نقف أحياناً حائرين بين أن نتبع محاضرات المتعلمين أو توجيهات الفاهمين؛ فذلك يملك الشهادة والآخر يملك الفهم والتجربة.
فإذا اتبعنا لغة المنطق، فإنها تترجم بأنه لابد بأن نستمع لما يقوله المتعلمون الفاهمون الذين بنوا كلامهم على مدلول علمي حقيقي ومنطقي صريح، ولكن ما نعيشه حقيقة ونلامسه في أرض الواقع أن ليس بالضرورة أن يكون كل صاحب شهادة مهما كبر حجمها على المستوى العلمي أن يكون ذا شأن فكري وفاهم ومدرك ومتيقظ لمجريات الأمور المحيطة به.
للأسف فإن كثيرين يربطون الشهادة العلمية بالمرتبة الفكرية؛ إلا أن هذه المعادلة ليست بالضرورة أن تكون دائماً فعلية.
فأنا لا أقصد من كلامي هذا التقليل من شأن المتعلمين أو دعوة إلى عدم التعلم؛ لا على العكس تماماً، فالعلم هو السلاح الذي لا ينفد أبداً وجواز السفر الذي لا تنتهي صلاحيته، فهو الركيزة الأساسية لأي مجتمع يتطلع إلى النهوض.
ولكن عتبي على الفئة المتعلمة التي لا تفكر قبل أن تطلق سهام كلامها الجارح على الآخرين، ولا تزن تصرفاتها بمكيال منصف حكيم معتقدة أن ما تقوم به لا يقبل الشك أو الطعن فيه، والجميع بعدها من الصاغرين.
فالحقيقة تقول إننا نتعلم في المدرسة أو الجامعة الدروس ثم نواجه الامتحانات.
أما في الحياة فإننا نواجه الامتحانات ثم نتعلم منها الدروس.
ولكي يسهل علي الشرح والتوصيف لكم مني بعض الأمثلة التي تصف الحال المرير لبعض المتعلمين؛ فماذا يمكننا أن نقول عن طبيب يقول لمريضه الشاب المعقد مما ابتلاه الله بآفة (التأتأة) في كلامه إنه لابد لك أن تكتب أسئلتك وما تشعر به على ورقة ثم تعرضها علي؛ فأنا لا أقدر أن أتحمل سماع صوتك وليس لدي متسع من الوقت لكي انتظر كلمة تستغرق معك دقائق والمرضى ينتظرون في الخارج!!!!
أو طبيب يتعجب من وجود حالة إعاقة للأهل متسائلاً ومتعجباً بأسئلته الجارحة المستفزة وفي آخر الكلام يقول؛ أنا لا أعرف كيف أتفاهم مع هذا الطفل فكيف أنتم تستطيعون ذلك؟؟؟
أو ماذا نفسر هؤلاء المتعلمين المتمرسين في برامج التواصل الاجتماعي الذين سرعان ما يقومون بإعادة إرسال الرسائل وإنما حقيقة هي شائعات وهمية تم إنتاجها وفبركتها لتخريب وزعزعة أمن البلد وأيضاً لإلقاء الرعب في قلوب المواطنين. في حين أن هؤلاء المواطنين المتعلمين، القارئين، المثقفين، العارفين والعالمين؛ بدل أن يكبحوا هذه الأخبار بل يقومون بإجماحها ويطلقونها شاردة من دون تفكير أو تحليل؛ غير آبهين لمدى صحتها بل يتكلمون بها ويصدقون عليها أنها من مصادر موثوقة، لنعود ونكتشف بفترة وجيزة إن ما تم تداوله ليس حقيقياً وما كانت إلا تآويل وأقاويل فبركت لكي تثير العقول الصغيرة التي لا يمكنها أن تستوعب حقيقة ما يجري.
فبمثل هذه الحالات والتي تعتبر جزيئاً صغيراً جداً من حالات ومواقف كثيرة تطلب دواويناً لاحتوائها... أين كان دور العلم؟؟؟ وما هو موقف الشهادات التي نراها مزينة جدران المكاتب ولكن فارغاً محتواها من عقولنا. علنا لا نخلط الأوراق في بعضها البعض ونكون مدركين، واعين، مبصرين لكل ما نقوم به. فلنكن القدوة الحسنة لأبنائنا ورمزاً جميلاً في حياة من يلقانا وعوداً طيباً مهما تعاقبت عليه السنين بقي ذو رائحة تغني الحاضرين.
وما أجمل أن نتدبر في قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
«لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه».
فإذا اتبعنا لغة المنطق، فإنها تترجم بأنه لابد بأن نستمع لما يقوله المتعلمون الفاهمون الذين بنوا كلامهم على مدلول علمي حقيقي ومنطقي صريح، ولكن ما نعيشه حقيقة ونلامسه في أرض الواقع أن ليس بالضرورة أن يكون كل صاحب شهادة مهما كبر حجمها على المستوى العلمي أن يكون ذا شأن فكري وفاهم ومدرك ومتيقظ لمجريات الأمور المحيطة به.
للأسف فإن كثيرين يربطون الشهادة العلمية بالمرتبة الفكرية؛ إلا أن هذه المعادلة ليست بالضرورة أن تكون دائماً فعلية.
فأنا لا أقصد من كلامي هذا التقليل من شأن المتعلمين أو دعوة إلى عدم التعلم؛ لا على العكس تماماً، فالعلم هو السلاح الذي لا ينفد أبداً وجواز السفر الذي لا تنتهي صلاحيته، فهو الركيزة الأساسية لأي مجتمع يتطلع إلى النهوض.
ولكن عتبي على الفئة المتعلمة التي لا تفكر قبل أن تطلق سهام كلامها الجارح على الآخرين، ولا تزن تصرفاتها بمكيال منصف حكيم معتقدة أن ما تقوم به لا يقبل الشك أو الطعن فيه، والجميع بعدها من الصاغرين.
فالحقيقة تقول إننا نتعلم في المدرسة أو الجامعة الدروس ثم نواجه الامتحانات.
أما في الحياة فإننا نواجه الامتحانات ثم نتعلم منها الدروس.
ولكي يسهل علي الشرح والتوصيف لكم مني بعض الأمثلة التي تصف الحال المرير لبعض المتعلمين؛ فماذا يمكننا أن نقول عن طبيب يقول لمريضه الشاب المعقد مما ابتلاه الله بآفة (التأتأة) في كلامه إنه لابد لك أن تكتب أسئلتك وما تشعر به على ورقة ثم تعرضها علي؛ فأنا لا أقدر أن أتحمل سماع صوتك وليس لدي متسع من الوقت لكي انتظر كلمة تستغرق معك دقائق والمرضى ينتظرون في الخارج!!!!
أو طبيب يتعجب من وجود حالة إعاقة للأهل متسائلاً ومتعجباً بأسئلته الجارحة المستفزة وفي آخر الكلام يقول؛ أنا لا أعرف كيف أتفاهم مع هذا الطفل فكيف أنتم تستطيعون ذلك؟؟؟
أو ماذا نفسر هؤلاء المتعلمين المتمرسين في برامج التواصل الاجتماعي الذين سرعان ما يقومون بإعادة إرسال الرسائل وإنما حقيقة هي شائعات وهمية تم إنتاجها وفبركتها لتخريب وزعزعة أمن البلد وأيضاً لإلقاء الرعب في قلوب المواطنين. في حين أن هؤلاء المواطنين المتعلمين، القارئين، المثقفين، العارفين والعالمين؛ بدل أن يكبحوا هذه الأخبار بل يقومون بإجماحها ويطلقونها شاردة من دون تفكير أو تحليل؛ غير آبهين لمدى صحتها بل يتكلمون بها ويصدقون عليها أنها من مصادر موثوقة، لنعود ونكتشف بفترة وجيزة إن ما تم تداوله ليس حقيقياً وما كانت إلا تآويل وأقاويل فبركت لكي تثير العقول الصغيرة التي لا يمكنها أن تستوعب حقيقة ما يجري.
فبمثل هذه الحالات والتي تعتبر جزيئاً صغيراً جداً من حالات ومواقف كثيرة تطلب دواويناً لاحتوائها... أين كان دور العلم؟؟؟ وما هو موقف الشهادات التي نراها مزينة جدران المكاتب ولكن فارغاً محتواها من عقولنا. علنا لا نخلط الأوراق في بعضها البعض ونكون مدركين، واعين، مبصرين لكل ما نقوم به. فلنكن القدوة الحسنة لأبنائنا ورمزاً جميلاً في حياة من يلقانا وعوداً طيباً مهما تعاقبت عليه السنين بقي ذو رائحة تغني الحاضرين.
وما أجمل أن نتدبر في قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
«لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه».