قد يختلف وقع حديث العم سام عن التغلغل الفارسي ووضعه في دول الجزيرة العربية وتحذيره منه، عن حديث مفكر عربي من أهل الجزيرة العربية بالموضوع ذاته، ربما يتغاضى عن الأول فيما يفسر إساءة لطائفة دينية من الثاني، أو أنه يجوز للأول ما لا يجوز للثاني.
كشف الجرائم المتعلقة بأمن الدولة وفضح المؤامرات التي من شأنها زعزعة أمن البلاد، والتحذير من خطر يعيش بيننا، وتقديم شهادة للتاريخ حفاظاً على الوطن، من الممكن أن يصوره البعض على أنه محاولة شق صف الوحدة الوطنية وإساءة لطائفة بعينها، وتسجل الدعاوى القضائية ويدفع صاحبه ثمن حديثه، ما حدث قبل أيام للمفكر الدكتور عبدالله النفيسي لا يخرج عن هذا الإطار، فقد تحدث قبل مدة من الزمن في إحدى الندوات عن خطر التغلغل الفارسي وأذرعه في دول الجزيرة العربية، وذكر وقائع في عدد من الدول مثل البحرين والكويت والعراق، كما ذكر تحركات لهذه الأذرع في دول مجلس التعاون الخليجي محذراً من عواقب التساهل مع هذا الأمر، وخلال حديثه أكد مراراً ألا مشكلة للمجتمع مع فكر طائفة بعينها فلكلٍ دينه، لكن المشكلة مع من ينتمي لهذه الطائفة ويعمل وفق خطط الفرس لتمكينهم من بلادنا، هذا الحديث وبهذا الوضوح تحول إلى قضية شق الوحدة الوطنية وحكمت المحكمة على الدكتور النفيسي بغرامة قدرها 10000 دينار كويتي.
قبل أيام قليلة وفي الموضوع نفسه تحدث الجنرال جورج كيسي القائد العام للقوات الأمريكية والائتلاف المحتلة للعراق للأعوام 2004-2007 في مؤتمر بولاية أريزونا الأمريكية، عن مشاهداته بشكل مباشر لنشاط الإيرانيين لزعزعة الاستقرار في العراق بواسطة أتباعهم، وذكر أنهم يكسبون النفوذ من خلال تقديم مساعدات مالية للأحزاب السياسية، وأنهم يدربون المنظمات الإرهابية، وتحدث بوضوح عن عمل الميليشيات الشيعية ووجود بصماتهم على الأعمال الإرهابية وحملهم مسؤولية تهجير المواطنين السنة والمسيحيين، كما حملهم مسؤولية مصرع آلاف العراقيين، وذكر أن إيران نظام واصل ويواصل أعمال الإرهاب لتحقيق أهدافه السياسية، وبين أن الشرق الأوسط في تلاطم من باكستان إلى المغرب وأن إيران عامل زعزعة أساسي؛ ما صرح به كيسي بخصوص خلايا إيران ينطبق على دول الخليج ودول عربية أخرى.
كيسي تحدث بحديث النفيسي، بل راح أبعد من ذلك حينما حدد منظمات بأسمائها وتكلم عن طائفة دون أخرى، فهل سيجرؤ أحدهم ويرفع دعوى قضائية على الرجل في أمريكا ويتهمه بالإساءة إلى الطائفة، وهل سينتشر سلاحف النينجا في شوارع أريزونا ليمارسوا رياضة حرق إطارات السيارات وإلقاء المولوتوف احتجاجاً، أم أنها ماما أمريكا التي تبارك تغلغل الفرس في بلداننا وليس من الحكمة إزعاجها ومواطنيها بهكذا موضوع، وأن للأمريكي ما ليس للعربي؟!.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}