كانت فكرة نفذت قبل أعوام من قبل المغفور له بإذن الله سمو الشيخ راشد بن عيسى آل خليفة لإعطاء الإسطبلات الصغيرة الفرصة لتحقيق الانتصارات، واليوم أعاد إحياءها سمو الشيخ فيصل بن راشد جرياً على العادة التي اختطها والده. هذه المرة ليس لإعطاء الإسطبلات الصغيرة الفرصة التي منحها المغفور له بإذن الله فى تلك الأيام، فالإسطبلات الصغيرة لم تعد مثلما كانت من قبل، فاليوم أصبحت تمتلك من الجياد خيرتها، وتمتلك من الفرسان والمضمرين ما يوازي الإسطبلات الكبيرة، وتمتلك من الإمكانيات ما يجعلها منافساً نداً قوياً قادراً على الفوز بأكبر السباقات، وإزعاج الإسطبلات الكبيرة في أغلب السباقات.
إن الفكرة من إعادة تنظيم مثل هذه السباقات هي تسليط الضوء وإحياء ذكرى رجل أحب الخيل والسباقات، وساند ملاك الخيل لسنين عجاف طوال، كان الفوز بالنسبة لهم ومضة أمل، وقد أعطيت لهم، كانت تلك السباقات تشهد نجاحاً منقطع النظير، كانت تتميز بطابع تنافسي كبير خارج الإطار المعروف، وكانت تعرف باسم «كأس الأهالي».
واليوم عاد الكأس من جديد، باسم جديد، ومضمون جديد. عاد بمشاركة جياد من صنف جديد، عاد بنجاح جديد، وتميز بطابع تنافسي جديد، عاد خارج الإطار المعروف، عاد بالرغم من بساطته بفعاليات جديدة، عاد بخاصية جديدة على مستوى الموروثات الاجتماعية للعناية بملاك الخيل الذين أفنوا حياتهم فى ردهات نادي راشد للفروسية، عاد بالمحبة والعطاء، عاد لإحياء العديد من العادات التقليدية التي نشأت في نادي الفروسية.
خطوة لابد من الإشادة بها، والشد على أيدي القائمين عليها للالتفات إلى أهل الخيل، فهم من يحتاج إلى ذلك من أجل الاستمرار والتقدم والتطور، خطوة من أجل التغير والتنويع فى السباقات وإقامة الفعاليات لما لها من دور كبير في ترك مساحة للاستمتاع بالمنافسة من قبل الإسطبلات الصغيرة، خطوة من أجل المتعة لعالم جميل قائم بحد ذاته له الكثير من الأسرار التي لا يعرفها سوى أهل الخيل، خطوة من أجل الذين تمرسوا على حب هذه الرياضة النبيلة، خطوة من أجل تأكيد الدعم والاعتزاز بعطاء تواصل إلى أكثر من ثلاثين عاماً.