ذكرتني صورة والد الطفل الذي انفجرت فيه سيارة المقشع وهو يتلقى «التهاني» حسب وصف موقع تيار الوفاء الإسلامي له، بصور العديد من الآباء السنة الذين تلقوا «التهاني» لوفاة أبنائهم متفحمين أو متقطعين إلى أشلاء نتيجة انفجار حزام ناسف يلفونه على بطنهم أو انفجار عبوة مفخخة مزروعة في مؤخرتهم، على مدى الثلاثين سنة الماضية، الآن تساوى التفخيخ شيعياً وسنياً، وقريباً ستتساوى في حسابات المجتمع الدولي والمجتمع الإسلامي طوابير المهنئين شيعة وسنة، «مبروك» أصبح منا ومنكم مفخخون!!
هذا المنزلق الذي انحدر إليه التيار الشيرازي في البحرين، منزلق التفخيخ والتفجير والعبوات والقنابل الناسفة، أزلقت قبله تيارات التكفير السنية ودفع المسلمون الثمن في علاقتهم بالمجتمع الدولي، منزلق لا يهمه إن امتدت النيران لتأكل أبناءه، ولا فرق بين من لف حزاماً ناسفاً حول طفل سني أو من حمّل طفلاً شيعياً العبوة الناسفة، فآباؤهم جميعاً سيتلقون «التهاني» في نهاية المطاف من صناع المفخخات والمتفجرات الناسفة في حين تدفع الطائفة برمتها الثمن محلياً ودولياً في علاقة الطائفة لا التيار ولا المجموعة فحسب.
منذ 14 فبراير وكل التيارات الدينية الشيعية الأخرى في البحرين تعلم أن الشيرازيين هم من يقف وراء هذا الائتلاف، منذ 14 فبراير و«مدرسي» يقود الحراك عبر الفضائيات، ولم يكن الأمر يحتاج لدليل غير هذا، إلا أن الدلائل كانت تتوالى وتفقأ العين يوماً بعد الآخر، ورغم ذلك انقادت له بقية التيارات الأخرى المخالفة له فقهاً وتوجهاً بشكل عمياني، انقادت كلها خلف «مدرسي» وهي التي تعرف مدى جنوحه، خوفاً من اتهامها بشق الصف أو خوفاً من فقدانها للمكاسب والثمار التي سيجنيها هذا التيار، ولم تحسب حساب أنها ستخوض حرباً واحتمال الخسائر وارد كما هو احتمال الأرباح، وأن الخسائر -إن حدثت- ستعم، مثلما هي المكاسب.
هذا الانسياق الجماعي، خدع جحافل السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، فرموا كل قبعاتهم الحزبية والمدنية حتى الليبرالية منها واليسارية وارتضوا بتبعية هذا التيار الديني المتشدد، ورفضوا الإصغاء لكل النصائح التي وجهت لهم من داخل وخارج البحرين، كلهم تبرعوا ليكونوا لمجموعات العنف غطاء حقوقياً وسياسياً وإعلامياً، وفرحوا حين حسبوا أن لهذا الحراك مجتمعاً دولياً يسانده، وقد كان ذلك بالفعل في بادية الأمر، حيث لم يعلم عن أي من الجماعات الشيعية جنوحها للإرهاب إلا فئات محدودة في العراق لم تحظَ ولم تلفت انتباه المراقبين لها.
إنما هل يجهل شيعة البحرين أن للشيرازيين أجندة واضحة جداً لا تقف عند إصلاح أو عند مطالب حقوقية؟ وهل يجهلون أن هذه الأجندة لا تحدها أسقف سلمية، كان الشيرازيون واضحين منذ البداية (جمهورية إسلامية، جهاد، استشهاد، أبطال ميادين... إلخ) هذا خطاب حرب، وذاك طريق «حرب» واضح المعالم، ومع ذلك واصلوا السير وغاصت أرجلهم في الوحل حتى لم يعد في مقدروهم الخروج أو الفكاك.
هي الحرب إذاً لا على البحرين بل على المنطقة بأسرها، وما التفخيخ هنا ومواجهات الأمن في العوامية وخلايا التجسس في الكويت وحرب الحوثيين في اليمن ودولة العراق والدولة العلوية السورية وحزب الله في لبنان إلا جيش واحد يخوض معركة واحدة ضد الأمة العربية، جيش يغرق فيغرق ويغرق في مستنقع الإرهاب والفوضى، وكل سند خارجي بدأ ينفض يده ويباعد ويتخلى عن الدعم والمساندة له، جيش يغرق ويجر معه جماعات وتيارات.
أصبح هذا الجيش يستمد الإلهام من وحي الغيبيات فقط، ووجد ممولو وداعمو هذا الجيش من جحافل الليبراليين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين أنفسهم أمام استحقاق الخسائر يواجهونها مع التيار الشيرازي، ويتحملون معه مسؤولية هذا الانحدار الذي وصلت إليه الأمور، بعد أن قبع المئات من أبناء التيار الشيعي خلف القضبان وبدأت أزهار بعضهم تدفع الثمن من أجسادهم المعاقة بصراً وسمعاً وتفحماً.
ها هي التيارات المتورطة الأخرى وجحافل السياسيين والحقوقيين والإعلاميين تصطف اليوم مع «المهنئين» لآباء المتفحمين والمتناثرة أشلاؤهم، مرغمة بعد أن ربطهم الشيرازيون من أعناقهم بحبل لا يستطيعون منه الفكاك.. إنه يوم لم تحسبوا حسابه!!
هذا المنزلق الذي انحدر إليه التيار الشيرازي في البحرين، منزلق التفخيخ والتفجير والعبوات والقنابل الناسفة، أزلقت قبله تيارات التكفير السنية ودفع المسلمون الثمن في علاقتهم بالمجتمع الدولي، منزلق لا يهمه إن امتدت النيران لتأكل أبناءه، ولا فرق بين من لف حزاماً ناسفاً حول طفل سني أو من حمّل طفلاً شيعياً العبوة الناسفة، فآباؤهم جميعاً سيتلقون «التهاني» في نهاية المطاف من صناع المفخخات والمتفجرات الناسفة في حين تدفع الطائفة برمتها الثمن محلياً ودولياً في علاقة الطائفة لا التيار ولا المجموعة فحسب.
منذ 14 فبراير وكل التيارات الدينية الشيعية الأخرى في البحرين تعلم أن الشيرازيين هم من يقف وراء هذا الائتلاف، منذ 14 فبراير و«مدرسي» يقود الحراك عبر الفضائيات، ولم يكن الأمر يحتاج لدليل غير هذا، إلا أن الدلائل كانت تتوالى وتفقأ العين يوماً بعد الآخر، ورغم ذلك انقادت له بقية التيارات الأخرى المخالفة له فقهاً وتوجهاً بشكل عمياني، انقادت كلها خلف «مدرسي» وهي التي تعرف مدى جنوحه، خوفاً من اتهامها بشق الصف أو خوفاً من فقدانها للمكاسب والثمار التي سيجنيها هذا التيار، ولم تحسب حساب أنها ستخوض حرباً واحتمال الخسائر وارد كما هو احتمال الأرباح، وأن الخسائر -إن حدثت- ستعم، مثلما هي المكاسب.
هذا الانسياق الجماعي، خدع جحافل السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، فرموا كل قبعاتهم الحزبية والمدنية حتى الليبرالية منها واليسارية وارتضوا بتبعية هذا التيار الديني المتشدد، ورفضوا الإصغاء لكل النصائح التي وجهت لهم من داخل وخارج البحرين، كلهم تبرعوا ليكونوا لمجموعات العنف غطاء حقوقياً وسياسياً وإعلامياً، وفرحوا حين حسبوا أن لهذا الحراك مجتمعاً دولياً يسانده، وقد كان ذلك بالفعل في بادية الأمر، حيث لم يعلم عن أي من الجماعات الشيعية جنوحها للإرهاب إلا فئات محدودة في العراق لم تحظَ ولم تلفت انتباه المراقبين لها.
إنما هل يجهل شيعة البحرين أن للشيرازيين أجندة واضحة جداً لا تقف عند إصلاح أو عند مطالب حقوقية؟ وهل يجهلون أن هذه الأجندة لا تحدها أسقف سلمية، كان الشيرازيون واضحين منذ البداية (جمهورية إسلامية، جهاد، استشهاد، أبطال ميادين... إلخ) هذا خطاب حرب، وذاك طريق «حرب» واضح المعالم، ومع ذلك واصلوا السير وغاصت أرجلهم في الوحل حتى لم يعد في مقدروهم الخروج أو الفكاك.
هي الحرب إذاً لا على البحرين بل على المنطقة بأسرها، وما التفخيخ هنا ومواجهات الأمن في العوامية وخلايا التجسس في الكويت وحرب الحوثيين في اليمن ودولة العراق والدولة العلوية السورية وحزب الله في لبنان إلا جيش واحد يخوض معركة واحدة ضد الأمة العربية، جيش يغرق فيغرق ويغرق في مستنقع الإرهاب والفوضى، وكل سند خارجي بدأ ينفض يده ويباعد ويتخلى عن الدعم والمساندة له، جيش يغرق ويجر معه جماعات وتيارات.
أصبح هذا الجيش يستمد الإلهام من وحي الغيبيات فقط، ووجد ممولو وداعمو هذا الجيش من جحافل الليبراليين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين أنفسهم أمام استحقاق الخسائر يواجهونها مع التيار الشيرازي، ويتحملون معه مسؤولية هذا الانحدار الذي وصلت إليه الأمور، بعد أن قبع المئات من أبناء التيار الشيعي خلف القضبان وبدأت أزهار بعضهم تدفع الثمن من أجسادهم المعاقة بصراً وسمعاً وتفحماً.
ها هي التيارات المتورطة الأخرى وجحافل السياسيين والحقوقيين والإعلاميين تصطف اليوم مع «المهنئين» لآباء المتفحمين والمتناثرة أشلاؤهم، مرغمة بعد أن ربطهم الشيرازيون من أعناقهم بحبل لا يستطيعون منه الفكاك.. إنه يوم لم تحسبوا حسابه!!