هذا هو ملخص الرسالة التي تحاول «المعارضة» بكل «طبقاتها» نشرها وسط الناس في الداخل والخارج، فالحكومة التي جاءت بالمبادرة عليها أن تهيئ الأجواء للحوار «من خلال وجود إعلام تصالحي وحاضن للجميع، ووقف القبضة الأمنية والمحاكمات، والإجراءات التميزية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات»، كما جاء في تصريح الجمعيات السياسية عقب اللقاء الذي جمع ممثلين عنها مع وزير الديوان الملكي الأسبوع الماضي.
لكن مقابل كل هذه المطالب التي ترى «المعارضة» أنها تؤدي إلى تهيئة الأجواء للحوار لا تطالب «جماهيرها» بوقف اعتداءاتها على الحياة ووقف عمليات التخريب التي ضج الناس منها وأساءت إلى «الحركة المطلبية»، فهي تريد منهم الاستمرار في الأخطاء التي يرتكبونها يومياً بينما تعتبر الحكومة مقصرة لو أنها لم تعمل على تهيئة الأجواء للحوار بالكيفية التي تريدها منها!
هذا منطق أعوج ويدخل في باب العبث ولا قيمة له، لأنه ليس معقولاً أبداً مطالبة الحكومة بكل ذلك في الوقت الذي يستمر فيه أولئك في ممارساتهم الآثمة عبر إشعال النيران في إطارات السيارات واختطاف الشوارع ورمي رجال الأمن ومراكز الشرطة بزجاجات المولوتوف والحجارة، وعبر إعلام يعتمد التضخيم وتصريحات نارية ترقص على أنغامها تلك الفضائيات السوسية وعلى رأسها فضائية «العالم»، التي غيرت اسمها دون طبعها إلى «أنباء العالم».
التهدئة لا يمكن أن يقوم بها طرف دون طرف، التهدئة تأتي من الجميع. ليس معقولاً السماح لأولئك بالقيام بأعمال التخريب والتسبب في أذى الناس والإساءة إلى الحياة وفي نفس الوقت منع رجال الأمن من التعامل معهم لوقف التخريب والإساءة والفوضى. إن كان يراد من رجال الأمن التوقف عن التعامل مع المخربين فعليهم أن يمنعوا المخربين من القيام بتلك العمليات، فما يقوم به رجال الأمن هو العمل على تنفيذ القانون ليس إلا بغية توفير الأمن والأمان للجميع. إن كانوا يريدون إعلاماً تصالحياً فعليهم أن يبادروا به لأن إعلامهم هو الذي يتسبب في كل الفوضى التي نعيشها. ليس منطقاً مطالبة الحكومة بالاكتفاء بالتفرج على من يوجه إليها الاتهامات والشتائم نهاراً وليلاً.
إن كانوا يريدون إطلاق الحريات والتوصل إلى تفاهمات بشأن كل الملفات فعليهم أن يتركوا عنادهم جانباً ويصفوا النية ويتوجهوا صادقين إلى طاولة الحوار الذي عليهم أن يعلموا جيداً أنهم طرف من أطرافها وليسوا كلها، حيث الحوار ليس بين الجمعيات السياسية التي يحلو لها أن تسمي نفسها بقوى المعارضة وبين الحكومة فقط، فهناك شركاء آخرون مؤثرون ولم يعد بالإمكان تجاوزهم.
ليس منطقاً مطالبة الحكومة بتقديم التنازلات والتعامل بسلبية في وقت يرفعون فيه سقف المطالبات ويضعون العصا تلو العصا في عجلة المبادرة الجديدة، وليس معقولاً مطالبة الحكومة بإطلاق الحريات -كما جاء في التصريح المذكور- لأنها لو فعلت ذلك من دون توافق لانتفت الحاجة إلى الحوار. ببساطة لو أن الحكومة وفرت كل المطالبات التي تعتبرها الجمعيات السياسية معينة على تهيئة الأجواء للحوار لانتهت المشكلة كلها!
ما تطالب به الجمعيات السياسية يعبر عن قلة خبرتها السياسية وعدم معرفتها بما تريد أو يراد منها، فلو كانت تعرف ما تريد جيداً لباشرت في الاستفادة من المبادرة بدل تضييع وقتها في جولة أوروبية لا يمكن أن تحقق منها شيئاً (وإن وفرت فرصة طيبة للاستمتاع بالأجواء الباردة لبضعة أيام وغسل فيها الجائلون «جبودهم»)!
حان الوقت للتوقف عن كل ذلك وعن الاستشهاد بأقوال المسؤولين السابقين من الأمريكان والأوروبيين وترويجها لأنها لا تفيد غيرهم. حان الوقت للتوقف عن الكلام «المأكول خيره» والذي لا يؤدي إلى نتيجة موجبة بل قد يضر.
لا أحب أن أقولها ولكن عليهم أن يتوقفوا عن «الهرار»!
{{ article.visit_count }}
لكن مقابل كل هذه المطالب التي ترى «المعارضة» أنها تؤدي إلى تهيئة الأجواء للحوار لا تطالب «جماهيرها» بوقف اعتداءاتها على الحياة ووقف عمليات التخريب التي ضج الناس منها وأساءت إلى «الحركة المطلبية»، فهي تريد منهم الاستمرار في الأخطاء التي يرتكبونها يومياً بينما تعتبر الحكومة مقصرة لو أنها لم تعمل على تهيئة الأجواء للحوار بالكيفية التي تريدها منها!
هذا منطق أعوج ويدخل في باب العبث ولا قيمة له، لأنه ليس معقولاً أبداً مطالبة الحكومة بكل ذلك في الوقت الذي يستمر فيه أولئك في ممارساتهم الآثمة عبر إشعال النيران في إطارات السيارات واختطاف الشوارع ورمي رجال الأمن ومراكز الشرطة بزجاجات المولوتوف والحجارة، وعبر إعلام يعتمد التضخيم وتصريحات نارية ترقص على أنغامها تلك الفضائيات السوسية وعلى رأسها فضائية «العالم»، التي غيرت اسمها دون طبعها إلى «أنباء العالم».
التهدئة لا يمكن أن يقوم بها طرف دون طرف، التهدئة تأتي من الجميع. ليس معقولاً السماح لأولئك بالقيام بأعمال التخريب والتسبب في أذى الناس والإساءة إلى الحياة وفي نفس الوقت منع رجال الأمن من التعامل معهم لوقف التخريب والإساءة والفوضى. إن كان يراد من رجال الأمن التوقف عن التعامل مع المخربين فعليهم أن يمنعوا المخربين من القيام بتلك العمليات، فما يقوم به رجال الأمن هو العمل على تنفيذ القانون ليس إلا بغية توفير الأمن والأمان للجميع. إن كانوا يريدون إعلاماً تصالحياً فعليهم أن يبادروا به لأن إعلامهم هو الذي يتسبب في كل الفوضى التي نعيشها. ليس منطقاً مطالبة الحكومة بالاكتفاء بالتفرج على من يوجه إليها الاتهامات والشتائم نهاراً وليلاً.
إن كانوا يريدون إطلاق الحريات والتوصل إلى تفاهمات بشأن كل الملفات فعليهم أن يتركوا عنادهم جانباً ويصفوا النية ويتوجهوا صادقين إلى طاولة الحوار الذي عليهم أن يعلموا جيداً أنهم طرف من أطرافها وليسوا كلها، حيث الحوار ليس بين الجمعيات السياسية التي يحلو لها أن تسمي نفسها بقوى المعارضة وبين الحكومة فقط، فهناك شركاء آخرون مؤثرون ولم يعد بالإمكان تجاوزهم.
ليس منطقاً مطالبة الحكومة بتقديم التنازلات والتعامل بسلبية في وقت يرفعون فيه سقف المطالبات ويضعون العصا تلو العصا في عجلة المبادرة الجديدة، وليس معقولاً مطالبة الحكومة بإطلاق الحريات -كما جاء في التصريح المذكور- لأنها لو فعلت ذلك من دون توافق لانتفت الحاجة إلى الحوار. ببساطة لو أن الحكومة وفرت كل المطالبات التي تعتبرها الجمعيات السياسية معينة على تهيئة الأجواء للحوار لانتهت المشكلة كلها!
ما تطالب به الجمعيات السياسية يعبر عن قلة خبرتها السياسية وعدم معرفتها بما تريد أو يراد منها، فلو كانت تعرف ما تريد جيداً لباشرت في الاستفادة من المبادرة بدل تضييع وقتها في جولة أوروبية لا يمكن أن تحقق منها شيئاً (وإن وفرت فرصة طيبة للاستمتاع بالأجواء الباردة لبضعة أيام وغسل فيها الجائلون «جبودهم»)!
حان الوقت للتوقف عن كل ذلك وعن الاستشهاد بأقوال المسؤولين السابقين من الأمريكان والأوروبيين وترويجها لأنها لا تفيد غيرهم. حان الوقت للتوقف عن الكلام «المأكول خيره» والذي لا يؤدي إلى نتيجة موجبة بل قد يضر.
لا أحب أن أقولها ولكن عليهم أن يتوقفوا عن «الهرار»!