي «الملائكية» من بعض النواب الذين «ابتلش» بهم الناس.
وعليه نقول للمواطن احذر ثم احذر ثم احذر، ممن سيبيعك وهماً جديداً، ممن سيغازلك لأجل صوتك. قيم قبل أن تصوت، هل من ستمنحه صوتك سيكون -بعد وصوله الكرسي- ممن لا يحس ولا يسمع ولا يرى؟!
وإن أوصلت مثل هؤلاء لتلك المواقع، فحينها عليك أن تأكل المر لأربعة أعوام قادمة ولا عزاء لك، فهذا خبز خبزته يدك وعليك أن تأكله قسراً.
{{ article.visit_count }}
للأسف الشديد هذا توصيف واقعي لحال كثير من النواب، وهو توصيف مؤلم بناء على مشاهدات وتقييم للوقائع، نجد إزاءه أن بعض النواب ينسون السبب الرئيس الذي يجب أن يكون هو دافعهم لخوض الانتخابات ودخول المجلس.
لو سألتهم جميعهم عن السبب الرئيس لهذا الاندفاع باتجاه الترشح والحصول على مسمى «نائب»، فإن الإجابة تكون سريعة وواحدة ومفادها «خدمة الناس»! لكن هل هذا صحيح؟! هنا يجب تقييم ذلك ووضع النقاط على الحروف.
للتقييم يجب دائماً طرح أسئلة صريحة ومباشرة، يجب إقران الإجابات المطلوبة لتلك الأسئلة بالأرقام والحقائق، فالرقم هو من يجعل التقييم واقعياً، وهو يعكس الواقع دون أي تجميل.
وعليه نسأل: كم عدد النواب الذين دخلوا المجلس وحققوا الرضا لدى ناخبيهم؟! وإجابة هذا السؤال -مثلاً- لا تستقى إطلاقاً من النائب نفسه، ولا من الدولة أو أي جهة أخرى متداخلة تمثل لاعباً في حراك السلطة التشريعية، باستثناء المواطن نفسه الذي هو المعني أولاً وأخيراً بالإجابة وتقييم أداء نائبه.
لو طلبنا من الناخب نفسه أن يضع لنا أرقام تقييمه، طبعاً ستهولنا النتيجة، وفي جانب آخر ستجعل عملية تقييم الأداء سهلة جداً لا تحتاج لتحليل طويل ومتعب، إذ حالة عدم الرضا لدى الناس باتت لا تحتاج لبحث واستقصاء وتحليل وجرد بيانات. هناك أداء نيابي غير مقبول لدى الناس الذين انتخبوا ممثليهم. هناك بعض الأمور التي يعتبرها النواب إنجازات لكنها في عرف الناس ليست سوى أمور هامشية لا تمثل أولوية قصوى وبعيدة كل البعد عن الملفات الرئيسة التي يريد طرحها ووضع حلول لها بل حسمها وللأبد.
هناك ممارسات خاطئة من قبل بعض النواب أخطرها هو نسيان الناس بعد الفوز. الابتعاد عن الناس لمدة أربع سنوات ابتعاداً حقيقياً، لكنه اقتراب والتصاق بهم عبر بعض «الفذلكات» و«الطلعات» داخل المجلس والتي هدفها الإعلام ولا شيء آخر. هناك تجاهل للمصلحة العامة وتركيز على المصلحة الخاصة. وإن كانت هناك حالات نيابية متفردة من الظلم أن ينسحب عليها التقييم العام، إلا أننا نقول بأن هذه ضريبة العمل مع أدوات أغلبها معطل وغير منتج، بالتالي الشر يعم.
لماذا هنا نستذكر كلاماً معاداً ونكرره؟! لماذا نذكر المواطن بأمور هو أصلاً يتحدث فيها يومياً ولا تفارقه، بل يركز عليها حينما يرى الوضع يتردى أكثر وأكثر، وحينما يصل لقناعة بأن صوته لا يصل أبداً لا عبر ممثله المباشر أو عبر البرلمان بشكل عام؟!
نستذكر ذلك لسبب بسيط جداً يتمثل بأنها أيام قليلة وينفض عمل هذا المجلس وتبدأ حملات الترشح والدعايات للمجلس القادم. هناك من في النواب الحاليين من بدأ دعاياته الانتخابية من داخل المجلس عبر «حركات» و«اقتراحات» و«صرخات» كلها هدفها استقطاب تعاطف الناس واللعب بمشاعرهم لكسب تأييد وأصوات، في حين لو رأينا ما يطالب به ومدى إمكانية تحققه الآن لوجدنا أنها أمور مستحيلة التحقق في ما بقي من الزمن. ويخادع نفسه من يحاول إقناع الناس بأنه يحاول تأسيس شيء ليأتي من بعده ويواصل عليه. هذه أفعال تقوم بها الملائكة لا مدعي «الملائكية» من بعض النواب الذين «ابتلش» بهم الناس.
وعليه نقول للمواطن احذر ثم احذر ثم احذر، ممن سيبيعك وهماً جديداً، ممن سيغازلك لأجل صوتك. قيم قبل أن تصوت، هل من ستمنحه صوتك سيكون -بعد وصوله الكرسي- ممن لا يحس ولا يسمع ولا يرى؟!
وإن أوصلت مثل هؤلاء لتلك المواقع، فحينها عليك أن تأكل المر لأربعة أعوام قادمة ولا عزاء لك، فهذا خبز خبزته يدك وعليك أن تأكله قسراً.