عندما وقعت التفجيرات التي استهدفت برجي التجارة في نيويورك ومبنى البنناغون بواشنطن في 11 سبتمبر 2001، لم تمضِ إلا ساعات قليلة إلا وجهت أمريكا اتهامها إلى تنظيم القاعدة، وذكرت أن القوات الأمريكية ادعت أنها عثرت في ما بعد على شريط في بيت مهدم جرّاء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001 يظهر بن لادن وهو يتحدث إلى خالد بن عودة عن التخطيط للعملية، وبعد هذا التفجير حملت أمريكا صواريخها وطارت بطائراتها وأبحرت بأساطيلها واحتلت أفغانستان وقتلت ما قتلت من فوق الأرض ومن في كهوف الجبال، وذلك انتقام لتفجير برجين.
إذاً أمريكا لم تكن تعرف ساعتها هوية الإرهابيين ولا تعرف مكانهم ولا مصادرهم، إلا أنها استطاعت أن تدافع عن هيبتها ومكانتها الدولية كدولة عظمى، بينما في البحرين تقول المتحدثة باسم الحكومة «إن الإرهابيين» في البحرين أصبحوا معروفين بالاسم، وقالت إنها تعتقد أن الصورة أصبحت واضحة في البحرين فهويات الإرهابيين معروفة ومنابع تمويلهم أيضاً معروفة ومكشوفة، وأن الإرهاب مستورد من الخارج، وقالت ليس أمراً طبيعياً أن نكتشف فجأة كل هذا الإرهاب والعنف خلال فترة قصيرة»!
إنه أمر غريب وعجيب عندما تتحدث الحكومة عن أنها تعرف الإرهابيين وهويتهم ولم تقبض عليهم حتى الآن، وتعرف منابع تمويلهم ومازالت المنابع مفتوحة لهم، وتعرف أنه إرهاب مستورد ومازالت على علاقة وثيقة بالجهة الموردة، أليس هذا التصريح اعترافاً بعدم قدرة الدولة على القبض على الإرهابيين وعدم مقدرتها على بسط الأمن طالما هي تعرف الإرهابيين وتتركهم يواصلون عمليات الإرهاب من قتل وتفجيرات، ثم ماذا عن قولها «إنه ليس أمراً طبيعياً أن نكتشف فجأة كل هذا الإرهاب والعنف خلال فترة قصيرة»، فهل أن 3 سنوات غير كافية للكشف عن هوية الإرهابيين؟ أو أن هناك إرهابيين غير الذين شاهدناهم في الدوار، أو إرهابيين غير الذين يخرجون على القنوات الأجنبية، أو أن هناك إرهابيين غير الإرهابيين الذين يدافعون عن الإرهابيين ويطالبون بإطلاق سراحهم، أو أن هناك إرهابيين غير الذين يحرقون الشوارع، ثم لماذا تعرف الدولة مصادر تمويل الإرهابيين ومازالت تسمح لهذا التمويل بالمرور لهم، الأمر في غاية الاستغراب عندما تصرح الدولة أنها تعرف الإرهابيين بهويتهم وتعرف مصادر تمويلهم، ومازالت حتى اليوم غير قادرة على القبض عليهم ومحاكمتهم.
لا نقول للدولة طيري بطائراتك وجهزي مدافعك واقصفي المدن والقرى التي تؤوي الإرهابيين كما فعلت أمريكا عندما اكتشفت في ساعات هوية الإرهابيين؟ ولكن نقول لها إنه ليس مقبولاً أن تضعف الدولة أمام الإرهابيين، أو أن معرفة الإرهابيين بالنسبة للدولة يعني أن تستلطفهم وتدعوهم للحوار، متى قرروا أن يتصالحوا مع الدولة، أو أن الإرهابيين في البحرين على الدولة أن تقدم لهم العروض السخية كي يكفوا عن الإرهاب، أو أن يكافأ الإرهابيون بمناصب وزارية وكراسٍ برلمانية وشورية..
فتصبح يد الوزير المعارض والمعادي للدولة السلطة في التقسيم والتوزيع لتربية الإرهابيين الذين سيقودون الانقلاب، ونحن لا نستبعد أن يكون يوماً أحد الذين يخرجون كل يوم على قناة أجنبية ويقودون المؤامرة الانقلابية وزيراً على وزارة خدمية، ثلاثة أرباع الدعم الخليجي تحت تصرفه، ولا نستبعد أن يصبح من قال إن البحرين ليست دولة ولم تكن يوماً دولة وزيراً على وزارة أو رئيساً تنفيذياً لشركة حيوية أو قد يكون وزيراً أو نائباً لرئيس الوزراء، فكل شيء يمكن أن يصح في البحرين، طالما الدولة تعرف الإرهابيين بالاسم والهوية وتعرف مصادر تمويلهم، ومازالت غير قادرة على محاكمتهم.
نعم، الجميع يعرف الإرهابيين وقبل 14 فبراير، فهم لم يخفوا رؤوسهم ولم يتبرؤوا من إرهابهم ولم يعملوا في الخفاء، كما إنهم أعلنوا إرهابهم بالتسجيل بالصوت والصورة، وها هي التسجيلات موجودة على رفوف هيئة الإعلام وفي خزائن وزارة الداخلية ..
نعم، الإرهابيون يعرفهم جميع شعب البحرين، ولكن المشكلة أن الإرهابيين لديهم حصانة محلية من الدولة نفسها قبل الحصانة الخارجية، وأنه يوم يقبض على رأس من رؤوس الإرهاب يطلق سراحه في يوم ثانٍ ثم يعود إلى منزله «محشوماً» مكرّماً.
نعم، الإرهابيون عرفتهم الدولة بالاسم واستدعتهم الدولة بالاسم واستقبلتهم ثم خرجوا إلى المطار وهم واثقون أنهم سيعودون إلى البحرين دون سؤال ولا استفهام، ويعلمون أنهم سيتم استدعاؤهم وسيستجاب لهم، وهذا هو اللغز المحير الذي فكته المتحدثة باسم الحكومة حين قالت إن الإرهابيين نعرفهم بالاسم والهوية ونعرف مصادر تمويلهم، أي أن الدولة ليست لها نية في محاكمتهم أبداً.
وهناك فرق بين دولة مثل أمريكا تعبر المحيطات والقارات لتدك دولة بأرضها وجبالها وأهلها لمجرد شكوك ودليل شريط تسجيل عثرت عليه في «خرابة»، والبحرين لديها من التسجيلات والاعترافات والتقارير والبيانات التي أصدرها الإرهابيون الكثير، إلا أنها لليوم لم تقبض على رأس الإرهاب.. وها نحن ننتظر، نقول لعلى وعسى أن تتحرك الدولة بحزم، ليس كما تفعل أمريكا، بل بأدنى العقاب، أقلها سحب الجنسية وتسفيرهم إلى إيران، ولكننا على يقين أن الإرهابيين الذين تعرف الدولة هويتهم في يوم ما سيصبحون وزراء ووكلاء وبرلمانيين وشوريين، وسيصبح أمرهم مطاعاً وكل صعب لهم سهل وكل شيء في الدولة لهم مشاع.
إذاً أمريكا لم تكن تعرف ساعتها هوية الإرهابيين ولا تعرف مكانهم ولا مصادرهم، إلا أنها استطاعت أن تدافع عن هيبتها ومكانتها الدولية كدولة عظمى، بينما في البحرين تقول المتحدثة باسم الحكومة «إن الإرهابيين» في البحرين أصبحوا معروفين بالاسم، وقالت إنها تعتقد أن الصورة أصبحت واضحة في البحرين فهويات الإرهابيين معروفة ومنابع تمويلهم أيضاً معروفة ومكشوفة، وأن الإرهاب مستورد من الخارج، وقالت ليس أمراً طبيعياً أن نكتشف فجأة كل هذا الإرهاب والعنف خلال فترة قصيرة»!
إنه أمر غريب وعجيب عندما تتحدث الحكومة عن أنها تعرف الإرهابيين وهويتهم ولم تقبض عليهم حتى الآن، وتعرف منابع تمويلهم ومازالت المنابع مفتوحة لهم، وتعرف أنه إرهاب مستورد ومازالت على علاقة وثيقة بالجهة الموردة، أليس هذا التصريح اعترافاً بعدم قدرة الدولة على القبض على الإرهابيين وعدم مقدرتها على بسط الأمن طالما هي تعرف الإرهابيين وتتركهم يواصلون عمليات الإرهاب من قتل وتفجيرات، ثم ماذا عن قولها «إنه ليس أمراً طبيعياً أن نكتشف فجأة كل هذا الإرهاب والعنف خلال فترة قصيرة»، فهل أن 3 سنوات غير كافية للكشف عن هوية الإرهابيين؟ أو أن هناك إرهابيين غير الذين شاهدناهم في الدوار، أو إرهابيين غير الذين يخرجون على القنوات الأجنبية، أو أن هناك إرهابيين غير الإرهابيين الذين يدافعون عن الإرهابيين ويطالبون بإطلاق سراحهم، أو أن هناك إرهابيين غير الذين يحرقون الشوارع، ثم لماذا تعرف الدولة مصادر تمويل الإرهابيين ومازالت تسمح لهذا التمويل بالمرور لهم، الأمر في غاية الاستغراب عندما تصرح الدولة أنها تعرف الإرهابيين بهويتهم وتعرف مصادر تمويلهم، ومازالت حتى اليوم غير قادرة على القبض عليهم ومحاكمتهم.
لا نقول للدولة طيري بطائراتك وجهزي مدافعك واقصفي المدن والقرى التي تؤوي الإرهابيين كما فعلت أمريكا عندما اكتشفت في ساعات هوية الإرهابيين؟ ولكن نقول لها إنه ليس مقبولاً أن تضعف الدولة أمام الإرهابيين، أو أن معرفة الإرهابيين بالنسبة للدولة يعني أن تستلطفهم وتدعوهم للحوار، متى قرروا أن يتصالحوا مع الدولة، أو أن الإرهابيين في البحرين على الدولة أن تقدم لهم العروض السخية كي يكفوا عن الإرهاب، أو أن يكافأ الإرهابيون بمناصب وزارية وكراسٍ برلمانية وشورية..
فتصبح يد الوزير المعارض والمعادي للدولة السلطة في التقسيم والتوزيع لتربية الإرهابيين الذين سيقودون الانقلاب، ونحن لا نستبعد أن يكون يوماً أحد الذين يخرجون كل يوم على قناة أجنبية ويقودون المؤامرة الانقلابية وزيراً على وزارة خدمية، ثلاثة أرباع الدعم الخليجي تحت تصرفه، ولا نستبعد أن يصبح من قال إن البحرين ليست دولة ولم تكن يوماً دولة وزيراً على وزارة أو رئيساً تنفيذياً لشركة حيوية أو قد يكون وزيراً أو نائباً لرئيس الوزراء، فكل شيء يمكن أن يصح في البحرين، طالما الدولة تعرف الإرهابيين بالاسم والهوية وتعرف مصادر تمويلهم، ومازالت غير قادرة على محاكمتهم.
نعم، الجميع يعرف الإرهابيين وقبل 14 فبراير، فهم لم يخفوا رؤوسهم ولم يتبرؤوا من إرهابهم ولم يعملوا في الخفاء، كما إنهم أعلنوا إرهابهم بالتسجيل بالصوت والصورة، وها هي التسجيلات موجودة على رفوف هيئة الإعلام وفي خزائن وزارة الداخلية ..
نعم، الإرهابيون يعرفهم جميع شعب البحرين، ولكن المشكلة أن الإرهابيين لديهم حصانة محلية من الدولة نفسها قبل الحصانة الخارجية، وأنه يوم يقبض على رأس من رؤوس الإرهاب يطلق سراحه في يوم ثانٍ ثم يعود إلى منزله «محشوماً» مكرّماً.
نعم، الإرهابيون عرفتهم الدولة بالاسم واستدعتهم الدولة بالاسم واستقبلتهم ثم خرجوا إلى المطار وهم واثقون أنهم سيعودون إلى البحرين دون سؤال ولا استفهام، ويعلمون أنهم سيتم استدعاؤهم وسيستجاب لهم، وهذا هو اللغز المحير الذي فكته المتحدثة باسم الحكومة حين قالت إن الإرهابيين نعرفهم بالاسم والهوية ونعرف مصادر تمويلهم، أي أن الدولة ليست لها نية في محاكمتهم أبداً.
وهناك فرق بين دولة مثل أمريكا تعبر المحيطات والقارات لتدك دولة بأرضها وجبالها وأهلها لمجرد شكوك ودليل شريط تسجيل عثرت عليه في «خرابة»، والبحرين لديها من التسجيلات والاعترافات والتقارير والبيانات التي أصدرها الإرهابيون الكثير، إلا أنها لليوم لم تقبض على رأس الإرهاب.. وها نحن ننتظر، نقول لعلى وعسى أن تتحرك الدولة بحزم، ليس كما تفعل أمريكا، بل بأدنى العقاب، أقلها سحب الجنسية وتسفيرهم إلى إيران، ولكننا على يقين أن الإرهابيين الذين تعرف الدولة هويتهم في يوم ما سيصبحون وزراء ووكلاء وبرلمانيين وشوريين، وسيصبح أمرهم مطاعاً وكل صعب لهم سهل وكل شيء في الدولة لهم مشاع.