بعد أحداث فبراير 2011م ترسخ لدينا في البحرين ثلاثة تيارات بتوابعها؛ الحكومة والمعارضة وتيار الفاتح. وتيار الفاتح يشمل كل من يحمل موقفاً واقعياً وبناء تجاه الأوضاع في البحرين، في ظل الاعتراف بشرعية النظام والإيمان بمفهوم سلامة الدولة البحرينية. وبين فترة وأخرى ينفجر بلون استفزاز أو اختبار لمعرفة رأي تيار الفاتح في قضية ما. وبمعزل عن المعبرين عن المشهد الصوري لتيار الفاتح فإن حالة من السلبية أخذت تتنامى بين أفراد التيار، وهي ظاهر قديمة جديدة تستحق التوقف عندها وإيجاد حلول حقيقية لها.
مع اقتراب الانتخابات المفترض عقدها بعد بضعة أشهر زادت وتيرة الإشاعات حول تفاهمات المرحلة القادمة بين الحكومة والمعارضة. وبدأت تدب حركة طفيفة في جسد الجمعيات السياسية (السنية) المتثاقل، ولكنها حركة في الاتجاه القديم الذي سئم منه تيار الفاتح، مثل أقوى تصريح للنائب الفلاني، ومحاضرة للكاتب الفلاني في الجمعية الفلانية، ولقاء الجمعية الفلانية للمسؤول الفلاني وإعرابها عن رفض الشارع للقضية الفلانية، وتوزيع تبرعات شعب البحرين على المنكوبين في الدولة الفلانية. كل ذلك في ظل صمت من الفاتحيين قد يعكس ملامح تعامل هذه الكتلة الخطيرة مع الأحداث المستقبلية.
والسلوكيات غير السياسية السابقة تعبر عن أزمة قديمة عانى منها تيار الفاتح طويلاً، وهي افتقاده لممثلين حقيقيين يعبرون عن آلامه وآماله ومرجعياته وطموحاته. ولأن نبرة رفض تيار الفاتح لمنهجية رفع نواب البرلمان لأصواتهم في واد غير ذي زرع، وعدم اقتناعه باستمرار تعبيرات الرفض والاحتجاج. وإدراكه المتأخر ألا علاقة بين مشكلات الواقع البحريني ونكبات مسلمي العالم. فإن تحركات تلك الجمعيات أصبحت كالعرض المسرحي في خشبة مسرح مهجور. ولأن تيار الفاتح لم يجد القيادات الحقيقية التي تعرف كيف تعرض مطالبه وتصوغها في برنامج سياسي سليم يجادل الحكومة والمعارضة معاً فقد عاد، وبصورة أقوى من السابق، إلى حالة السلبية القديمة، ولكن هذه المرة في ممارسة شبه متعمدة تقترب من حالة المقاومة السلمية لكل ما يحدث حوله والسلبية تجاه الواقع بسبب خلو ذات اليد من أدوات التقدم نحو الأمام ومواجهة التحديات المستجدة دائماً.
والاختبار الحقيقي لعودة تيار الفاتح إلى السلبية القديمة سيتجلى في الانتخابات القادمة. إذ من هي النخب الفاتحية التي ستترشح لانتخابات البرلمان القادم؟ وكم ستكون نسبة إقبال تيار الفاتح على التصويت؟ وما هي دوافع تصويت تيار الفاتح لتشكيل برلمان جديد؟ والجواب عن الأسئلة السابقة يقبع في الأسئلة التي تؤرق تيار الفاتح، وهي من هي النخب الفاتحية التي ستختارها الحكومة لمجلس الشورى وللتشكيل الوزاري المتوقع؟ وماذا سيستفيد الفاتحيون من كل هذا التغيير؟ وما الدور الذي سيمثلونه في الخارطة السياسية؟
تيار الفاتح هو الذخيرة الوطنية التي يعول عليها في عمليات التغيير المستقبلية وفي مواجهة أي أزمة قادمة. ولكن الاستمرار في تهميشه من جانب الحكومة والاستمرار في السلوك السياسي غير السليم وغير المعبر عن تيار الفاتح من قبل الجمعيات السياسية لاشك أنه سينتهي بالسلبية التي لا تحمد عقباها.
كيف سيكون المشهد السياسي القادم في البحرين إذا زادت نسبة نواب البرلمان غير المؤهلين الممثلين صورياً عن تيار الفاتح؟ كيف سيكون الأداء السياسي بجمعيات سياسية بعيدة عن جوهر السياسة ونواب برلمان قد يكونون غير مؤهلين واستغلوا خلو الساحة للوصول للمجلس ومعارضة شرسة لها علاقات مريبة مع جهات خارجية ولها مشاريعها الخاصة والانتهازية؟ إنها أسئلة (فاتحية) تؤرق مستقبل البحرين ولا يملك أحد الإجابات الفصل فيها.
{{ article.visit_count }}
مع اقتراب الانتخابات المفترض عقدها بعد بضعة أشهر زادت وتيرة الإشاعات حول تفاهمات المرحلة القادمة بين الحكومة والمعارضة. وبدأت تدب حركة طفيفة في جسد الجمعيات السياسية (السنية) المتثاقل، ولكنها حركة في الاتجاه القديم الذي سئم منه تيار الفاتح، مثل أقوى تصريح للنائب الفلاني، ومحاضرة للكاتب الفلاني في الجمعية الفلانية، ولقاء الجمعية الفلانية للمسؤول الفلاني وإعرابها عن رفض الشارع للقضية الفلانية، وتوزيع تبرعات شعب البحرين على المنكوبين في الدولة الفلانية. كل ذلك في ظل صمت من الفاتحيين قد يعكس ملامح تعامل هذه الكتلة الخطيرة مع الأحداث المستقبلية.
والسلوكيات غير السياسية السابقة تعبر عن أزمة قديمة عانى منها تيار الفاتح طويلاً، وهي افتقاده لممثلين حقيقيين يعبرون عن آلامه وآماله ومرجعياته وطموحاته. ولأن نبرة رفض تيار الفاتح لمنهجية رفع نواب البرلمان لأصواتهم في واد غير ذي زرع، وعدم اقتناعه باستمرار تعبيرات الرفض والاحتجاج. وإدراكه المتأخر ألا علاقة بين مشكلات الواقع البحريني ونكبات مسلمي العالم. فإن تحركات تلك الجمعيات أصبحت كالعرض المسرحي في خشبة مسرح مهجور. ولأن تيار الفاتح لم يجد القيادات الحقيقية التي تعرف كيف تعرض مطالبه وتصوغها في برنامج سياسي سليم يجادل الحكومة والمعارضة معاً فقد عاد، وبصورة أقوى من السابق، إلى حالة السلبية القديمة، ولكن هذه المرة في ممارسة شبه متعمدة تقترب من حالة المقاومة السلمية لكل ما يحدث حوله والسلبية تجاه الواقع بسبب خلو ذات اليد من أدوات التقدم نحو الأمام ومواجهة التحديات المستجدة دائماً.
والاختبار الحقيقي لعودة تيار الفاتح إلى السلبية القديمة سيتجلى في الانتخابات القادمة. إذ من هي النخب الفاتحية التي ستترشح لانتخابات البرلمان القادم؟ وكم ستكون نسبة إقبال تيار الفاتح على التصويت؟ وما هي دوافع تصويت تيار الفاتح لتشكيل برلمان جديد؟ والجواب عن الأسئلة السابقة يقبع في الأسئلة التي تؤرق تيار الفاتح، وهي من هي النخب الفاتحية التي ستختارها الحكومة لمجلس الشورى وللتشكيل الوزاري المتوقع؟ وماذا سيستفيد الفاتحيون من كل هذا التغيير؟ وما الدور الذي سيمثلونه في الخارطة السياسية؟
تيار الفاتح هو الذخيرة الوطنية التي يعول عليها في عمليات التغيير المستقبلية وفي مواجهة أي أزمة قادمة. ولكن الاستمرار في تهميشه من جانب الحكومة والاستمرار في السلوك السياسي غير السليم وغير المعبر عن تيار الفاتح من قبل الجمعيات السياسية لاشك أنه سينتهي بالسلبية التي لا تحمد عقباها.
كيف سيكون المشهد السياسي القادم في البحرين إذا زادت نسبة نواب البرلمان غير المؤهلين الممثلين صورياً عن تيار الفاتح؟ كيف سيكون الأداء السياسي بجمعيات سياسية بعيدة عن جوهر السياسة ونواب برلمان قد يكونون غير مؤهلين واستغلوا خلو الساحة للوصول للمجلس ومعارضة شرسة لها علاقات مريبة مع جهات خارجية ولها مشاريعها الخاصة والانتهازية؟ إنها أسئلة (فاتحية) تؤرق مستقبل البحرين ولا يملك أحد الإجابات الفصل فيها.