بعيداً عن وجع السياسة الذي لا ينتهي، نطرح هنا بعض المشكلات الاجتماعية والظواهر التي يجب أن يوضع لها حد؛ إذ حياة الناس باتت متأثرة بكثير من المنغصات، وإن كانت السياسة على رأسها، فأقلها يفترض بالجهات الرسمية «غير المعنية بالسياسة» بالأخص الخدمية أن تحرص على تسهيل حياة الناس في الأمور المتاحة الأخرى، أقلها كل يقوم بدوره على أكمل وجه ليخف الضغط على المواطن البحريني الذي صار ضغط الدم والسكر والجلطات (عافاكم الله) أكثر السائرين معه في درب حياته.
نسترجع الفوضى واللغط الذي حصل بشأن قانون المرور المقترح والذي ناقشه مجلس النواب، وكيف كان الناس مستائين من القوانين المشددة والغرامات الكبيرة. ورغم أننا مع التخفيف على الناس، لكننا ضد أي مطالبات بتعطيل القانون، أي قانون كان، والحق يقال اليوم خاصة عند متابعة أخلاقيات القيادة والتعامل مع أنظمة وقوانين المرور، فإن هناك تجاوزات عديدة ورهيبة، إن كانت تصدر عن عدد محدود من الأشخاص (باعتبار أن كثيرين ملتزمون بالقوانين) إلا أن ذلك لا يعني تخفيف عملية تطبيق القانون.
لدى الناس تباين في الرأي بشأن هذه الضوابط، بعضهم يرى تغليظاً في مواقع لا تستدعي الصرامة الزائدة، وبعضهم يرى وجوب أن تكون هناك صرامة وعدم تساهل في حالات معينة بسبب أن تداعياتها تؤثر على حياة الناس.
على سبيل المثال، في منطقة الرفاع تكثر ظواهر مؤسفة فيها استخفاف بالناس أولاً قبل أن يكون فيها استخفاف بقوانين المرور. من منا لم يرَ اثنين يتبادلان الأحاديث كلاً في سيارته ويسدان جزءاً أكبر من مرور السيارات في أحد الشوارع؟! إن لم تشاهدوا ذلك فاذهبوا إلى شارع «بوكوارة» على سبيل المثال ليلاً لتروا بأم أعينكم. والمصيبة أنك حينما تدق «نفير» السيارة لهم تتحول وكأنك أنت من يتعامل بقلة أدب وسوء أخلاق مرورية!!
أيضاً في الرفاع -من واقع مشاهداتنا- احذر عزيزي السائق من الاعتماد على الإشارات الضوئية في الليل، هناك تتحول الإشارة الحمراء دائماً إلى خضراء، لا احترام من كثير من الأشخاص لها، بالتالي تأكد مليون مرة (وليت المرور يتأكدون معك) بأن الشارع سالم وآمن قبل أن تسير. أبداً أبداً لا تعتمد على كون الإشارة خضراء.
ملاحظة وصلتني أمس أيضاً في نفس المنطقة، وتحديداً لدى المدرسة التي بقرب مركز كانو الصحي، وذلك بسبب أن بعض الناس يأخذون أبناءهم من المدرسة وهم يقفون في وسط الشارع بما يشل حركة السير. بعضهم يتعامل مع الشارع وكأنه موقف لأخذ أبنائه، وللأسف يلاحظ غياب رجال المرور. هذه الحالات لا يجب التهاون معها أبداً، ففيها إمكانية وقوع حوادث، كما أن الأطفال يكونون عرضة للحوادث لا سمح الله. طبعاً ناهيكم عن أن هذه الحالات تتكرر عند كثير من المدارس بشكل يومي.
حتى بعض الشوارع المزدحمة، يعاني فيها الناس صباحاً عند بدء الدوام أو توصيل الأبناء لمدارسهم، وأيضاً عند نهاية فترة الدوام، هناك شوارع يجب أن يكون فيها رجال المرور لضبط العملية ومحاسبة بعض السواق الذين يخرجون على المسار وينزلون على جانبي الشارع ليمارسوا ظاهرة متأصلة لدينا للأسف تتمثل بتجاوز السيارات الواقفة في المسار.
أيضاً حالات فيها سوء أخلاق تتمثل بدخول بعض السواق على مسار السيارات الواقفة بانتظار تحول الإشارة الحمراء إلى خضراء. تقف محترماً الإشارة فإذا بسائق يدخل بسيارته «عرض» عليك ليقف أمامك أو بشكل ملتو. هنا يجب أن تكون لإدارة المرور وقفة صارمة، وحبذا لو أعلن عن حملات للناس بتصوير هذه المخالفات بالفيديو بحيث تبين فيها لوحة السيارة وإرسالها للمرور. وهنا لا يجب أن يستاء أحد إن تم تصويره، فلا نرى فيها انتهاكاً للخصوصية بل هي ضبط لحالة عدم احترام لأشخاص هم يحتمون وضعهم في مثل هذه المواقف ويفرضون على المعنيين مخالفتهم وحتى المجتمع استنكار تصرفاتهم.
أيضاً مثال على زحمة الشوارع بسبب سوء أخلاق القيادة وعدم التعامل بطريقة عملية مع الوضع من قبل المعنيين، المدخل المؤدي للكوبري المتجه لمدينة عيسى وشارع عذاري، المدخل على شارع الشيخ خليفة بن سلمان نعني، هذا المدخل يدخل عليه السائقون من أقصى المسار الأيسر إلى الأيمن بالتالي يتعطل «الهايوي» بأكمله. ألم تلاحظ الإدارة المعنية ذلك؟! حبذا إذن لو وضعت حواجز لفصل المسار الأيمن على بعد كيلومترين أقلها من المدخل! طبعاً مبالغة لكن ما الحل مع هذه التصرفات؟!
الحديث يطول، ولا أريد هنا التفصيل في كارثة إدارية حصلت خلال مهرجان «مراعي» الأخير، إذ عانى الناس الأمرين من صعوبة الوصول للموقع والحصول على موقف، في حين بدل أن ينظم المرور السير بشكل سلس وبشكل تام، كانت هناك عملية منح للمخالفات بالجملة للناس الذين اضطر بعضهم للتجاوز والوقوف الخاطئ. في هذه الحالة تلام أولاً وزارة البلديات التي يبدو واضحاً أنها لم تراعِ الناس واكتفت بتأمين مواقف لـ«علية القوم»، وأيضاً تتشارك إدارة المرور في المسألة ـ مع احترامنا وتقديرنا للجهودات الكبيرة المبذولة من الإدارة- إذ ردود فعل غاضبة عديدة وصلتنا تعتبر الفعالية فشلت من جانب استقطاب الناس وضمان وصولهم لموقع الحفل بدون ضغط أعصاب أو غضب أو سخط.
هذه بعض الملاحظات وهناك الكثير، وكل ما نؤكد عليه هنا بأننا مع إدارة المرور في تطبيق القانون، لكن بطريقة لا تتهاون أو تتساهل مع بعض المخالفات، وفي جانب آخر نقول للناس الذين يتجاوزون هذه القوانين ويسوقون في الشارع كأنهم يسوقون في قطعة أرض تابعة لهم، يا جماعة عيب عيب عيب!
{{ article.visit_count }}
نسترجع الفوضى واللغط الذي حصل بشأن قانون المرور المقترح والذي ناقشه مجلس النواب، وكيف كان الناس مستائين من القوانين المشددة والغرامات الكبيرة. ورغم أننا مع التخفيف على الناس، لكننا ضد أي مطالبات بتعطيل القانون، أي قانون كان، والحق يقال اليوم خاصة عند متابعة أخلاقيات القيادة والتعامل مع أنظمة وقوانين المرور، فإن هناك تجاوزات عديدة ورهيبة، إن كانت تصدر عن عدد محدود من الأشخاص (باعتبار أن كثيرين ملتزمون بالقوانين) إلا أن ذلك لا يعني تخفيف عملية تطبيق القانون.
لدى الناس تباين في الرأي بشأن هذه الضوابط، بعضهم يرى تغليظاً في مواقع لا تستدعي الصرامة الزائدة، وبعضهم يرى وجوب أن تكون هناك صرامة وعدم تساهل في حالات معينة بسبب أن تداعياتها تؤثر على حياة الناس.
على سبيل المثال، في منطقة الرفاع تكثر ظواهر مؤسفة فيها استخفاف بالناس أولاً قبل أن يكون فيها استخفاف بقوانين المرور. من منا لم يرَ اثنين يتبادلان الأحاديث كلاً في سيارته ويسدان جزءاً أكبر من مرور السيارات في أحد الشوارع؟! إن لم تشاهدوا ذلك فاذهبوا إلى شارع «بوكوارة» على سبيل المثال ليلاً لتروا بأم أعينكم. والمصيبة أنك حينما تدق «نفير» السيارة لهم تتحول وكأنك أنت من يتعامل بقلة أدب وسوء أخلاق مرورية!!
أيضاً في الرفاع -من واقع مشاهداتنا- احذر عزيزي السائق من الاعتماد على الإشارات الضوئية في الليل، هناك تتحول الإشارة الحمراء دائماً إلى خضراء، لا احترام من كثير من الأشخاص لها، بالتالي تأكد مليون مرة (وليت المرور يتأكدون معك) بأن الشارع سالم وآمن قبل أن تسير. أبداً أبداً لا تعتمد على كون الإشارة خضراء.
ملاحظة وصلتني أمس أيضاً في نفس المنطقة، وتحديداً لدى المدرسة التي بقرب مركز كانو الصحي، وذلك بسبب أن بعض الناس يأخذون أبناءهم من المدرسة وهم يقفون في وسط الشارع بما يشل حركة السير. بعضهم يتعامل مع الشارع وكأنه موقف لأخذ أبنائه، وللأسف يلاحظ غياب رجال المرور. هذه الحالات لا يجب التهاون معها أبداً، ففيها إمكانية وقوع حوادث، كما أن الأطفال يكونون عرضة للحوادث لا سمح الله. طبعاً ناهيكم عن أن هذه الحالات تتكرر عند كثير من المدارس بشكل يومي.
حتى بعض الشوارع المزدحمة، يعاني فيها الناس صباحاً عند بدء الدوام أو توصيل الأبناء لمدارسهم، وأيضاً عند نهاية فترة الدوام، هناك شوارع يجب أن يكون فيها رجال المرور لضبط العملية ومحاسبة بعض السواق الذين يخرجون على المسار وينزلون على جانبي الشارع ليمارسوا ظاهرة متأصلة لدينا للأسف تتمثل بتجاوز السيارات الواقفة في المسار.
أيضاً حالات فيها سوء أخلاق تتمثل بدخول بعض السواق على مسار السيارات الواقفة بانتظار تحول الإشارة الحمراء إلى خضراء. تقف محترماً الإشارة فإذا بسائق يدخل بسيارته «عرض» عليك ليقف أمامك أو بشكل ملتو. هنا يجب أن تكون لإدارة المرور وقفة صارمة، وحبذا لو أعلن عن حملات للناس بتصوير هذه المخالفات بالفيديو بحيث تبين فيها لوحة السيارة وإرسالها للمرور. وهنا لا يجب أن يستاء أحد إن تم تصويره، فلا نرى فيها انتهاكاً للخصوصية بل هي ضبط لحالة عدم احترام لأشخاص هم يحتمون وضعهم في مثل هذه المواقف ويفرضون على المعنيين مخالفتهم وحتى المجتمع استنكار تصرفاتهم.
أيضاً مثال على زحمة الشوارع بسبب سوء أخلاق القيادة وعدم التعامل بطريقة عملية مع الوضع من قبل المعنيين، المدخل المؤدي للكوبري المتجه لمدينة عيسى وشارع عذاري، المدخل على شارع الشيخ خليفة بن سلمان نعني، هذا المدخل يدخل عليه السائقون من أقصى المسار الأيسر إلى الأيمن بالتالي يتعطل «الهايوي» بأكمله. ألم تلاحظ الإدارة المعنية ذلك؟! حبذا إذن لو وضعت حواجز لفصل المسار الأيمن على بعد كيلومترين أقلها من المدخل! طبعاً مبالغة لكن ما الحل مع هذه التصرفات؟!
الحديث يطول، ولا أريد هنا التفصيل في كارثة إدارية حصلت خلال مهرجان «مراعي» الأخير، إذ عانى الناس الأمرين من صعوبة الوصول للموقع والحصول على موقف، في حين بدل أن ينظم المرور السير بشكل سلس وبشكل تام، كانت هناك عملية منح للمخالفات بالجملة للناس الذين اضطر بعضهم للتجاوز والوقوف الخاطئ. في هذه الحالة تلام أولاً وزارة البلديات التي يبدو واضحاً أنها لم تراعِ الناس واكتفت بتأمين مواقف لـ«علية القوم»، وأيضاً تتشارك إدارة المرور في المسألة ـ مع احترامنا وتقديرنا للجهودات الكبيرة المبذولة من الإدارة- إذ ردود فعل غاضبة عديدة وصلتنا تعتبر الفعالية فشلت من جانب استقطاب الناس وضمان وصولهم لموقع الحفل بدون ضغط أعصاب أو غضب أو سخط.
هذه بعض الملاحظات وهناك الكثير، وكل ما نؤكد عليه هنا بأننا مع إدارة المرور في تطبيق القانون، لكن بطريقة لا تتهاون أو تتساهل مع بعض المخالفات، وفي جانب آخر نقول للناس الذين يتجاوزون هذه القوانين ويسوقون في الشارع كأنهم يسوقون في قطعة أرض تابعة لهم، يا جماعة عيب عيب عيب!