نحن مع جلالة الملك المفدى في كل قراراته الحكيمة وإرادته، فهو ولي أمرنا وسنكون دوماً على خطى جلالته، وبالتأكيد المصلحة العامة التي ينادي بها جلالته فوق أي مصلحة شخصية، فإذا كان الخيار لإنهاء الأزمة السياسية هو الحوار للمرة الثالثة فليكن كذلك. فالشعب البحريني بحاجة ماسة إلى حياة مستقرة هادئة، وسياسة واعية تتأصل فيها مصلحة الوطن وانتعاش اقتصاده، ونحتاج أيضاً لقمع المصالح الشخصية والتواطؤ مع خونة الوطن والمصلحة الإيرانية والعبث في أمن البحرين وأمن الخليج.
فإذا كان لابد من الحوار فليكن الحوار ولنجلس مع من باع البحرين، ولنتحاور مع من تهجم على البحرين وشعبها وقيادتها بالأكاذيب والافتراءات والزيف، والتخادن مع قنوات مأجورة، دعونا نلحق الكذاب الذي يدعي السلمية لبيت هله.
الشارع البحريني غير راضي عن الحوار والجلوس للمرة الثالثة مع جمعية التأزيم، بالرغم من أن الشارع البحريني كان مرحباً بهذا الحوار في المرة الأولى، إلا أن عندما تختلط النوايا تنكشف نوايا المنافقين، فعندما انسحبت هذه الجمعية في الحوار الوطني الأول، كانت تظن جمعية الوفاق بأنها الحلقة الأقوى في البلاد، ولم يدركوا بأن انسحابهم ناتج عن ضعف وكذلك كان الحال في الحوار الوطني الثاني، وللأسف لم يبرهنوا حسن نواياهم وإلى التوافق الوطني الذي يأمله الجميع، ولم يتحاوروا مع الأطراف الأخرى بجدية وفي كل مرة يبرهنوا للشارع البحريني وللطائفة التي تتبعهم بإخفاقاتهم وهزل حججهم وضعفهم كقوى سياسية لا تستطيع أن تملك زمام أبسط الأمور.
جمعية الوفاق اليوم تتكلم بلسان السنة، تحاول أن تستميل السنة لتكون بجانبها في الحوار وتساندها، فإذا أخفقت جمعية الوفاق أن تجذب الطائفة الشيعية بأكملها إليها، فمنالها صعب للوصول إلى عقول وقلوب الطائفة السنية. فلتتكلم هذه الجمعية باسمها فقط وليس باسم الشعب البحريني، ودعها أيضاً أن تتكلم باسم الإرهابيين التي تساندهم وليس بلسان الأوفياء لهذا الوطن الغالي. عندما كانوا في الدوار كانت الأسرى من الطائفة السنية، عندما كانوا في الدوار قالوا بأنهم سيخرجون السنة من البلاد، عندما كانوا في الدوار استصغرونا واستصغروا حكامنا وقادتنا، عندما كانوا في الدوار لم يطبقوا «إخوان سنة وشيعة»، عندما كانوا في الدوار سقطوا من أعين الجميع، وهيهات أن تسترد ثقتنا بهم.
«الحق الكذاب لباب هله»، بس أي باب بالضبط؟ وأي أهل بالضبط؟ الوفاق وعارفينهم وخابزينهم وعارفين نواياهم من الحوار وعارفين أن لا توافق وطني من وراء جمعية الوفاق وأتباعها، لكن باب من راح يكونون عنده، ومن من هذه البيبان راح يفتحون لجمعية الوفاق هذه المرة غير إيران؟
يقولون «الكذب حبله قصير»، لكن اليوم بات الكذب في مأمن، مادام أهل النفاق وأهل الكذب، يخيطون في البلد، والكذبة ترقع الكذبة اللي تليها واللي تسبقها، مثل الفرش اللأول اللحاف المرقع، رقعة بجانب رقعة، شكل مشوه مرقع قبيح، لكنه في الأخير تعطينا لحاف يقيك البرد. وهذا حالنا في البحرين معهم.
الحوار لابد منه حتى وإن كثرت ترقع أكاذيب الوفاق ومن يساندهم، ولسوف نلحقهم، لطاولة الحوار، ونسمع حواراتهم. ونأمل أن نوقف حوارات ونبتدي في تفعيل النوايا الطيبة، ونأمل أن يكون الحوار التوافق الوطني الثالث، يشترط فيه أن يكون الأخير، ولا نخلي أو نسمح للكذاب يوصل لكل البيبان.